أجد أنه من واجبي والقائمين علي التغيير بالحركة التشكيلية أن أريكم ما أري وأقرأ معكم أحداث التغييرات، كبيرها وصغيرها، لنضع جميعا فكرا قويا يحمل معه آليات إنجاح التغيير، أقصد هنا بالتغيير الرؤية والفكر معا، أما الأشخاص المصرون علي ما هم فيه فهم من سيظهرون علي الساحة قريبا إما مع أو ضد التغيير، فقط أريد أن أتطوف بكم عبر مسالك وكهوف ما أراه في الاتجاهات المختلفة، محترمين خبرة الكبار، ومقدرين أخطاء الأصدقاء وجاهزين لدفنها في مقبرة حتي نستطيع أن نكمل ما بدأناه في هذا الطريق، فلا يوجد في هذه الحركة منهزم أو خانع أو منبطح لمصلحة ما، فقط يسيرنا ضميرنا والواجهة الإصلاحية ومضمونها، حتي نعبر معا لمصلحة الفنان والفنانين، بعيدا عن المصالح وتبادلها واتخاذ الجموع عساكر في الصفوف الأمامية ليموتوا وهم أحياء حتي يعلق القادة النياشين فوق جثثهم كما يحدث في الأغلب الأعم، في كل مرة في انتخابات نقابتنا السعيدة (نعم سعيدة كالبيوت السعيدة لا نسمع لها صوتا) وقد طرحت منذ سنة ونصف تقريبا - ومازلت - التغيير لتحويل النقابة إلي وحدة منتجة قوامها الفنانون بجميع تخصصاتهم وشرحت آليات التنفيذ، وسوف أكتب تفصيليا كما شرحت الهدف الأساسي من تحويل النقابة إلي وحدة منتجة علي أن يصبح (الفن التشكيلي صناعة كاملة) تتوفر فيها جميع آليات الصناعة من حيث الإنتاج والتسويق والتبادل التجاري والثقافي والفني وغيره الكثير، وتفاعلها مع المجتمع بكل متطلباته وإلغاء فكرة ثقافة الهامش المسيطرة علي الحركة وفكرة ثقافة النخبة التي أحدثت الفجوة بيننا كفنانين وبين الجمهور، كذلك تفعيل دور النقابة مع المصالح الحكومية والمحافظات، كل ذلك نحن جادون وجاهزون له ومرحبا بأي فكر أكثر تطورا ليعرض نفسه بدون الدخول إلي عمل تعمية وطرح أحلام وردية ووعود زائفة، فقد شبعنا جميعا منها ولذلك أرجو ألا ينخدع الفنانون مرة أخري ويبحثوا فيمن يتقدم لأي منصب، هل حقا يملك جدية العمل وتفاعله مع الجموع، أم أنهم يجعلون من النقابة وردة يضعونها في عروة الجاكت وهم يغادرون، هل فعلا هذا الجيل لا يستحق أن يتحمل المسئولية، وهل تفرض الوصاية علينا إلي أمد أبعد مما نحن فيه، هل سيدافع الفنانون عن أنفسهم من تيارات السلطة والمصالح الشخصية والمتبادلة في صورة منفعية خاصة جدا، هل ستنخدع الجموع تحت أوهام الأسماء الرنانة، والأحجام المنتفخة التي تكمل شكلها ومشوارها الفني علي حساب الجموع من المحرومين من حقوقهم، والمبتورين من حسبة الصداقات والمعارف والجلسات الخاصة والوعود، وتبادل المواقع، واختيارات اللجان، والمنح والعطايا والجوائز والسفريات وغيرها العديد، لا توجد مساحة لغير المتحزبين - الأسئلة عديدة ولكنها مريرة، وأعتقد أن الواقع التشكيلي هو الإجابة الوافية له، المصالح هي المتحكم الرئيسي في هذا الزمن الغريب، الذي أتي إلينا من بعض الشخصيات، وزرعوا بيننا كالنباتات المتسلقة، كلما قطعت طرفا أخرجت أطرافا، تدهور