منذ تولي الرئيس هوجو تشافيز زمام الحكم في فنزويلا وما تبعه من موجة تأييد للمعسكر الاشتراكي في أمريكا الجنوبية والتي أدت إلي تولي رؤساء اشتراكيين لزمام الحكم في العديد من الدول اللاتينية مثل الإكوادور وبوليفيا والأرجنتين ونيكاراجوا إلا وتبدأ بعدها حملة متواصلة تهدف إلي تقييد حرية الإعلام صحفا ومحطات تليفزيونية وإذاعية في تلك الدول دون سبب واضح وهو ما جعل الأمر ظاهرة دفعت صحفيي تلك الدول للنضال من أجل استعادة حرية التعبير بوسائل الإعلام من جديد. أبرز الدول التي تمارس ضغوطا علي حرية الصحافة والإعلام هي فنزويلا التي ضرب فيها النظام بقيادة هوجو تشافيز ضغوطا رهيبة وحربا ضروسا علي وسائل الإعلام المعارضة له أدت إلي غلق 34 وسيلة إعلام بالإضافة لممارسة جميع أنواع الضغوطات علي محطة جلوبفيجن الفضائية التي يملكها أحد رجال الأعمال المعارضين له وصلت إلي التحقيق معه عدة مرات وأتهامه بالخيانة وتفتيش القناة أكثر من مرة، ولم يكتف تشافيز بذلك، بل شرع في الهجوم بطريقة منهجية علي المحطات المعارضة له ببرنامجه الشهير " آلو الرئيس" الذي يقدمه بالتليفزيون الوطني بكراكاس واتهامها بالخيانة وهو ما يخيف الصحفيين في فنزويلا بالفعل وفقا لصحيفة إل باييس الإسبانية التي نقلت عن المتحدث باسم رابطة الإعلاميين في فنزويلا أن إغلاق وسائل الاعلام تقييد الحقوق الأساسية مثل الحق في العمل والحق في حرية التعبير وحرية الاختيار وأعرب عن قلقه إزاء خطر إغلاقات أخري لوسائل إعلام. في بوليفيا جسد حادث وقع الأسبوع الماضي حال الصحافة والإعلام وحرية عملهما في البلاد، ففي منطقة سانتاكروز شرق العاصمة لاباز تم إلقاء القبض علي صحفيين كانوا يغطون أحداث النزاع بين المزارعين والدولة حول أراض زراعية وقد أجبرهم رجال يرتدون الملابس المدنية علي ترك عملهم بل والاعتداء عليهم وضربهم وأخذ كاميراتهم وتركوا ممزقين الملابس وفي حالة يرثي لها بعد ذلك في بلد رصد به أكثر من تسعين اعتداء علي الصحفيين في الأشهر الأخيرة فقط، هذه هي أحدث الحوادث ضد الإعلام في عهد الرئيس البوليفي إيفو موراليس، أما بالإكوادور فيعمل الرئيس رافائيل كوريا علي إعلان الحرب ضد وسائل الإعلام وأبرز حروبه كانت ضد محطة " تيلي أمازونس " والتي يسعي لإلغاء رخصتها بجانب وسائل إعلام أخري في إجراء تعسفي واضح، وفي نيكاراجوا يتعمد الرئيس دانيال أورتيجا باستمرار الهجوم علي وسائل الإعلام المعارضة له وصحفييها متهما أياهم بخدمة أعداء الشعب ويعمد في التضييق عليهم قدر الإمكان. الجمعية الأمريكية للصحافة والتي تضم ألف وثلاثمائة وسيلة إعلام في القارة اللاتينية دقت ناقوس الخطر وحذرت من عمليات ممنهجة ومضايقات ضد وسائل الإعلام المستقلة في فنزويلا والاكوادور وبوليفيا ونيكاراجوا وبدرجة أقل في الأرجنتين وتستخدم ضدهم الأساليب العدوانية والعدائية اللغوية، وفي أماكن أخري مثل المكسيك وأمريكا الوسطي والبرازيل وكولومبيا يمارس العنف ضد الصحفيين وهو مرتبط أساسا بالجريمة المنظمة أو الفساد. نقلاً عن صحيفة إل باييس الإسبانية