مالالاي جويا..هي أشجع امرأة في أفغانستان هكذا أطلقت عليها الإذاعة البريطانية، فهي أصغر عضو في برلمان أفغانستان ،تروي قصتها وقصة الآلاف من النساء في أفغانستان من خلال كتابها "أرفع صوتي "الذي كتبته بالدماء والعرق والصبر والكفاح واتخذت منه منبرا للتعبير عن الفساد الذي تئن منه أفغانستان ... لم تتجاوز جويا الثلاثين من عمرها وعملت منذ صباها ناشطة لحقوق المرأة وتقوم بالكثير من المساعدات الطبية والتعليمية لأبناء بلدتها. واختيرت جويا لتمثيل أهلها في البرلمان الأفغاني وهو ما فتح أمامها الباب علي مصراعيه للحديث عن الجرائم التي تشهدها أفغانستان. وتعرضت جويا لخمس محاولات اغتيال لحجب صوتها الذي يدين الفساد في البلاد وعاشت تحت وطأة التهديدات طيلة عدة سنوات. ولكن هذا لم يمنعها من مواصلة رحلتها في التنديد بالأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد فهي تقول إنها لا تخشي الموت دفاعا عن أفغانستان وأكدت مرارا وتكرارا أن وضع المرأة في أفغانستان الآن أسوأ من أي وقت مضي. وعلي الرغم مما روجت له آلة الإعلام الأمريكية بشأن الديمقراطية التي جلبتها الولاياتالمتحدة إلي أفغانستان، والتحول الإيجابي في أوضاع المرأة،فإن الحقائق علي الأرض تنفي ذلك فالمرأة الأفغانية تذوق ألوانًا شتي من الظلم والهوان والاغتصاب.والشعب الأفغاني ضاق ذرعا بما يقوم به كرزاي بالإضافة لانتشار المخدرات وتصعيد الحرب وتزايد وتيرة العنف . وخلال الكتاب أعلنتها جويا صريحة: إن المساعدات الأجنبية التي يزعم الاحتلال تقديمها تذهب لأمراء الحرب وليس لمن يستحقونها عن جد. وتمضي جويا في سرد المأساة التي تعيشها أفغانستان مشيرة إلي أن الفساد قد وصل إلي أبعد مدي في البلاد، فالحكومة التي يترأسها كرزاي تكتظ بأمراء الحرب والمتطرفين الذين ارتكب العديد منهم جرائم بشعة في حق الشعب الأفغاني . وتشير أصغر عضو في برلمان أفغانستان جويا- إلي أنها مثلها مثل غيرها من الملايين في أفغانستان ليس لديها أي أمل في أن الانتخابات التي تجري في بلد يحكمه أمراء الحرب وقوات الاحتلال وقوات طالبان . وأعربت المؤلفة عن حزنها لفقد الكثير من الآباء والأمهات أبناءهم في الحرب التي تدور رحاها في أفغانستان مؤكدة أن الجنود البريطانيين والأمريكيين يحاربون ليس من أجل الديمقراطية في أفغانستان ولكن لغرض أسمي من ذلك، ألا وهو الحفاظ علي المصالح الاستراتيجية والإقليمية للبيت الأبيض وأكدت الكاتبة أن عواقب الحرب في أفغانستان ربما تكون وخيمة. وتؤكد أشجع امرأة في أفغانستان أن الديمقراطية التي تنشدها أفغانستان لن تتحقق بين عشية وضحاها ولا عن طريق الانفجارات المدوية التي باتت المشهد اليومي في أفغانستان وبالطبع ليس عن طريق قوات الاحتلال، فالشعب الأفغاني وحده هو القادر علي إرساء قيم الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة، وتشير جويا إلي أن الفساد في أفغانستان سيدمر كل الزهور، لكنه غير قادر أبداً علي إيقاف الربيع.