هذا العنوان ليس من نوع العناوين الساخرة.. ولكنه عنوان جاد بالفعل، ويتضمن تحذيرا مبكرا قبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقول المصريون.. نعم نحن قد نعاني مستقبلا أزمة بطيخ عالمية، والسبب ان الخبراء والعلماء اكتشفوا أنه يمكن صناعة الوقود الحيوي من البطيخ.. لذلك لنا أن نتوقع توسعا في زراعة البطيخ علي مستوي العالم لاستخدامه في صناعة الوقود الحيوي. وهنا سوف ترتفع اسعاره ويشح المعروض منه الذي يستخدمه الانسان لترطيب قلبه كما يقول المصريون في الصيف! أليس هذا ما حدث قبل عامين مضيا حينما زاد استخدام الحبوب، خاصة الذرة في انتاج الايثانول؟.. ألم يشح المعروض من الحبوب، وألم تلتهب اسعارها مما قاد العالم إلي ازمة غذاء عالمية، لم ينقذه منها إلا وقوعه في أزمة مالية واقتصادية شاملة وعاتية صنعت لنا ركودا ادي الي نقص الطلب علي السلع الغذائية، لانخفاض الدخول وأيضا لتراجع صناعات الوقود الحيوي مثل بقية الصناعات الأخري. إن الأزمة الاقتصادية العالمية بدأت تنحسر وتتراجع.. وكل المؤسسات الاقتصادية الدولية والبنوك المركزية في العالم تتوقع ارتفاعا في معدلات النمو للاقتصاد العالمي بدءا من العام القادم 0102، ومعني ذلك أن وطأة الركود العالمي ستقل، وسيعود كثير من الدول الي استئناف انشطتها الصناعية المختلفة، ومن بينها نشاط صناعة الوقود الحيوي من الغذاء، وسنعود بالتالي لنشعر بوطأة مشكلة أخري، مشكلة منافسة الآلة للانسان في غذائه، وهي المنافسة التي خاضتها دول عديدة سواء من الدول الصناعية الكبري مثل الولاياتالمتحدة أو من الدول الصاعدة اقتصاديا مثل البرازيل. وإذا كنا نحن البشر نستطيع أن نحيا بدون بطيخ إذا ما شح وزادت اسعاره بعد استخدامه في صناعة الوقود الحيوي، فإننا لا نستطيع أن نستغني عن الحبوب في طعامنا، بل إن شعوبا كثيرة تعتمد في غذائها أساسا علي الحبوب، حيث تعتبر انواع الغذاء الاخري بالنسبة لها كاللحوم والأسماك والدواجن نوعا من الترف لا تقدر عليه، وحسب تقرير اصدره صندوق النقد الدولي قبل اربعة اشهر مضت فان نحو مليار شخص يواجهون خطر المجاعة في العام الحالي، وأكثر من 02 دولة سوف تعيش مجاعات محققة، نصفها من الدول الافريقية جنوب الصحراء. والخطر الجديد الذي يتعين أن نتنبه اليه مبكرا أن العلماء مثلما اكتشفوا قبل أيام امكانية استخدام البطيخ في صناعة الوقود الحيوي علي غرار استخدام الذرة في هذه الصناعة، فانهم اكتشفوا أيضا امكانية استخدام القمح في هذا الغرض.. وهكذا ستدخل الآلة في منافسة الإنسان علي استهلاك القمح. لقد عانينا قبل عامين من أزمة عالمية في القمح في عنفوان ازمة الغذاء العالمية، حينما عمدت العديد من الدول المنتجة للقمح لوقف او تخفيض صادراتها من القمح، تحسبا لظروف وتطورات هذه الأزمة وتأمينا لاحتياجاتها هي أولا.. ولا يستطيع أحد بالطبع أن يلومها.. فهذا هو ما صنعناه نحن في مصر حينما أوقفنا تصدير الأرز الذي يفوق انتاجه احتياجات استهلاكنا منه.. فماذا سنعاني منه اذن اذا استخدم القمح وعلي نطاق واسع في انتاج الوقود الحيوي. إن مصر حذرت عدة مرات وفي محافل واجتماعات دولية شتي من استخدام الغذاء في صناعة الوقود الحيوي، وسعت لتكوين رأي عام عالمي ضاغط علي الدول التي تستخدم الغذاء، خاصة الحبوب في صناعة الوقود الحيوي. لكن بعض الدول كانت ماضية بالفعل في تنفيذ خططها الخاصة باستخدام الحبوب في صناعة الوقود الحيوي. ولذلك.. يتعين أن نتأهب من الآن لمواجهة خطر قادم أمامنا وهو شح القمح في الأسواق العالمية.. وهذا الخطر قريب، وليس ببعيد أو علي بعد سنوات مثل خطر ارتفاع سطح البحر واحتمال غرق مساحات من الدلتا.. والحل زيادة انتاجنا أكثر من القمح.