ورد إلي دار الإفتاء سؤال يقول: توفيت أمي ولم تكن قد قضت أيام فطرها في رمضان بسبب حيضها في سائر عمرها، وكل أولادها يعلمون هذا، وقد تركت مالا، فهل نكفر عنها من هذا المال؟ وهل نقرَأ الفاتحة أو غيرها من القرآن التي تُهدي للميت لكل متوفي علي حدة أم يمكن إهداؤها للجميع دفعة واحدة؟ يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلاً: في الحديث الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله تعالي عنها عن النبي - صلي الله تعالي عليه وآله وسلم - قال: مَن مات وعليه صيام صامَ عنه وَلِيُّه. عليه وفي واقعة السؤال فإن الواجب أن تصوموا عن أمكم كل الأيام التي أفطرتها بسبب حيضها؛ فهذا قضاؤه، ويستحب لكم أن تتصدقوا عنها بشيء من أموالكم لتطهيرها من تقصيرها بتركها للقضاء إلي أن ماتت. وقراءة الفاتحة والقرآن للميت من المسائل المختلف في مشروعيتها بين العلماء، ولكن يمكن عمل شيء هو محل إجماع علي جوازه بين العلماء؛ وهو أن تقرأوا ما تشاءون من القرآن الكريم: الفاتحة أو غيرها ثم تطلبون من الله تعالي أن يتقبل منكم عملكم وأن يعطي أمكم أو غيرها من الأموات مثل ثواب ما يتفضل بإعطائه لكم علي قراءتكم القرآن الكريم، فيكون هذا من قبيل الدعاء للأموات، وهو محل اتفاق بين العلماء في وصوله للميت.