فيما ساد اعتقاد بين العديد من أعضاء الحزب أن رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد هانت قبضته وانكسرت شوكته بعد مسلسل من الصراعات المتفارقة بين جبهتين بالحزب أحدهما يقول إنه الحق والآخر علي باطل عاد السعيد مرة أخري ليحافظ علي مركزه الحزبي رغم أن العديد من الممارسات والأفعال، والقرارات التي اتخذها مؤخراً بدت وكأنها تخرج عن رجل تقدم في السن وليس رجلاً يستطيع أن يضرب قاعة الاجتماعات بيده فيدوي صوت كان كافياً أن يسكت الجميع! السعيد تسبب خلال الفترة الماضية في اشاعة حقيقة أنه لن يعد يحسم الأمور بشكل صريح ولن يطبق قوانين اليسار القديمة علي قيادات ساهم في تدريبها وتثقيفها عبر سنوات طويلة من عمر الحزب، ولكن السعيد هذه المرة كان مختلفاً وما جري في الأمانة المركزية أعاد الثعلب العجوز إلي فورانه، وكان المشهد في حاجة لأن نسمعه لا أن نشاهده أن الرجل الذي تجاوز السبعين راح يزأر كالأسد في وجوه أعضاء الأمانة مدافعاً عن قراره بالغاء اجتماع الأمانة العامة للشباب وراح البعض منهم يرددون عليه فجاء صوت السعيد قوياً، ويكفيك أن تسير في شارع كريم الدولة لتسمع صوته فيما يشبه المشاجرة في الدفاع ليس فقط عن قراره بالغاء اجتماع الشباب وما ترتب عليه ولكن في الدفاع عن سنوات كثيرة قضاها الرجل باحثاً ومنقباً وسياسياً. ويجد من هم في حكم احفاده وفقاً لمعيار التاريخ السياسي، يعتصمون ويتظاهرون ضده وهو الرجل الذي كان يحفز العمال ويدفعهم للاحتجاج والاعتصام ضد حكومة رجال الأعمال.. ماذا سيقولون عنه عندما يدعو للاعتصام وهو لم ينج هو الآخر من فخ هذا الاعتصام.. أي كرامة ضائعة فقدها في لوحة أو شعار كتب ضده ينهش في نضاله، ويحاول أن يمحو آثاره. والسعيد وهو يصرخ في اجتماع الأمانة كان يحاول اثبات أنه الرجل القوي وأنه مازال قادراً علي الامساك بدفة الحزب قبل أن تنعقد اللجنة المركزية القادمة في الأول من أكتوبر، وتجنباً لمزيد من المشاكل، صدقت الأمانة المركزية علي قرار السعيد بالغاء اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الشباب. وإذا كان السعيد يحاول أن ينهي هذا الصراع بحكمة وكياسة فإن هناك من يتربصون لقراراته ويحاولون تفريغها من مضمونها بالبحث عن نص في اللائحة يبطل القرار أي أن المشكلة وإن انتهت بشكل جزئي إلا أنها لا تزال مشتعلة. وجاء نص قرار الأمانة المركزية معبراً عن طموحات السعيد وهذا نصه قررت الأمانة المركزية لحزب التجمع في اجتماعها الذي انعقد صباح السبت الموافق 29 / 8 / 2009 برئاسة سيد عبد العال الأمين العام للحزب الموافقة علي قرارات الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب والذي تقضي بالغاء ما اسفرت عنه نتائج أعمال الأمانة العامة للشباب وذلك لعدة ملاحظات لائحية اثارت جدلاً اعلامياً في الأيام القليلة الماضية. كما قررت الأمانة المركزية بناء علي ما تلقاه رئيس الحزب من طلب المكتب التنفيذي للشباب واستجابة لقرار رئيس الحزب الموافقة علي الدعوة لعقد اجتماع جديد للأمانة العامة للشباب لاتخاذ اجراءات تنظيمية علي تشكيل اتحاد الشباب، أما بخصوص الاستقالات الواردة للحزب من عدد من الشباب فقد كشف سيد عبد العال الأمين العام للحزب عن اتصالات تمت بينه وبين أمناء المحافظات التي وردت الاستقالات منها وأكدوا له عدم وجود أعضاء بالحزب يحملون تلك الأسماء التي جاءت في الاستقالات كما أكد الأمين العام أن تلك الاستقالات هي أوراق وهمية تم دسها بمعرفة قرار واحد جاءت صياغتها واحدة ومرسلة من رقم فاكس واحد بوسط البلد في القاهرة ولا علاقة للمحافظات بها. لكن في المقابل وجه شباب الاتحاد بياناً شديد اللهجة. رداً علي البيان الذي أصدرته أمانة إعلام الحزب تدعيماً لموقف وقرار رئيس الحزب في مواجهة قرار الشباب. وأوضح البيان أن الاستقالات التي قدمها الشباب في أغلب محافظات اتحاد الشباب ليست وهمية كما ادعت أمانة الإعلام مدعومة من الأمين العام سيد عبد العال، وأن الشباب لم يقدموا طلبا لرئيس الحزب لعقد اجتماع جديد للأمانة العامة باتحاد الشباب لأنهم لا يعتدون بقراراته أو قرارات الأمانة المركزية لأن الموقف بات محسوماً بعد قرار الأمانة العامة للاتحاد!