تعيش مساجد مصر في شهر رمضان حالة من التذبذب والعشوائية حيث تقصر بعضها وتطول الاخري في الصلاة، وهناك من يضيف درس ديني، كذلك عند الاختلاف الي عدد ركعات صلاة التراويح، والمدة التي تستغرقها الصلاة التي تختلف وفقاً للأيام، فعلي سبيل الذكر وليس الحصر فجامع الأزهر يصلي التراويح 32 ركعة وتمتد لأكثر من ساعتين ونصف الساعة ويتوافق ذلك مع جامع مصطفي محمود الذي يعقب الصلاة درس ديني. علي الجانب الآخر تصلي التراويح بمسجد السيدة زينب 32 ركعة ويشتهر مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالعجلة وباتمام الصلاة في ساعة ونصف الساعة فقط اسوة بجامع الفتح بمصر الجديدة الذي اختلفت مدة صلاته للتراويح وفقا للإمام، في حين اشتهر مسجد ابو بكر الصديق بشبرا باداء الصلاة بقصار السور وتقدم درسًا فيما يختتم مسجد الهدي الاسلامي بحلوان نصف جزء من القرآن في أول رمضان، لينطلق بعد ذلك للتطويل في النصف الثاني وهذا ما يثير حالة بلبلة بين المصلين بين الأفضلية والمحبب للصلاة في شهر رمضان وبين حالة من التأييد والاعتراض. يوضح محمد شحاتة انه يختار المسجد الذي يقصر الصلاة مراعاة لارهاقه بدنياً في عمله فيما يختار يوم الجمعة المسجد الذي يطيل وتتفق معه عفاف الكردي في اختيارها للمساجد التي تقصر الصلاة لانها تساعدها في قضاء الفرض بسهولة موضحة ان المشكلة تكمن في اختلاف ميعاد الصلاة وفقاً لطول او قصر الدرس الديني الذي يلقيه الخطيب والذي يمتد احياناً لساعة متواصلة مما يسبب حالة من ملل، وبصفة عامة لا تؤيد استمرار صلاة التراويح لثلاث ساعات مما يسبب حالة انهاك وارهاق ويؤثر علي استكمال نشاط اليوم بالكامل. علي الجانب الآخر اعرب خالد عبدالفتاح عن تفضيله للمسجد الذي ينهي جزء قرآن بهدوء علي ان يطول الدرس الديني لساعة لاحتوائه علي عبر وعظة مهمة خاصة في شهر رمضان الذي يفترض ان يقضيه المسلم في العبادة والاستزادة في تعلم الدين وليس اداء الفروض والنوافل، ولكن تكمن المشكلة في اداء شيوخ المساجد للخطبة غير الجذاب وعدم توافر عذوبة الصوت في قراءة القرآن فلا يستمتع المصلون أو يتدبرون الآيات وهذا يحتاج لتوعية المصلين بشروط وآداب الصلاة خاصة في رمضان. ويشير أحمد الكردي إلي ان صلاة التراويح في المسجد لها مكانة عالية ولكن اختيار المسجد يتم وفقا لشروط منها وقت الصلاة وصوت الامام وعذوبته، وعدد السور التي يقرأها الامام، وعادة ما اختار الجامع الأقرب للمنزل والأسرع وافضل المسجد الذي يقصر الصلاة ولكن مع انجاز قراءة جزء من القرآن، وأري أنه علي الامام مراعاة ظروف المصلين من مرض وارتباطات خاصة فئة الشباب الذي يصيبه حالة ملل من الاطالة ويتحول فكرنا لأمور الحياة اليومية. ويعلق الشيخ محمود عبدالحميد امام محمد آل حمدي علي انه لا يطيل في صلاة التراويح مراعاة لظروف المصلين من مريض ومرهق ولذا لا يزيد علي ساعة ونصف الساعة وهذا ما يعتبره البعض تطويلا وفقا لرغباته وقدرته علي الصلاة ولكن بصفة عامة يفضل الشباب التقصير والعجلة بينما تفضل السيدات مد فترة الدرس لانها فرصة للراحة واحتساء الماء واحيانا اقامة حوارات جانبية، فضلا عن اختلاف هذه الصلاة وفقا لعدد الآيات التي يقرأها الامام وهل ينهي جزءاً ام يكتفي بقصار السور وعلي المصلي اختيار المسجد وفقا لهذه المعلومة ورغبته في اداء صلاة التراويح بجزء ام لا وليس اختيار الاسرع لانها صلاة تطوعية اختيارية وعلي المسلم ان يتفقه وينتهزها فرصة للتقارب والتواصل مع الله. ويعرب سالم عبدالجليل وكيل اول وزارة الاوقاف ان جميع مساجد مصر تصلي التراويح وفقا لرغبة الجماهير ما عدا حوالي 002 مسجد يختمون بالقرآن كله خلال شهر رمضان وجوباً تحقيقا لرغبة بعض المصلين في ختم القرآن ويتم التنسيق بين امام المسجد وجمهوره ثم تبلغ مديرية الاوقاف التي تقوم بدورها بتبليغ لوضع ذلك في خطة مسبقة يصدر بها منشور قبل حلول شهر رمضان بشهرين ولكن بصفة عامة علي الامام مراعاة ظروف المصلين وهذه سنة من سنن رسول الله صلي الله عليه وسلم.