مع التطور التكنولوجى المتلاحق ومحاصرة وسائل التواصل الاجتماعى لنا من كل اتجاه، أصبح يعانى الكثير من الاشخاص مما يطلق عليه "النوموفوبيا" وهو مصطلح يطلق ببساطة على الخوف من فقدان الهاتف الذكى ودرجة الخوف قد تصل إلى درجة كبيرة وبدأ بعض المتخصصين يصنفونه كنوع من أنواع الفوبيا. ويؤكد دكتور مصطفى محمود، استشارى اجتماعى، أنه تم تقديم مصطلح "النوموفوبيا" لأول مرة عام 2008 فى انجلترا من خلال دراسة قامت بها إدارة البريد، لافتًا إلى أن هذا الخوف أو الفوبيا يحدث للشخص عندما يخاف أن يفقد الهاتف الذكى لجزء من الوقت حتى لو كان ذلك أثناء النوم أو مثلًا يفقد الاتصال بالإنترنت لمدة ليست بطويلة قد تكون ساعات قليلة. وأوضح أن الشخص الذى يعانى من هذا الخوف يتخيل حينها أنه لا يستطيع العيش بدون إنترنت أو الهاتف الذكى، وقد تحدث لديه بعض العلامات التى صنفت على أنها أعراض النوموفوبيا وهى عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، عدم الاستماع إلى المتحدثين مهما بلغت درجة القرب، التخلى عن وسائل الراحة ووجود نوع من التوتر يظهر عليه، عدم القدرة على الوصول إلى المعلومات. ولفت الاستشارى الاجتماعى إلى أن بعض الدراسات العلمية تؤكد أنه يمكن تسمية "النوموفوبيا" بمرض القرن الحادى والعشرين لكثرة انتشاره فى العديد من البلدان وبالأخص بين الشباب، مشيرًا إلى أنه يسبب ضررًا كبيرًا فى صحة الإنسان بشكل عام، ويؤثر بشكل سلبى على تركيز الفرد ويشتته عن أداء نشاطه اليومى، ويسبب إجهادًا كبيرًا للعين، كما يتسبب فى العديد من الحوادث المرورية نتيجة انشغال المرضى بالهاتف والرد على المكالمات أو السوشيال ميديا. ومن الآثار المترتبة عليه أيضًا قال مصطفى إنه يؤدى إلى تشتت الانتباه بشكل عام، ويسبب آلامًا كبيرة فى الظهر والرقبة نتيجة استخدام الهاتف لفترات طويلة، وزيادة أعراض الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية لدى الأفراد، والشعور بالوحدة وعدم الأمان، انخفاض التقدير الذاتى لدى الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض، ويؤثر كذلك على الإنجاز والتحصيل الدراسى أو الإنتاجية فى العمل بشكل كبير..للتخلص من آثار هذا الخوف، فإن أول خطوة فى الحل هى إزالة آثار الإدمان لدى المصابين بهذا الاضطراب وتغيير معتقداتهم وأفكارهم الخاطئة، ومشاركة هؤلاء الأشخاص فى الأنشطة الاجتماعية حتى ولو بشكل إلزامى، إضافة إلى علاج بعض الاضطرابات النفسية التى تسببت فى الميل إلى العزلة والوحدة والمشاكل النفسية، ولا يجب أن نغفل دور العلاج النفسى من خلال جلسات العلاج الفردى أو الجماعى، وكذلك تبادل الخبرات وتقديم الدعم للأشخاص المصابين باضطراب النوموفوبيا، والإرشاد العقلانى الانفعالى كبرنامج يساعد فى خفض النوموفوبيا وهو نوع من الإرشاد النفسى يقدمه متخصصون فى الصحة النفسية وعلم النفس.