تمثل قضية تهريب النفط في دلتا النيجر مشكلة كبري للولايات المتحدة في وقت تسعي فيه واشنطن لتقليل اعتمادها علي نفط الشرق الأوسط كمصدر للطاقة وتأتي نيجيريا في المركز الرابع ضمن أكبر المصدرين الرئيسيين للنفط بالنسبة للولايات المتحدة. أسباب عمليات التهريب متعددة ومنها الاختلافات العرقية للشعب النيجيري والفساد السياسي والاقتصادي اضافة إلي عدم اكتراث الحكومة لقطاع النفط وترك عملية تطوير الطاقة لشركات النفط الدولية العملاقة، هذه الأوضاع أدت إلي ظهور حركات مسلحة أشهرها جماعة باكو حرام والإيجاو اللتان تعتمدان علي عمليات التهريب في تمويل صفقات الأسلحة. معهد الولاياتالمتحدة للسلام أصدر توصيات مؤخرا لمعالجة المشكلة ومنها حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدلتا النيجر للقضاء علي أي مبررات للإستمرار في عمليات التهريب وتوفير فرص عمل للشباب من خلال إشراك سكان هذه المنطقة في عملية التنمية وفي مجال صناعة البترول لابعادهم عن الجماعات المسلحة، فضلا عن الجدية في تعقب ومحاكمة مهربي السلاح لدلتا النيجر ومهربي النفط. كما أوصي المعهد بتشجيع نيجيريا علي إنشاء شرطة لخفر السواحل واستخدام المعدات الحديثة للحد من عمليات تهريب النفط فضلا عن حث الدول الأخري علي الإمتناع عن قبول البترول المهرب وفق سياسة العصا والجزرة للقضاء علي سوق البترول السوداء. أما عن دور الولاياتالمتحدة، فأشار التقرير إلي أن واشنطن منوطة بدور هام يتمثل في ضرورة بدء شراكة مع الدول الأفريقية وإنشاء لجان ثنائية وتطوير استراتجية أمن الطاقة بأفريقيا التي تشمل تعاون العديد من الجهات المسئولة داخل الإدارة الأمريكية كوزارات الخارجية والدفاع والطاقة والتجارة والخزانة فضلا عن الوكالة الأمريكية للتجارة والتنمية وكذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالاضافة الي دعم سبل الحكم الرشيد من خلال المساءلة والشفافية وتعزيز الديمقراطية وإرساء علاقات مع نيجيريا قائمة علي الشراكة والاحترام المتبادل.