بعد مرور أكثر من ستين عاماً علي وفاة هتلر، يعتقد البعض أنه قد كتب كل شيء خاصة التجارب التي خاضها. وعلي الرغم من ذلك لم ينتبه أحد إلي قراءتها وما قد تكشف عن شخصيته كما هي وكما يقول ولتر بنيامين إن المكتبة دائما تكون شاهداً علي طابع صاحبها. وبعد عملية بحث طويلة استطاع تيموثي دبليو ريباك أن يتوصل إلي جزء من مكتبة هتلر الخاصة، إلي ما يقرب من 1200 مجلد، واكتشف أن هتلر كان يقرأ كتاباً يوميا وهذا ما كون شخصيته و جعل له طابعاً خاصاً، ولاحظ أن هناك ملاحظات مكتوبة بخط اليد علي الكتاب وعن المؤلفين الذين كانوا يهدون له أعمالهم. وكان هتلر يميل إلي قراءة كتب دنكيشوت وكوخ العم توم وشكسبير وجوته والأعمال السياسية وكتب عن علم التنجيم وما وراء الطبيعة وعلم الخوارق وما عكست هذه الكتب علي شخصيته وعلي حياته كما هناك كتب هنري فورد الذي كان مصدر الهام لهتلر. والجدير بالذكر أن ما تم التوصل اليه من مكتبة هتلر لا يمثل أكثر من 8٪ من المكتبة الاصلية وهو موجود الآن في مكتبة الكونجرس بواشنطن. ويقول تيموثي ريباك إنه جمع الكتب ذات المحتوي الفكري والعاطفي الذي يحمل في طياته توضيحا علي شخصية صاحبها وتوجهاته الفكرية وتوصلنا إلي أن هتلر الذي علم نفسه بنفسه كان عنده شره في القراءة لحد يصل إلي أنه كان يقرأ كتاباً يوميا. ولكن وجود كتب بيركهوف وتمثال لشوبنهاور لا يكفي لجعل صاحبهم صاحب فكر ويمكن أن تحتوي ارفف المكتبة علي كتب شكسبير أو ثرفانتس او جوته ولكن دون الاستفادة منها كما أن معرفة الشيء لا تعني بالضرورة فهمها في حين أن ما كان يميز هتلر أن كتبه كانت مستهلكة من كثرة القراءة وتدوين ملاحظات عليها سواء إن كانت كتباً استراتيجيات عسكرية أو كتباً عن العنصرية أو معادة السامية ولكن ما اثار قلق تيموثي ريباك هو كتب علم الخوارق والتنجيم وكتب الروحانيات التي تعبر عن مخاوف صاحبها. وبالتوصل لكتب هتلر استطعنا أن نملك كتيباً من الملاحظات التي سجلت علي هوامش الفقرات والكلمات المخطوطة التي هي بمثابة قطع من المكعبات، وهو المظهر الوحيد لما كان يدور في رأس الرجل الذي أشعل اوروبا ووضعها علي حد السيف وأغرقها في بحور الدم.