حاد في الحركة التشكيلية يؤلم الجميع، من هنا جاء مبدأ التغيير حتي وإن كان باجتزاز تلك النباتات، يعلم الجميع أن التيار شديد، ولذلك أوجه نظرهم إلي التعاون وضبط القلاع بخبرتهم وليس التيار، وإذا كان القائمون علي التيار لن يستطيعوا تغييره، فنحن نغير الأشخاص وليس التيار، ومعني كلامي أننا بصدد جدية حقيقية لا لبس فيها فقط، يحتمل هذا الموقف الاشتباك مع أصحاب المصالح والنفوذ، أحيانا ولكن بالتجربة فقد وجدت أن بعض هؤلاء بالونات نحن من نصنعها بالمبالغة، فلا توجد قوة لفنان بدون إنتاج ولا توجد قوة لقائد بدون مجموع ولكن أكثرهم لا يعلمون، ولذلك لابد من طرح التجربة أمام الرأي العام بحلوها ومرها بقادتها وتجييش الفنانين لإحداث التغيير وتحويل المسألة من صراع المصالح إلي صراع من أجل الفنانين وتبديل فكرة الفنون الجميلة أولا ثم تربية فنية ثم التطبيقية ثم الفنانين العاملين من غير الخريجين إلي فكرة ((خط واحد أفقي للجميع)) وإعادة التنسيق مع الجموع من أجل إنجاح الفكر الإنتاجي مع التطور العالمي، ولذلك وجب التنبيه عما يحدث وحسابات الآخر، مهما كانت الأسماء، من هم ضد التغيير، والفئة القليلة المسيطرة والمستفيدة، التي تقاوم فكرة الإنتاج والتساوي في الفرص مع الآخر، وليصعد الأكثر جودة، كذلك حرية الاختيار، فقط نحتاج إلي كثير من التوضيح والتفاعل من الجميع، خصوصا الفئة التي تم تجنيبها بعيدا عن الصراع الحالي، حتي يشتبكوا فيصبح لنا ولهم الحق في اختيار الأصلح لإدارة وتنوير مساحة الفن في المجتمع، ولنا ولكم فيما يحدث في بلدنا في تلك المساحة من الحرية والتعبير وقفة، فقد آن الأوان لإحداث تغييرات جذرية اعتمادا علي خبرة الكبار الصادقين وليس المنتفعين، ومجموع الصامتين، وأعتقد أنهم بدأوا فعلا الحراك، والشباب المسئول عن الحركة، أما حسابات أصوات الجيب فهذه الأصوات خرجت فعلا من جيوب الحاسبين، والمرتكنين علي صمتهم أقابلهم وأتعامل معهم أثق فيهم ونتبادل ثقة بثقة، أشعر بمرارة ما يشعرون، ولا أخفيكم سرا تبادل المصالح التي أراها الآن وستظهر بعد حين جلية، مسيطرة، خاذلة بعض الوقت وللأسف الكثير من الجموع مازال مغيباً، البعض يبحث عن أمل وينسي أنه هو شخصيا الأمل في أن يتحرك، فينتهز الآخر فرصة تلك الغيبوبة التي ألمت من فرط التجاهل وغياب العدالة في التوزيع، بعض المشتاقين للكراسي يبحثون عن المساعدة للآخر في النور حتي يظهروا، ولا ينقذوا مأزوما في ظلمته، فقط هي مساعدة للتجارة وكسب الأصوات فاحذروا ما يحاك بكم هذه المرة، ليس معني أننا نحترم الكبار أننا لا نفهم ما يدور من حولنا، نحترمهم لتاريخهم وإخلاصهم، أما الآن فأصبحنا زملاء لهم، وأصبحت هناك قضية واحدة وفكرة واحدة نسعي إليها جميعا كما نسعي إلي التحرر من السيطرة والوصاية، كل ما نرجوه أن نخرج من مصلحة الفرد إلي المجموع من بطولة علاقات خاصة ومصالح خاصة إلي مصالح عامة ومنفعة عامة، نحن نريدها كذلك، فهل انتم تريدون؟