تحتفي المدينةالمنورة في العشر الأواخر من رمضان بالمعتمرين فقبل أذان المغرب بنصف ساعة بتوقيت المدينةالمنورة تري المعتمرين وقد جاءوا من كل حدب وصوب لصلاة المغرب والإفطار في الحرم النبوي الشريف.. وقد أعد لهم أهل المدينةالمنورة أكثر من ألف مأدبة داخل الحرم وفي ساحاته الخارجية شاكرين الله ما آتاهم من فضله.. وينقسم المعتمرون فيما يفضلون من الطعام إلي قسمين حيث يفضل القسم الأول الإفطار في الساحات الخارجية للمسجد لأنها تقدم وجبات ساخنة عبارة عن أرز وفراخ إلي جانب التمر والزبادي واللبن والخبز وزجاجة مياه صغيرة أما النوع الثاني فيفضل الإفطار داخل المسجد النبوي إذ تتكون الوجبة من الزبادي والخبز وتمر المدينة ومطحون من البهارات وتوابل المدينة يطلقون عليه الدقة إضافة إلي ماء زمزم المبارك وعلي الرغم من ارتفاع عدد الموائد داخل وخارج الحرم النبوي إلا أن كل شيء معد ومنظم فالموائد يبدأ وضعها بعد صلاة العصر مباشرة وهي عبارة عن مفرش من البلاستيك يتم وضع الطعام عليه. وقد وقف أمامها القائمون عليها يدعون رواد المسجد إلي الإفطار علي مائدتهم بكل ود وعزم مستعينين بأفراد عائلاتهم من بينهم أطفالهم إذ يقوم الأطفال بدعوة المعتمرين للإفطار معهم وما إن يبدأ الأذان في السادسة و35 دقيقة يشرع القائمون في الإفطار ويفرغون من الإفطار بعد ربع ساعة فقط من الأذان، بعدها تبدأ المرحلة الثانية وهي التخلص من الموائد قبل إقامة الصلاة ويتبادر في ذهن أي معتمر يؤدي العمرة لأول مرة سؤال ملح هو كيف يتم التخلص من هذه الموائد ويعود الحرم وساحاته إلي نظافته السابقة؟! لكنه سرعان ما يكتشف أن المفرش البلاستيك الذي وضع عليه الطعام يتحول إلي شنطة كبيرة تجمع مخلفات الأطعمة بعد التقاط ما تبقي من التمر والخبز واستبعاده من الفضلات ثم بعد ذلك يوضع المفرش وما يحتويه في كيس بلاستيك محكم وينقل بعدها إلي العربات المخصصة له داخل الحرم ومنها للخارج إلي سيارات قمامة ذات مكابس.