فى الوقت الذى أستمرت فيه الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة نفذت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس تهديدها للحكومة والجيش الإسرائيلى بقذف مدينة عسقلان برشقات صاروخية مكثفة بعدما أمهلت السكان حتى الساعة الخامسة من مساء أمس الثلاثاء لإخلاء المدينة. ومن جانبهم، عارضت كل من فرنسا وإسبانيا أمس الثلاثاء، تعليق المساعدات الأوروبية للسكان الفلسطينيين بشكل مباشر. وجاء ذلك بعد إعلان المفوض الأوروبى لشئون الجوار أوليفر فارهيلى، تعليق جميع المدفوعات المقررة فى إطار المساعدات التنموية، وأعلنت المفوضية لاحقًا «مراجعة عاجلة للمساعدات التى يقدمها الاتحاد الأوروبى لفلسطين». وقالت الخارجية الفرنسية، إن باريس ساهمت فى العام الماضى ب 95 مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين. وأضافت الوزارة، «هذه المساعدات تركز على دعم السكان الفلسطينيين فى مجالات المياه والصحة والأمن الغذائى والتعليم». وشدّدت على أن «هذه المساعدات التى تدفع عبر الأممالمتحدة، تعود بالنفع المباشر على السكان الفلسطينيين فى القدسالشرقية، والضفة الغربية، وغزة والمخيمات الموجودة فى البلدان المجاورة»، مقدرة أن هذه المساعدات «تتوافق تماماً مع التزامات فرنسا». من جهته، قال وزير الخارجية فى حكومة تصريف الأعمال الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس أمس، إن حكومته تعارض اقتراحات تعليق مساعدات الاتحاد الأوروبى للأراضى الفلسطينية. وتابع فى مقابلة مع إذاعة كادينا سير الإسبانية «هذا التعاون يتعين أن يستمر، لا يمكننا الخلط بين حماس، المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية فى الاتحاد الأوروبى، والسكان الفلسطينيين أو السلطة الفلسطينية، أو منظمات الأممالمتحدة على الأرض». وأضاف أن الأراضى الفلسطينية ستحتاج على الأرجح إلى المزيد من المساعدات بعد هجوم حماس السبت الماضى على إسرائيل وما أعقبه من قصف إسرائيلى لقطاع غزة. وذلك فى الوقت الذى كان من المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى اجتماعاً أمس الثلاثاء لبحث هذه المسألة. من ناحية أخرى، تعرض معبر رفح الحدودى الوحيد لقطاع غزة الى العالم الخارجى، للقصف للمرة الثانية فى أقل من 24 ساعة فيما دخلت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل يومها الرابع. وقال شهود عيان: إن القصف استهدف «المنطقة العازلة بين البوابتين المصرية والفلسطينية لمعبر رفح ما أدى إلى أضرار فى القاعة الداخلية على الجانب الفلسطينى» للمعبر. وأكدت منظمة سيناء لحقوق الإنسان، أن مقاتلات إسرائيلية قصفت المعبر ما أدى مرة أخرى الى إغلاقه. وأغلق المعبر الاثنين، لفترة وجيزة بعد «تعرض الجانب الفلسطينى منه للقصف»، حسب ما قال مصدر أمنى. ومنذ مايو 2018 تركت مصر معبر رفح، الممر الوحيد أمام سكان قطاع غزة الذى لا تسيطر عليه إسرائيل، مفتوحاً معظم الوقت بعد سنوات من إغلاقه بشكل شبه دائم. وفى الأردن، فند مصدر عسكرى فى القوات المسلحة الأردنية، المزاعم عن استخدام قواعد الجيش الأردنى من الجيش الأمريكى لنقل إمدادات عسكرية لإسرائيل، ووصفها بالكاذبة. وأكد المصدر وفق وكالة الأنباء الأردنية «بترا» أمس، أن المتداول عن «انطلاق طائرة عسكرية أمريكية من قاعدة عسكرية أردنية ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة»، موضحاً أن الطائرة المعنية بالمزاعم الكاذبة التى رُوجت يوم الأحد عبرت الأجواء الأردنية بعد حصولها على «تصريح عبور وفق الإجراءات القانونية التى تحكم حركة الطيران الدولية، وتأكيد طلب العبور أنها تحمل ركاباً ولا تحمل أى معدات». وأضاف المصدر، أن «هذه المزاعم تأتى فى إطار حملات التشويه ضد مواقف الأردن الثابتة وجهوده المتواصلة لخدمة القضية الفلسطينية، وتضحيات القوات المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني، وحقه فى الحرية، والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطنى». فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى أمس، العثور على قرابة 1500 جثة لمقاتلى حماس فى إسرائيل وحول غزة، فى وقت يواصل الجيش قصف القطاع. وقال المتحدث العسكرى ريتشارد هيخت للصحفيين: «عثر على قرابة 1500 جثة لمقاتلى حماس فى إسرائيل وحول قطاع غزة»، مضيفاً أن قوات الأمن «استعادت نوعاً ما السيطرة على الحدود» مع غزة. وأكد أن الجيش «استكمل تقريباً» إجلاء جميع التجمعات السكانية فى منطقة الحدود، ونشر 35 كتيبة فيها. كما قال الجيش، عن مقاتلى حركة حماس: «لا مكان ليختبئوا به فى غزة»، مضيفاً أن سلاح الجو ينفذ ضربات جوية مكثفة غير مسبوقة على القطاع فى صورة موجات كل أربع ساعات. فى سياق آخر، بدأت النمساوإيطاليا وهولندا، تنسيق رحلات عارضة لإجلاء رعاياها من إسرائيل، أمس. وقال المستشار النمساوى كارل نيهامر، إن النمسا ترتب لإجلاء مواطنيها من إسرائيل بطائرة نقل عسكرية اليوم الأربعاء. وقال لقناة «بالس 24»، فى أثناء رحلة إلى تركيا إن ما يقرب من 200 نمساوى أبلغوا سلطات بلادهم حتى الآن برغبتهم فى مغادرة إسرائيل. وطلبت وزارة الخارجية بعد ذلك من النمساويين فى إسرائيل الذين يرغبون فى اقتناص فرصة رحلة الإجلاء الاتصال بالسفارة النمساوية فى تل أبيب. وقال نيهامر: «يحدث هذا بالتعاون مع القوات المسلحة النمساوية، هناك طائرة نقل متاحة للمهمة غداً»، مضيفاً أن الرحلة ستكون إلى قبرص. من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاياني، لقناة «راى 3» الإيطالية، إن طائرتين للقوات الجوية الإيطالية أجلتا نحو 200 إيطالى من إسرائيل. وأضاف تايانى، أن الطائرتين العسكريتين هبطتا فى مطار بجنوب روما أمس، وأنه كان من المقرر أن تصل طائرة ثالثة لشركة طيران خاصة إلى فيرونا، شمال إيطاليا، ظهر أمس.