هدد قائد فى الحرس الثورى الإيرانى ب«إغلاق البحر الأبيض المتوسط وممرات مائية أخرى» بسبب الحرب على قطاع غزة، من دون أن يوضح كيف يمكن أن يحدث ذلك. وقال مساعد قائد الحرس الثورى للشئون التنسيقية محمد رضا نقدي: إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ارتكاب«جرائم» فى غزة، موضحًا«أنه سيتعين عليهم قريبًا انتظار إغلاق البحر المتوسط و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى»، وفق وكالة أنباء «تنسيم» الإيرانية.. وجاء ذلك ردًا على اتهام الولاياتالمتحدةلإيران، بالضلوع الوثيق فى الهجمات التى يشنها الحوثيون على السفن التجارية التى تعبر البحر الأحمر، مصعّدة من لهجتها حيال طهران، فى الوقت الذى تدرس فيه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل استخداماً محتملاً للقوة. وقال البيت الأبيض، إن طهران زودت الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية. وهاجمت جماعة الحوثى على مدى الشهر الماضى سفنًا تجارية تبحر فى البحر الأحمر، ردًا على الهجوم الإسرائيلى على غزة، مما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها. جدير بالذكر أن شركة أمبرى البريطانية للأمن البحرى كانت أعلنت أن طائرة مسيرة أصابت سفينة تجارية «على علاقة بإسرائيل» قبالة ساحل الهند الغربي، ما أدى إلى نشوب حريق، ووقوع أضرار هيكلية فى جسم الناقلة. وأضافت الشركة، أنه تمت السيطرة على الحريق، دون تسجيل خسائر بشرية على ناقلة المنتجات الكيماوية التى ترفع علم ليبيريا. وقالت الشركة على موقعها، «تم الإبلاغ أيضاً عن بعض الأضرار الهيكلية، كما تسربت بعض المياه على متن السفينة. السفينة تابعة لإسرائيل. وكانت متجهة إلى الهند فى ذلك الوقت». وأشارت إلى أن البحرية الهندية تستجيب للحادث، ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم. وشن الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن، أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون». ومنذ بدء الهجمات ومع ارتفاع تكاليف التأمين، علقت العديد من كبرى شركات النقل البحرى المرور عبر مضيق باب المندب إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه. ووفق بيان البنتاجون، يمر فى الوقت الحالى 10 إلى 15% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، وبسبب الهجمات، تضطر شركات الشحن الدولية إلى إعادة توجيه مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، ما يؤخر عمليات تسليم السلع والمواد الأساسية أسابيع، بما فى ذلك النفط والغاز. وقال الحوثيون، إنهم «لن يوقفوا» عملياتهم العسكرية «دعمًا لغزة» فى البحر الأحمر، على الرغم من إدانة الأمريكيين لها واعتبارها تهديدًا «غير مقبول» لحرية التجارة فى الممر الملاحى الدولي. وصرّحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، فى بيان «نعلم أن إيران ضالعة بشدة فى التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية فى البحر الأحمر»، وأضافت «ليس لدينا أى سبب للاعتقاد بأن إيران تحاول ثنى الحوثيين عن هذا السلوك المتهور». وقال البيت الأبيض: إن الأجهزة الأمريكية توصلت عبر تحليل بصرى إلى خصائص متطابقة تقريبًا بين الطائرات المسيّرة الإيرانية من طراز KAS-04 وتلك التى أطلقها الحوثيون، بالإضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين. وأضاف البيت الأبيض، أن الحوثيين يعتمدون أيضًا على أنظمة مراقبة توفرها إيران فى البحر. وأكدت واتسون، أن «الدعم الإيرانى للحوثيين قوي، ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة ومساعدة استخباراتية ومساعدات مالية وتدريب»، وأن طهران قامت ب«تفويض القرارات العملياتية إلى الحوثيين». من جهته، أعلن البنتاجون أن أكثر من 20 دولة انضمّت إلى التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة لحماية الملاحة فى البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. وكان وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، أعلن تشكيل تحالف دولى للتصدّى للهجمات التى يشنّها الحوثيون على سفن «مرتبطة» بإسرائيل فى البحر الأحمر. وفى أعقاب الإعلان عن التحالف، توعّد الحوثيون بأن عملياتهم لن تتوقف، وحذّروا بأن «أى دولة» ستتحرك ضدهم سيتمّ استهداف سفنها فى البحر الأحمر. وهدد زعيم الحوثيين فى اليمن، عبد الملك الحوثي، باستهداف «المصالح الأمريكية»، فى حال هاجمت الولاياتالمتحدة بلاده، بعد إعلان واشنطن تشكيل التحالف. وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» النتائج التى قدمها البيت الأبيض، مشيرة إلى أن سفينة تجسس إيرانية تساعد الحوثيين فى اليمن على تنفيذ هجماتهم فى البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة إلى إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمنيين غربيين وإقليميين قولهم، إن قوات شبه عسكرية إيرانية تقدم معلومات استخباراتية فورية للحوثيين فى اليمن الذين يقومون بدورهم بالاستعانة بها من أجل توجيه الطائرات المسيرة والصواريخ لاستهداف السفن التى تمر عبر البحر الأحمر. وقال المسئولون، يتم نقل معلومات التتبع التى تجمعها سفينة تجسس تابعة لقوات شبه عسكرية إيرانية فى البحر الأحمر إلى الحوثيين، حيث جرى استخدامها لمهاجمة السفن التجارية التى تمر عبر مضيق باب المندب خلال الأيام الأخيرة. وأشار المسئولون إلى أن العديد من السفن المبحرة فى المضيق أغلقت أجهزة الاتصال الخاصة بها لتجنب تعقبها عبر الإنترنت، لكن سفينة إيرانية متمركزة فى البحر الأحمر تُمكِّن الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية من استهداف السفن بدقة. وقال مسئول أمنى غربى للصحيفة: إن «الحوثيين لا يملكون تكنولوجيا الرادار لاستهداف السفن»، مضيفًا أنهم «بحاجة إلى المساعدة الإيرانية ومن دونها ستسقط الصواريخ فى الماء». وأكد مسئولون غربيون أن ألغامًا إسرائيلية كانت دمرت فى عام 2021 سفينة تجسس إيرانية كانت متمركزة أيضا فى البحر الأحمر، وتم استبدالها بالسفينة التى تساعد الحوثيين حاليًا.. وكانت هناك شكوك بين بعض صناع القرار فى الولاياتالمتحدة ودول حليفة حول ما إذا كان الحوثيون يتصرفون بناء على تعليمات من إيران. وأشار دبلوماسى من دولة حليفة لواشنطن يتابع ما يجرى فى المنطقة إلى أن حزب الله اللبنانى الذى تربطه علاقات أوثق مع إيران كان بالمقارنة مضبوطًا فى وجه التحذيرات الأمريكية واستعراض الولاياتالمتحدة لقوتها البحرية فى شرق المتوسط. وقال الدبلوماسى الذى طلب عدم كشف هويته: «من بين وكلاء إيران فى المنطقة، يملك الحوثيون أضعف رابط مع طهران. ومن الصعب أن نرى كيف تخدم الهجمات مصالحهم أو مصالح إيران». أعلنت «ميرسك» الدنماركية، ثانى أكبر شركة شحن حاويات فى العالم، أن الهجمات التى يشنها المتمردون الحوثيون على السفن فى البحر الأحمر تسببت فى الإضرار ب15 خطا ملاحيا. وتوقعت الشركة التى تتخذ من كوبنهاجن مقرا رئيسا لها، أن تمتد آثار تعطيل الملاحة فى البحر الأحمر لعدة أشهر قادمة، بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة.