اسقط الشيخ يوسف القرضاوي آخر اوراق علاقته الفكرية بجماعة الاخوان المحظورة بعد أن كان قد اختار من قبل قطع علاقته التنظيمية بها طواعية بعد ان تذكر اخيرا ان يقول ان كتب سيد قطب ابرز منظري الجماعة تنطوي علي افكار تكفيرية، وكانه لم يقرأ كتب سيد قطب طوال تاريخه مع الجماعة ليقف علي كم التكفير الذي احتوت عليه. القرضاوي سبب صدمة لقيادات الجماعة المحظورة بعباراته تلك بحق قطب الذي تربت علي افكاره جميع عناصرهم فكان ان تعرض لضغوط اخوانية لالقاء محاضرة في نقابة الصحفيين للتخفيف من حدة عباراته تلك التي قالها في برنامج "منابر ومدافع" الذي تبثه فضائية "الفراعين" فراح يزيد عليها ويقول انه في نهاية عمره ولن يخشي احدا في إعلان رأيه بوضوح، مضيفا : إن الأفكار التكفيرية التي انتهي إليها سيد قطب في كتاباته ليست علي منهج أهل السنة والجماعة الذي ارتآه جمهور الأمة، محملا قطب المسئولية عن أفكاره فأهل السنة والجماعة يقتصدون في عملية التكفير حتي مع الخوارج، لا يكفرون إلا بقواطع تدل علي أن الإنسان مرق من الدين الإسلامي تماما. ورغم مكانة القرضاوي في قلوب عناصر الجماعة وبصفة خاصة الشباب منهم إلا أنه أثار استياءهم جميعا لكونه يخلع عن عاتقه افكارهم واحدة تلو الاخري. القرضاوي لم يكن وحده هو من اقدم علي خطوة استعداء عناصر الجماعة المحظورة فقد فعلها من قبله عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الارشاد المحال للتحقيق في قضية التنظيم الدولي للمحظورة مما أثار أزمة بينه وبين تلاميذ قطب في المكتب ودفعهم الي اصدار تعليمات بعدم التعامل مع ابو الفتوح وعدم استقباله في المحافظات، وهو نفس الامر الذي حدث مع السيد عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة قبل ان تتصاعد ازمته مع قيادات الجماعة ويقررون النزول به الي مستوي الاسرة للارتقاء به تربويا. واذا كان هؤلاء هم من استطاع من المعاصرين التجرؤ والاعتراض علي افكار قطب وهو ما يحسب لهم فان عددا من قيادات الجماعة التاريخيين ايضا كانت لهم مواقف مشابهة حتي أن سيد قطب نفسه اعترف في السجن للدكتور محمد عبد الله المهدي قبل اعدامه بان الكتابات التي كتبها في المرحلة الأولي من حياته ك"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، و"السلام العالمي والإسلام"، و"مشاهد القيامة في القرآن"، لا تمثل رأيه ومذهبه الجديد، ولكن ما يذهب إليه ويتبناه هي ما كتبه في كتبه الأخيرة في السجن مثل "معالم في الطريق" والطبعة الثانية من "الظلال" و"هذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة"، واعترف قطب بأن له منهجين قديما وجديدا كالإمام الشافعي، لكن الشافعي غير في الفروع أما هو فقد غير في الأصول، أي في أصول العقيدة، وهذه هي الإشكالية. الغريب أن تجد جميع الإخوان يدافعون عن هذه الأفكار التكفيرية ولا يقتصر الأمر علي فئة بعينها من الفلاحين وحتي أساتذة الجامعة حتي النواب الإخوان في مجلس الشعب فها هو النائب عبد الفتاح حسن مدرس اللغة الإيطالية يدافع عن أفكار قطب بنفس ما يدافع به عنه محمود عزت أمين عام الجماعة قائلا أن الخطأ فيمن قرأ سيد قطب وليس فيما كتبه هو، ويضيف أن أسلوب قطب الأدبي هو الذي جعل البعض يسيئون فهمه إضافة الي التربص في نفوسهم.