بدأت عمليات إزالة الأضرار فى سلوفينيا، |بعدما تسببت أمطار غزيرة وفيضانات بدمار هائل فى البلاد، فى أسوأ كارثة طبيعية منذ الاستقلال، حسبما أفاد مسئولون. ويتم تقييم الضرر الناجم عن الفيضانات المدمرة، مع بدء انحسار هطول الأمطار الغزيرة وعودة الأحوال الجوية إلى طبيعتها تدريجيًا. وقال رئيس الوزراء السلوفينى روبرت غولوب بعد اجتماع مجلس الأمن القومى أمس الأول: «هذه أسوأ كارثة طبيعية فى تاريخ سلوفينيا الحديث، لقد أثرت على ثلثى البلاد». وأضاف أن قيمة الأضرار الناجمة عن الفيضانات تقدر بأكثر من نصف مليار يورو. وأدت فيضانات وانهيارات أرضية ناجمة عن هطول أمطار غزيرة بدأت، الخميس الماضي، إلى غرق مساحات شاسعة من وسط وشمال سلوفينيا، ما أدى إلى قطع الوصول إلى القرى وتعطيل حركة المرور. وذكرت وكالة الأنباء السلوفينية أن ثلاثة أشخاص على الأقل- مواطنان هولنديان وسلوفينى - لقوا حتفهم حتى الآن، فيما انتشلت السلطات جثة رجل فى ضواحى ليوبليانا على ضفاف نهر سافا، السبت. ونقلت وكالة «إس تى إيه» عن بيان للشرطة قولها: «وفقًا للمعلومات الأولية، قد تكون وفاته ناجمة عن الفيضانات». فى هذه الأثناء، أوقفت محطة كرسكو للطاقة النووية الواقعة بجوار نهر سافا، وذلك بعدما انخفض منسوب النهر. وتعد بلدة كرنا نا كروسكيم التى تقع على بعد حوالى 100 كيلومتر شمال العاصمة، من أكثر المناطق تضررًا ولا تزال معزولة، إذ كان لا بد من نقل المساعدات جوًا بواسطة مروحيات الجيش. فى هذه الأثناء، لا تزال العديد من الطرق مغلقة بينما عزلت عدة مناطق بالقرب من العاصمة فى بلدة كامنيك، حيث لقيت امرأة سلوفينية مصرعها فى الفيضانات. فى قرية مينجز المجاورة التى غمرتها المياه بشدة، الجمعة، كان عناصر الإنقاذ والسكان منشغلين بإزالة الأضرار. وفى الصين، قضى عشرة أشخاص على الأقل من جراء فيضانات فى مدينة صينية قرب بكين، وفق ما أعلن مسؤولون، ما يرفع حصيلة قتلى الأمطار الغزيرة فى شمال الصين إلى 30 على الأقل. وأبلغ مسئولون بأن الوفيات سجلت فى باودينج الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترًا من بكين، مشيرين إلى فقدان أثر 18 شخصًا. والسبت، أتاح تراجع فى غزارة الأمطار المضى قدمًا فى أعمال تنظيف، علمًا بأن الفيضانات دمرت بنى تحتية وغمرت أحياء بكاملها. جلبت العاصفة دوكسورى التى تراجع تصنيفها من إعصار قوى ضرب الصين القارية يوم الجمعة الماضي، أمطارًا هى الأكثر غزارة فى المنطقة منذ بدء تسجيل البيانات قبل 140 عامًا. وبحلول عصر السبت كانت السلطات قد أجلت من مناطق صنفت عرضة للخطر، أكثر من 600 ألف من سكان باودينج البالغ عددهم الإجمالى 11,5 مليون نسمة، وفق ما أفاد مسئولون. طاولت الأمطار الغزيرة التى هطلت فى شمال شرق الصين، السبت، المناطق المتاخمة لروسيا وكوريا الشمالية. ولا يزال تحذير من أعلى درجة ساريًا فى بكين بسبب «مخاطر جيولوجية» على