ما إن كادت الأمور تهدأ داخل جماعة أنصار السنة المحمدية بعد الأزمة التي أثارها جمال سعد رئيس تحرير مجلة التوحيد لسان الجماعة بسبب مقاله الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي للإسلام، حتي نشبت أزمة جديدة بين أعضاء مجلس إدارة الجماعة بسبب كتاب أصدره عادل عادل السيد عضو مجلس ادارة الجماعة تحت عنوان الحاكمية والسياسة الشرعية، شن عدد من أعضاء مجلس إدارة الجماعة هجوما حادًا علي الكتاب ومؤلفه في الاجتماع الأخير قبل أيام، قائلين أنه لا يعبر عن فكر ومنهج أنصار السنة. اللافت أنه رغم مرور اكثر من خمسة أشهر علي صدور الكتاب دون أي تعليق من جانب قيادات الجماعة، فإنهم هاجموه خلال اجتماعهم الأخير قائلين أنه يدعون إلي الانبطاحية والاستسلام بسبب ما مورد فيه حول موقف الجماعة المؤيد ومبايعتها لكل من الملك فاروق والرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات علاوة علي الرئيس مبارك، فيما أقر الشيخ فتحي عثمان مدير إدارة التراث بالجماعة بصحة المعلومات الواردة في الكتاب. عادل السيد رد عليهم في الاجتماع بقوله إن كل من ينتقد كتابه لا ينتمي لأنصار السنة بل لأفكار التكفيريين مدعيا ان كتابه فرق بين مذهب أنصار السنة وبين مدعي النسب اليها وأنه عمل علي إعداده للرد علي كل من يربط فكر أنصار السنة وفكر التطرف خاصة بعد القبض علي مجموعة من السلفيين الذين يحملون أفكارا تكفيرية جهادية باعتبارهم اعضاء في الجماعة بالإضافة إلي ظهور الدعوة البرهامية السلفية التي قال ان لها مخططا للوصول للسلطة. أشار عادل السيد في تصريحات خص بها روزاليوسف إلي ان كتابه خرج لتوضيح السطو الذي وقع علي أنصار السنة من جانب طائفة تدعي أنها سلفية صبغت المنهج السلفي بصبغة تكفيرية خارجية وقررت سلفا عدم الاعتراف بولاية الحكام بحجة انه لم يحكم بما أنزل الله وشكلوا من رؤسائهم أهل حل وعقد للأمة الإسلامية الذين يملكون عزل الإمام وتعيينه. وألمح السيد الي أن فيروس التكفير وإن كان قد جاء سلفيا الا ان أصله إخواني قطبي جاء من السعودية بعد فتح السعودية أبوابها لعناصر جماعة الإخوان المحظورة لتختلط افكارهم بالسلفية من أجل الوصول ألي السلطة واقامة دولة الخلافة المزعومة. وأشار إلي أنه رغم اعتماد الكتاب علي الوثائق بدون تحريف فإن بعض أعضاء الجماعة أصدر فتوي بتحريم شرائه. مضيفا ان من يتعرضون للحكام علي المنابر ويقومون بشحن عقول الشباب إنما يستغلونهم فيما يبقون هم في أمان، مدللا: أننا لم نسمع يوما عن القبض علي أبناء هؤلاء المشايخ في مظاهرات أو خلافه.