وسقطت ورقة التوت عن حكم رجال الدين في إيران بعد أن اغتصبوا رجالهم ونساءهم وبعد أن اتهموهم بالعمالة والخيانة وبعد أن قتلوهم رمياً بالرصاص في الطرقات وعلي أرصفة الشوارع وأمام أعين المارة ثم منعوا زيارة مقابرهم!! الذين اغتصبوا وقتلوا وسحلوا وعذبوا في إيران ليسوا معارضين لكنهم أنصار رجال النظام موسوي وكروبي أي أنصار النظام أيضا فماذا عن المعارضين لولاية الفقيه أصلاً!! عندما يحكم من يتصورون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ويحولون سياستهم إلي دين مقدس عندما تتحول السياسة إلي دين تصبح معارضتها بدعة وزندقة وارتداداً وضلالاً وكفراً حسب الفقة الإسلامي أو هرطقة حسب اللاهوت المسيحي ويصبح المحتج أو الرافض أو الناقد ممثلا للشيطان وعدوا لله وطبعا هنا يكون هدر دمه وضرب عنقه واجباً دينياً متسقاً مع معطيات التاريخ الإسلامي وأدبيات المسلمين الأوائل. حيث يكون إهدار الدم وضرب العنق من الواجبات الدينية المقدسة التي إن لم يفعلها الحاكم فعلتها الرعية تعزيرا وإن لم يفعلها الحاكم والرعية صاروا مقصرين في أمور دينهم وغافلين عن الحق وخارجين علي السوية ففهم الحاكم في إيران مقدس يستحيل علي النقد ويستعلي علي الرفض ويأبي الاحتجاج ويسمو طبعا فوق المساءلة أو حتي مجرد التفنيد فالرافض لولاية الفقية كالراد علي الله والمحتج علي تصرفات الحاكم في إيران محتج علي صحيح الإسلام واذكر أنني تجرأت مرة وأنتقدت النظام الإيراني مؤكداً أنهم يزورون الانتخابات من المنبع من خلال مجلس الوصايا الذي يصفي أوراق المرشحين وقد رفض أوراق 471 مرشحا تقدموا لمنازلة نجاد هذه المرة ففاجأني محدثي وهو من أصحاب الوعي الإخواني قائلاً هل أنت شيوعي؟ يقصد ملحداً هذا هو الموضوع كيف تنتقد النظام الديني في إيران ؟ فالإخوان يعتبرونه النموذج والبديل والأمل وهو في ذهن محدثي يتماهي مع الدين نفسه ويتطابق مع المقدس ونقده نقد للدين ومنتقده طبعاً وبالأكيد شيوعي أصلا!! وفي 20 أغسطس الماضي كشفت التايمز البريطانية تجربة صبي إيراني اغتصبوه في السجن ثلاث مرات وقالت نقلا عن الصبي إنهم هددوه بالإعلام إذا أعلن عن اغتصابه وأكدت الطبيبة المعالجة له بعد خروجه من معتقل إيفين أبوغريب الإيراني أنه محطم نفسيا وجسديا وبات يخشي البقاء وحيدا هذا لأن الصبي تجرأ وعلق الشارة الخضراء التي تعبر عن المعارضة علي ذراعه. هذا وكان مهدي كروبي المرشح للرئاسة الجمهورية ورئيس مجلس الشوري السابق قد تقدم بمذكرة لرفسنجاني رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس مصلحة النظام أكد فيها أن المعتقلين تعرضوا للاغتصاب رجالا ونساء كما قدم دلائل لبعض النواب بمجلس الشوري في مفاجأة أخري أعلنتها قناة العربية الفضائية أنه تم الكشف عن مقبرة جماعية لضحايا الاحتجاجات مما أدي إلي أزمة داخل البرلمان الإيراني وقال النائب مجيد نصير بور إن لجنة تحقيق ستشكل لمعرفة ملابسات دفن عشرات القتلي مجهولي الهوية سرا في مقبرة جنة الزهراء كما طالب بعض أعضاء البرلمان رئيس السلطة القضائية الجديد باعتقال مير حسين موسوي ومهدي كروبي باعتبارهما سبب الاحتجاج واتهم محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري كلا من موسوي وكروبي بالعمالة وتنفيذ مخططات أعدت بالخارج وطبعاً العمالة أهون من التكفير وأهون من تهمة معاداة الله التي عقوبتها في إيران الإعدام. هذا وقد نشرت الصحف الإيرانية أقوال المعتقل محمد علي أبطحي مساعد الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي بعد خروجه التي أكد فيها أن موسوي ورفسنجاني ومحمد خاتمي سعوا للانتقام من المرشد الأعلي خامنئي وانتقد دعم خاتمي لموسوي أثناء الانتخابات ونفي نفيا قاطعا مزاعم التزوير ووصف المظاهرات الاحتجاجية بأنها استهدفت تقويض سلطات المرشد بينما أكدت ابنته في لقاء مع بي. بي. سي وزوجته لموقع روز الالكتروني أن إلقاء شهادة زوجها بهذه الصورة تكشف عن طبيعة وقسوة ما حدث له وعن انتفاء الأخلاق والضمير لدي مسئولي النظام ويكشف ماذا حدث للمعتقلين حتي يحصلوا منهم علي تلك الاعترافات وإذا كانت هذه آراء الرجل فلماذا اعتقلوه إذن ؟!« إنه التعذيب والإرهاب والخوف من الإعدام بتهمة معاداة الله فلا احتجاج علي تصرفات النظام هناك فهي معاداة الله ولكن وماذا عن رأي جماعة الإخوان والأهم فيما يحدث من النظام الإسلامي هناك قولوا كلمة حق يرحمكم الله واتسقوا في مواقفكم فلا يصح أن تدعوا مناصرتكم للحرية هنا بينما تؤيدون بشدة الاستبداد هناك!!