غرار انزلاقات التربة، بسبب سوء الأحوال الجوية. تتعرض الصين منذ أشهر لأحوال جوية قصوى، إذ شهدت موجة حر قياسية وفيضانات جارفة. والشهر الماضى بلغت حصيلة الذين قضوا أو فقد أثرهم من جراء كوارث طبيعية 147 شخصًا، وفق ما أعلنت الصين الجمعة، بعد أمطار هى الأكثر غزارة فى بكين منذ بدء تسجيل البيانات. وأعلنت وزارة إدارة الأحوال الطارئة أن الفيضانات والكوارث الجيولوجية أسفرت عن مصرع أو فقدان أثر 142 شخصًا.. وأظهرت صور جوية فى جيوجو الأربعاء، طرقًا للتسوق تحولت إلى أنهر موحلة، فيما أظهرت لقطات أخرى مزارع فى مناطق مجاورة غمرتها المياه بالكامل وكيلومترات من الأراضى تغطيها المياه. وأفادت وكالات أنباء بمشاهدة عناصر إغاثة يستخدمون القوارب لنقل المواد الغذائية ومياه الشرب، إلى سكان تعذر عليهم أن يغادروا أو رفضوا مغادرة أملاكهم التى حاصرتها المياه.. فى الأسابيع الأخيرة، عانى الملايين فى أنحاء مختلفة من العالم من أحوال جوية قصوى وموجات حر مطولة، وهى ظواهر يقول علماء إن التغير المناخى يفاقمها. وأكدت دراسة حديثة أن الجدوى الاقتصادية لأهداف تغير المناخ المحددة فى اتفاقية باريس تعتمد على إعطاء الأولوية للعناصر غير السوقية مثل صحة الإنسان والحفاظ على التنوع البيولوجي، وفقاً لموقع scitechdaily. وفقًا لتلك الدراسة بقيادة الدكتور تايكان أوكي، نائب رئيس الأممالمتحدة السابق، أجرى فريق من الباحثين من 23 مؤسسة، بما فى ذلك جامعة طوكيو، والمعهد الوطنى للدراسات البيئية، وجامعة كيوتو، تحليلاً للتكلفة والعائد بشأن تغير المناخ، ودمج الجوانب غير السوقية التى تم التغاضى عنها سابقًا مثل فقدان التنوع البيولوجي، والآثار المترتبة على صحة الإنسان. وقام الفريق بحساب تكلفة تغير المناخ للأنظمة ذات الأولوية المتنوعة، وقدر التكلفة الإجمالية بما فى ذلك التخفيف بين عامى 2010 و2099 بما يتراوح بين 46 و230 تريليون دولار أمريكى. تظهر النتائج أن الفوائد المالية للحد من تغير المناخ غالباً ما تكون مماثلة لتكلفة جهود التخفيف، ويقدر فريق البحث تكلفة جهود التخفيف الإضافية بما يتراوح بين 45 و130 تريليون دولار أمريكى، بينما تتراوح الفوائد المالية لجهود التخفيض هذه من 23 إلى 145 تريليون دولار أمريكي، ووجدوا أنه لكى يكون هدف درجة الحرارة 2 درجة مئوية ممكنًا اقتصاديًا، يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على التأثير المستقبلى للتنوع البيولوجى والعوامل الصحية، بحجة أن هذه العوامل ستصبح أكثر إلحاحًا فى المستقبل. تظهر الدراسة أنه من الأفضل التعامل مع تغير المناخ بطريقة متكاملة مع مراعاة قضايا التنوع البيولوجى والصحة جنبًا إلى جنب مع العوامل الاقتصادية، هذا صحيح بشكل خاص عندما تؤخذ القيم غير السوقية فى الاعتبار الكامل بما فى ذلك العوامل الصحية مثل أمراض الإسهال والملاريا، وانخفاض الأنواع على الأرض مثل الأسماك والحشرات.