منذ انتهاء الحرب الاسرائيلية علي غزة في يناير الماضي، عملت حركة حماس علي اعادة بناء القطاع الذي تسيطر عليه واصلاح ما أفسدته آلة الحرب الاسرائيلية والاهتمام بتعزيز قدراتها وامكانياتها التي تضررت بلا شك.. ومن هنا حظيت المنظومة الاعلامية برعاية تامة لنشر فكر الحركة وتحسين صورتها وهو ما تمثل في اصدار صحف ووسائل اعلام جديدة وتطوير في شكل ومضمون وسائلها الاعلامية الموجودة بالفعل لكي تتوجه إلي جمهورها الفلسطيني والعربي والاسلامي وحتي الغربي أي أن بعض وسائل اعلامها تعتمد لغات أجنبية وان كانت اللغة العبرية مستبعدة تماما. مركز المعلومات حول المخابرات والإرهاب بمركز تراث المخابرات الاسرائيلي نشر مؤخرا دراسة حول توسيع حماس بنيتها التحتية الاعلامية، قال فيها ان الحركة خصصت موارد مالية كبيرة لهذا الغرض مصدرها المساعدات الأجنبية التي حصلت عليها من الخارج وخاصة ايران. وأضافت الدراسة أن حماس استفادت كثيرا من دعم قناة "الجزيرة" خلال الحرب في الوقت الذي كانت فيه جميع وسائل اعلام حماس مستهدفة مثل قناة "الأقصي" وصحيفة "الرسالة" والبني التحتية لمواقع الانترنت التابعة لها، حيث ظهرت قيادات الحركة بالخارج علي القناة القطرية لتسمع صوتها إلي العالم فيما امتنعت قيادات الداخل عن الظهور خشية الاستهداف. ورصدت الدراسة زيادة في حجم البرامج الدينية التي يتم بثها بشكل يومي علي القنوات التليفزيونية التابعة لحماس بنسبة 150٪ بعد انتهاء الحرب مقارنة بالفترة التي سبقتها، مشيرة إلي أن برامج جديدة بدأ عرضها مثل برنامج "صفحات المجد" الذي يعرض قصصا من التاريخ الاسلامي التي تدعو للمقاومة وبرنامج "وجهة نظر الاسلام" الذي يتناول تعامل الاسلام مع القضايا اليومية وبرامج نسائية تظهر فيها النساء بالحجاب والنقاب حتي أنه يتم التشويش علي النساء اللاتي يظهرن بالصور الملتقطة من القنوات الاسرائيلية أو الأجنبية لأنهن غير محتشمات. وحسب الدراسة الاسرائيلية، فإن المشهد الاعلامي لحركة حماس اليوم يتضمن قناتين فضائيتين هما قناة الأقصي التي تعتبر قناة التليفزيون التابعة لحكومة حماس في غزة وقناة القدس التابعة لقيادة حماس في الخارج بدمشق بالاضافة إلي عدد من محطات الراديو من بينها صوت الأقصي والقرآن الكريم التي أنشئت بعد حرب غزة وتبث موادا دينية وصحيفة يومية هي صحيفة "فلسطين" بالاضافة إلي "الرسالة" و"الرأي" التي صدرت مؤخرا في القطاع وصحف أخري تصدر داخل القطاع وخارجه مثل "فلسطين المسلمة" التي تصدر في بريطانيا تقريبا، فضلا عن عدد من وكالات الأنباء مثل وكالة "صفا" التي أنشئت حديثا وأكثر من عشرين موقعا ومنتديا علي شبكة الانترنت وفي مقدمتها "فلسطين انفو" الذي يظهر بثماني لغات ومنتدي "Paldf" وموقع شبكة الأقصي للإعلام الذي تم تطويره بعد حملة الحرب من الناحية التكنولوجية بإضافة أفلام فيديو كما أصبح من الممكن مشاهدة القناة بالبث المباشر عبر الموقع، ويستخدم المسئولون عن الموقع "يوتيوب" من أجل نشر الأفلام علي الموقع بطريقة بسيطة وسهلة. وأشارت الدراسة إلي أن حماس تعكف حاليا علي اصدار كتاب يجمع القصص الشخصية للاعلاميين الفلسطينيين الذين عملوا في حرب غزة، كما أصدرت الحركة فيلما باسم "عماد عقل" من انتاج مؤسسة الأقصي للاعلام وبتكلفة بلغت 200.000 دولار حسبما قالت الدراسة. ويتناول الفيلم الذي كتب قصته القيادي البارز محمود الزهار، حكاية القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام الذي قتل خلال تبادل لإطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1993 .