كانت الردود العقلانية والواقعية هي سيد الموقف.. فالحقائق عندما توضع أمام الجميع بوضوح تكف ألسنة المزايدين والمتاجرين والمتربحين سياسيا”! هذه هي المحصلة التي عبرت عنها قيادات الحزب الوطني بالنوبة في أعقاب الزيارة التفاعلية الأخيرة للأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك لأرض الذهب. وأصدر “وطني النوبة” بدوره ورقة أقرب إلي “كشف حساب” يعكس حجم ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية من مطالب أهالي النوبة، وكيف أنها حققت رغبات العديد من الأصوات امتدت لما يقرب من 46 عامًا وتحديدًا منذ 1963 . وورد بالورقة “كشف الحساب” أنه “عقب صدور تعليمات رئيس الجمهورية للوزراء بتحقيق مطالب أهل النوبة خاصة الفئة التي كانت غير مقيمة أثناء تهجير النوبة عام 1963 إلي منطقة كوم أمبو بسبب بناء السد العالي، وذلك ببناء مساكنهم التي لم يحصلوا عليها منذ ذلك التاريخ والتي يفوق عددها 5000 منزل بجانب أراضيهم الزراعية التي لم يحصلوا علي بديل لها. وأضافت الورقة: “اجتمعت الجهات المسئولة من المجالس المحلية والحزب الوطني والجمعيات والأندية النوبية ولخصوا مطالبهم في بناء مساكنهم والحصول علي أرضهم الزراعية بالنوبة القديمة في تجمعات بعدة مناطق تم تحديدها حسب رغبة هذه اللجنة المكونة من الجهات الشرعية التي تمثل أهل النوبة والحزب الوطني والمجالس المحلية والأندية والجمعيات النوبية والعمد والمشايخ. وأشارت إلي أنه قد تم عرض هذه المطالب علي محافظ أسوان وتبني هذه المطالب بالتنسيق مع الوزراء المختصين، ثم حددت المطالب التي تمت الاستجابة لها فورًا في تحديد الأماكن التي ستنشأ مساكن أهل النوبة عليها وهي منطقة كركر وأبوسمبل وتوشكي والسبوع وعمدا في قسطل وأدندان وأخيرًا منطقة العلاقي والسيالة. واستطردت: “تم تحديد عشرة آلاف فدان بمنطقة وادي الأمل بكركر منهما 3500 للمالكين والباقي علي سبيل الانتفاع وترك الأمر لوضع آلية التوزيع للنوبيين أنفسهم. وتم البدء في التنفيذ وجار تسليم المواقع للقوات المسلحة لسرعة الإنجاز وسيتم البدء ببناء 200 منزل واستصلاح ألف فدان في غضون شهور قليلة علي أن يتم الانتهاء من المشروع بالكامل خلال عامين. ولفتت الورقة إلي أن المطالبات الجديدة التي تم عرضها علي أمين السياسات مجرد أفكار مستقبلية ينتظر تنفيذها وتم تحديدها في أن يكون لأبناء مركز نصر نصيب في القري المخصصة للظهير الصحراوي، وتجديد وإحلال محطات الري القديمة بمركز نصر النوبة وإنشاء مصنع للسكر بوادي خريط، وفصل الدائرة الانتخابية لمركز نصر النوبة عن دائرة كوم أمبو، حيث إن النوبة كانت لها دائرة مستقلة وتم إلغاؤها وضمها لكوم أمبو بعد التهجير مما يضعف فرصة نجاح أي نائب لنصر النوبة نظرًا لكثافة عدد الناخبين بكوم أمبو. وأضافت الورقة: من هذه المطالب “إنشاء كلية زراعة في مركز نصر بجوار الثانوية الزراعية وتنمية مركز نصر بإنشاء مصنع للسكر للحد من البطالة بخلاف سرعة تسديد مبلغ القروض الذي تم إعفاء سيدات نصر منه بقرار من رئيس الجمهورية وإنشاء مشروعات تنموية للحد من البطالة”. يأتي هذا في الوقت الذي شن فيه موسي سعد الدين أمين المجالس الشعبية والمحلية بأسوان هجومًا عنيفًا علي من ينصبون من أنفسهم مدافعين عن حقوق أبناء النوبة في حين أنهم أبعد ما يكونون عنها وعن قضاياها، مضيفًا: “اتصل بي أحد أبناء النوبة ويعمل صحفيا بالكويت، مستفسرًا عما حدث، فانتقدته بشدة لأنه يكتب عن أبناء النوبة وكأنه لا يعلم عنهم شيئًا وقلت له قبل أن تكتبوا دققوا الكلام.. فأنتم لا تعرفون عن ماذا تكتبون، وما هي أبعاد القضية المختلفة رغم أنكم -للأسف تنتسبون إلي النوبة!