يُعزى الصقيع القطبى الذى يجتاح أمريكا الشمالية حاليًا، عشية عطلة عيد الميلاد، إلى ظاهرة تسمّى «الإعصار المتفجّر» أو «الإعصار القنبلة». وأفادت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية بأنّ موجة الصقيع الراهنة تحدث «مرة واحدة فى كلّ جيل» ولديها القدرة على أن تصير مميتة. وحطّمت درجات الحرارة بالفعل أرقامًا قياسية مع انخفاضها إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر فى غرب كندا، وسالب 38 فى مينيسوتا وسالب 13 فى دالاس. حتى أنّ الثلج تساقط فى شمال فلوريدا ذات المناخ شبه الاستوائى. والإعصار القنبلة، ويسمى كذلك «التولّد الحلقى المتفجّر»، هو عاصفة تشتدّ بسرعة وتحدث عندما ينخفض ضغط الهواء بمقدار 20 ملّى بار أو أكثر فى غضون 24 ساعة. ويحدث هذا عادةً عندما تصطدم كتلة هوائية دافئة بأخرى باردة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى. وفى الوقت الراهن، اصطدم الهواء الآتى من القطب الشمالى بالهواء الاستوائى الآتى من خليج المكسيك، ليشكّلا منخفضاً جلب الأمطار والثلوج. وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من أنّ مثل هذا الصقيع يمكن أن يؤدّى إلى قضمة الصقيع على الجلد المكشوف فى غضون دقائق وانخفاض درجة حرارة الجسم وحتى الموت إذا تمّ التعرّض لهذه الظروف لفترة طويلة. وأضافت أنّ هذا يجعل أىّ سفر أو تنقّل من أيّ نوع «خطيرًا» بل «مستحيل». فيما لقى ما لا يقل عن 24 شخصا مصرعهم وأصيب العشرات، كما تأجلت آلاف الرحلاء الجوية جراء أحوال الطقس السىء فى كل من اليابانوالولاياتالمتحدةوكندا. ففى اليابان، قالت السلطات: إن الثلوج الكثيفة التى انهمرت فى الآونة الأخيرة على شمال اليابان وأماكن أخرى تسببت فى مقتل 13 شخصًا وإصابة أكثر من 80 شخصًا وتركت أكثر من 10000 منزل بدون كهرباء. وحذرت وكالة الأرصاد الجوية من أن العواصف الثلجية والأمواج العالية فى شمال اليابان وعلى طول ساحل بحر اليابان قد تتسبب فى تساقط ثلوج يصل عمقها إلى 60 سنتيمترا. وقالت وكالة إدارة الحرائق والكوارث: إنه قد أصيب أكثر من 30 شخصًا بجروح خطيرة وأصيب أكثر من 50 بجروح طفيفة. ذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية أن خدمات القطارات والطائرات تعطلت فى شمال اليابان، كما تعرضت بعض أجزاء المناطق الوسطى والغربية لاضطراب فى حركة المرور. وفى الولاياتالمتحدة، تسببت عاصفة شتوية قوية فى مقتل 11 شخصًا على الأقل فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد الرياح وانخفاض خطوط الكهرباء وانقطاع الطاقة. وضربت العاصفة الشديدة الغرب الأوسط وأجزاء من الشرق بثلوج كثيفة وعواصف ثلجية وحتى فيضانات على طول الساحل الشمالى الشرقى، ولا يوجد توقف فى الأفق حتى نهاية يوم عيد الميلاد. ومنذ الأربعاء الماضى، لقى ما لا يقل عن 11 شخصًا مصرعهم فى 4 ولايات، نتيجة الظروف الجوية التى تهدد الحياة. وتسببت العاصفة الشتوية التى تجتاح معظم أنحاء الولاياتالمتحدة فى حدوث عواصف ثلجية وأمطار متجمدة وفيضانات وبرودة مهددة للحياة. كما تسببت بإلغاء أكثر من 5700 رحلة جوية داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها يوم الجمعة، وفقا لموقع (فلايت أوير) للتتبع. وفى كندا، تسببت الرياح القوية والأمطار الجليدية والتساقط الكثيف للثلوج فى إغلاق المدارس الجمعة وقطع الكهرباء عن المنازل. وتأثرت حركة الطيران، حيث تم إلغاء العديد من الرحلات الجوية بعد اجتياح عاصفة شتوية عاتية جميع أنحاء البلاد، مما دفع السلطات الكندية إلى حث المواطنين على البقاء فى منازلهم قبل أن تسوء الأحوال الجوية بشكل أكبر. ووصفت هيئة الأرصاد الأمريكية الوطنية، العاصفة ب«القياسية القاسية» التى لم يسجل مثلها منذ نحو 4 عقود محذرة من حدتها فى الأيام المقبلة ومنبهة من خطورة السفر أيام أعياد الميلاد، كما أشارت إلى أن أكثر من نصف الولايات ال48 السفلى، من ولاية واشنطن إلى فلوريدا، تخضع للتنبيهات المتعلقة بالطقس الشتوى بما فى ذلك تحذيرات برودة الرياح التى تؤثر على حوالى 135 مليون شخص. وحدث أبرد عاصفة مرتبطة بعيد الميلاد قبل إعصار القنابل الحالى فى عام 1983، ووقتها أدت موجة البرد إلى انخفاض درجات الحرارة بالولاياتالمتحدة بأكملها. فى عيد الميلاد آنذاك، سجل ما يقرب من 78% من الولاياتالمتحدة درجات حرارة أقل من 32 درجة مع 30% على الأقل سجلت درجات حرارة أقل من 10 درجات، وفى شيكاغو انخفضت درجة الحرارة إلى 5 درجات تحت الصفر يوم عيد الميلاد عام 1983. وحاليا، لجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعى للقيام ب «تحدى الماء المغلى»، الذى يحول الماء الساخن المغلى إلى ثلج أو بخار فى درجات حرارة متجمدة، مع مقاطع فيديو مذهلة توضح البرد.