رغم أن جماعة الإخوان المحظورة تجاهلت دعوة محمود أباظة رئيس حزب الوفد الإفطار الذي نظمته بمكتب الإرشاد بالمنيل، فيما وجهت دعوتها لعدد من القوي السياسية والحزبية الأخري، إلا أن الإفطارات التي عقدها كل من الطرفين بالمحافظات نقصد الوفد والإخوان عكست حرص الطرفين علي الاتصال فيما بينهما علي مستوي القاعدة بغض النظر عما حدث علي المستوي المركزي! وحول أسباب تجاهل الجماعة لدعوة الوفد في حفل إفطار المنيل أرجعت قيادات وفدية هذا الأمر للهجوم الذي شنته عناصر من الحزب علي مهدي عاكف مرشد الإخوان وعلي الجماعة بشكل عام عقب زيارتهم لحزب الوفد في رمضان الماضي. وفسرت قيادات أخري الموقف علي أنه رغبة من أباظة لتوجيه رسالة مفادها أن الإخوان لم يدعوهم مستبعدين ذلك في نفس الوقت! ففي الشرقية “محافظة رئيس الحزب” تجاهلت الجماعة دعوة الوفد في اللقاء الذي حضره عاكف، ولكنهم دعوهم في إفطار آخر حضرته عناصر من لجنة الشباب وأعضاء مجلس محلي للوفد هم: دعاء عبدالمنعم وياسر حسن ومحمد النجومي مما أثار غضب بعض قيادات المحافظة متسائلين: كيف لا يحضر أباظة إفطار الإخوان بالمنيل وتوافق القواعد علي دعوات الإخوان دون استئذان محمود أباظة رئيس الحزب، خاصة أن الدعوة لم تعرض علي أعضاء اللجنة العامة بالمحافظة؟ وفي بورسعيد حرص نصر الزهرة رئيس اللجنة علي دعوة نواب الإخوان في إفطارهم بعد دعوتهم له في إفطار حضره بمكتب نواب الجماعة حيث حضر كل من النائب أكرم الشاعر وإبراهيم الخولاني! نفس الأمر في وفد الفيوم حيث شاركت قيادات وفدية في إفطار نواب الجماعة بالمحافظة دون أن يدعوهم لإفطار مماثل. وحرص وفد السويس علي دعوة النائب الإخواني سعد خليفة.. أما الإسماعيلية فيحرص النائب الوفدي صلاح الصايغ علي التنسيق معهم رغم أنهم تعمدوا تجاهله في الدعوات لحضور لقاءات المعارضة بالمحافظة! اللافت هو مشاركة الوفد والإخوان في دعم إفطار نظمته نقابة الأطباء بمحافظة الغربية، حيث تحمل محمد أسامة البحراوي جزءًا وفايز حمودة رئيس لجنة التنسيق والقيادي الإخواني الجزء الآخر. وحرصت لجنة وفد الإسكندرية علي وجود ممثل لها في إفطار الإخوان بالإسكندرية الذي نظمه نواب الجماعة هناك صبحي صالح وحسين محمد وأسامة جادو ومحمدي السيد. يأتي هذا في ظل حرص الجماعة علي استغلال وجود أحزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب الوفد لإضفاء الشرعية علي نفسها في مثل هذه اللقاءات التي بدأتها باستنكار الاعتقالات المستمرة في صفوف الجماعة بالمحافظة ودعوة قوي المعارضة لتشكيل جبهة والتنسيق ضد الحزب الوطني علي غرار الدعوة التي أطلقها المرشد علي الموقع الالكتروني للحزب قبل أشهر! ورجح المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد أن يكون تجاهل الإخوان لدعوة حزب الوفد لإفطارهم هو مجرد رد فعل لرفض الوفد لفكرة التنسيق معهم، خاصة بعد أن اتخذت قيادات الهيئة العليا قرارًا مؤسسيا بعدم التحالف معهم مستطردًا “هذا جعلهم يفقدون الأمل في أي شكل من أشكال التنسيق المستقبلي بعد الزيارة التي قاموا بها للحزب رمضان الماضي، أما تنسيق وإفطارات المحافظات فهي تأخذ شكلاً وديا بعيدًا عن تحالف أو أي تنسيق رسمي. ورفض الطويل متاجرة الإخوان بما سموه ب»الاعتقالات التي تحدث في صفوفهم” لكسب تعاطف المعارضة في الإفطارات التي ينظمونها بالمحافظات قائلاً: “الاعتقالات ترجع لكونهم عناصر غير شرعية تورطت في قضايا بعينها وليس لأنهم يناضلون من أجل الشعب كما يدعون”. ورفض الرئيس الشرفي للوفد خلطهم للدين بالسياسة وهجومهم علي الأحزاب لأنها ترفض التنسيق معهم متسائلاً هل يجب أن نعتقل مثلهم حتي لا يشنون هجومًا علينا؟! وقلل فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب من قيمة هذه الدعوات قائلاً: “هذه مجرد دعوات بروتوكولية لا يركز عليها الحزب وقياداته وتتكرر سنويا، ورغم دعوة الإخوان لحدوث التنسيق إلا أن هذا لا يحدث علي مستوي جميع المحافظات لأنهم ينفضون بعد هذه الاجتماعات، مضيفًا: فكرة التنسيق مع القوي السياسية لا يحسمها سوي مؤسسات الحزب وقياداته ولا تقوم اللجان الفرعية بها بمفردها، خاصة أنها تطرح علي شكل أفكار وليس برامج قابلة للتنفيذ.