تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بأسلحة ثقيلة وخفيفة، فى أعقاب تعثر الحل السلمى فى جدة. وأفاد شهود عيان بأن أحياء جنوبى العاصمة الخرطوم، شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، فى محيط سلاح المدرعات، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى فى صفوف المدنيين. وحسب الشهود، فإن الطيران الحربى قصف أحياء «الصحافة» و«جبرة» و«الشجرة» جنوبى العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى تدمير منازل، وسقوط قتلى وجرحى. وطبقا للشهود، فإن مدينة بحرى شمالى العاصمة الخرطوم، شهدت أيضًا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة فى محيط مقر «الاحتياطى المركزي»، ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان. وأبلغ شهود عيان أن مدينة أم درمان، غربى العاصمة الخرطوم، شهدت أيضًا قصفًا مدفعيًا، وتبادلًا لإطلاق النيران بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض. وطبقا للشهود، فإن الطيران العسكرى حلق بكثافة فى سماء المدينة، مع سماع أصوات مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع. ومع اشتعال المعارك، اشترطت وزارة الخارجية السودانية «تذليل العقبات» لعودة وفد الجيش التفاوضى إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع قوات «الدعم السريع». وقالت الخارجية فى بيان، إنها «تؤكد جاهزية الوفد التفاوضى للعودة إلى منبر جدة متى ما تمكن الوسيطان السعودى والأمريكى من تذليل العقبات والمعوقات التى حالت دون مواصلة المباحثات». وأكدت «الرغبة فى التوصل لاتفاق عادل يوقف العدائيات ويمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب». وأضافت الوزارة: «تعنت قوات التمرد (الدعم السريع) وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها هو السبب وراء تعثر مباحثات جدة، مما حدا بوفد القوات المسلحة السودانية بالعودة إلى أرض الوطن». وأردفت: «المليشيات المتمردة كعادتها لم تحترم الالتزامات التى وقعت عليها فى جدة، حيث واصلت انتهاكاتها الممنهجة». وبحسب الوزارة، فإن تلك الانتهاكات «تتمثل فى احتلال منازل المواطنين والمرافق العامة وتعطيل الخدمات الأساسية والاستمرار فى عمليات السلب والنهب والاعتداء على المصارف والمصانع والأسواق ودور العبادة والمقار الدبلوماسية وتخريب الطرق والمطارات ونشر الذعر والفوضى فى البلاد». والجمعة ظهر قائد الدعم السريع فى السودان محمد حمدان دقلو «حميدتى»، للعلن وقال فى مقطع فيديو غير محدد التاريخ والمكان: «رسائلنا لإخواننا فى القوات المسلحة إذا تريدون الحل العاجل يجب تغيير هيئة قيادة الجيش حينها يمكن أن نصل لاتفاق خلال 72 ساعة». والخميس، أعلن الجيش السودانى عودة وفده التفاوضى إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات «الدعم السريع» إن وفدها باق فى مدينة جدة السعودية. كما أعلن السفير الأمريكى بالخرطوم جون غودفري، الجمعة، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.