«الأدوار المركبة الصعبة تغرينى وأسعد بردود أفعالها على عكس الأدوار السهلة» هكذا برر المشخصاتى طارق لطفى والذى دائما ما يبهرنا بتقديم أعمال شديدة الخصوصية فى تفاصيلها آخرها شخصية «خلدون» هذا الغجرى أو كما يطلقون على أنفسهم طرح البحر فى جزيرة غمام ليضيف لطفى إلى رصيده شخصية جديدة خطفت الأعين منذ ظهورها على الشاشة. عن كواليس الملحمة الدرامية «جزيرة غمام» وحياة الغجر ورسائل هذا العمل وتعاونه مع عبدالرحيم كمال وتحضيراته لشخصية خلدون وحقيقة الإسقاطات التى يحملها وسر خروج مسلسله ليلة السقوط من رمضان يتحدث طارق لطفى فى حوار خاص ل«روزاليوسف»: ■ على الرغم من تقديمك العديد من الأدوار الناجحة قبل أو بعد البطولة المطلقة لكن مع ورق عبدالرحيم كمال شخصياتك لها طعم آخر .فهل تجد نفسك أكثر مع كتاباته؟ - الأمر ليس كذلك، لكن عبدالرحيم كمال واحد من أهم الكتاب الموجودين على الساحة وكتاباته شديدة الخصوصية وتجمعنى به صداقة قوية وشغلى مع عبدالرحيم يجعلنى ضامنًا أن الورق فيه فكرة ولا يجعلنى أحمل هم شيء، لذلك أتمنى اشتغل معه 1000 مشروع ونحن بصدد التعاون على خشبة المسرح القومى فى عمل كبير نبدأ التحضير له بعد عيد الفطر مباشرة . ■ ما حقيقة موافقتك على «جزيرة غمام » قبل قراءتك لسيناريو المسلسل؟ - الموضوع بدأ عندما قابلته فى الشركة المنتجة وروى لى الحدوتة أعجبت بها جدًا وبعدها بأسبوع أرسل إلي ثلاث حلقات فوافقت فورًا على خلدون. ■ التعمق بتفاصيل شخصية الغجرى أصبح مرتبطًا بطارق لطفى بعد«كين» فى جبل الحلال. حدثنا عن تحضيراتك لشخصية «خلدون» والعادات الخاصة بالغجر؟ - بداية أنا بحثت فى مراجع كثيرة عن حياة الغجر عندما قدمت شخصية «كين» وبالنسبة ل«خلدون» هنا مختلف وتفاصيله والزمن الموجود فيه مختلف وساعدنى فى البحث استاذ بجامعة القاهرة أعطى محاضرة لفريق العمل وكان على استعداد تام لأى استفسار فى أى وقت، وأمدنا بتفاصيل عن عاداتهم ولبسهم وكيف يغيروا لهجتهم تبعًا للبلد الذى ينزلوا عليها هذه الشخصيات تحتاج بحثًا ومذاكرة كثيرة حتى تخرج بمصداقية فى تفاصيلها لذلك تستهوينى وأشعر معها أننى أقدم جديدًا وأفرح جدا عندما أجد استحسانًا من الناس. ■ هل تقديم أدوار الشر والأدوار المركبة عمومًا أصبحت تستهويك أكثر؟ - أحب تقديم هذه النوعية من الأدوار واعتبرها تحديًا كبيرًا فالشخصيات المركبة صعبة فى تحضيرها وتحمل الكثير من التفاصيل وتجهدنى لأنها ليست مجرد دور سهل احفظ كلامه وعمومًا الدور الجيد دائمًا هو هدفى سواء كان شريرًا أو طيبًا مهما كان تصنيفه. ■ فى أحد المشاهد ظهر خلدون وهو يضع حجرين على عينيه وكأنه يقرأ الغيب. حدثنا عن كواليس هذا المشهد؟ - معروف أن هناك فى التراث وأعمال السحر حجارة عبارة عن وسيط من خلالها يرى الناس ودواخلهم وهذا موجود فى التراث العالمى، فالشخصيات المهمة فى العالم والتى كانت تموت تاريخيًا فى عصور قديمة يضعوا عليها حجارة مرسوم عليها عين وكأنه يرى ما يحدث فى العالم الآخر، وبالنسبه لخلدون وهو شخص شديد الذكاء واستخدم هذه الحجارة واخترق بها معظم البيوت ولعب فى عقولهم لكن جاء عند شخص واحد ووقف ولم يستطع اختراقه. ■ سبق وصرحت أنك تأثرت باللهجة الصعيدية لدرجة أنك اصبحت تقرأ بها شعر صلاح جاهين .حدثنا عن هذا الأمر؟ - جزيرة غمام «أدخلنى عالم الصعيد لأول مرة وهى لهجة طعمها حلو لها جذورها ومفراداتها وتعبيراتها المكثفة والشخصية موجودة معى طول الوقت واللهجة على لسانى وفى مرة وانا اتصفح إحدى قصائد صلاح جاهين وهى قصيدة «عايز ايه» وجدت نفسى اقرأها باللهجة الصعيدية من فرط حبى لها دون أن أشعرهذا بجانب ان معنا مصحح لهجات رائع وحريص على لهجته الأم . ■ من ضمن الإشادات التى حصدها «جزيرة غمام » عنصر الإضاءة والديكور الذى نقلنا لفترة العشرينات التى يدور فيها المسلسل. هل ساعدك ذلك فى الإمساك بروح الشخصية وتقديمها بمصداقية؟ - اتفق معكِ جدا فاستعمال الشموع و«ركيات» النار وبعض دهون الحيوانات هو جزء من إضاءة هذا العصر الذى يقل فيه استعمال الكهرباء أو لم تكن انتشرت والحقيقة أن مدير التصوير والإضاءة قدم صورة مبهرة رغم قلة مصادر الضوء أحييه عليها ومهندس الديكور أيضًا بذل فيه مجهودًا كبيرًا حيث تم بناء قرية كاملة فى مدينة الإنتاج الإعلامى والجزء الخاص بالبحر تم تصويره بالعين السخنة فى منطقة شبيهة لصعوبة التصوير فى القصير حيث تم بناء جزء من القرية على البحر وهذا أضخم ديكور صورت فيه. ■ المتابع لحلقات «جزيرة غمام »سيشعر بالإسقاطات على الواقع وفكرة الغريب الذى ينزل بلدًا ويحاول تدميره .ما تعليقك؟ - أحداث جزيرة غمام مرتبطة بالبشر أكثر من ارتباطها بزمن أو مكان وأعتبرها روشتة وتاريخًا يعيد نفسه، وانه لو هناك من يريد ان يدمر بلدًا فأحداث المسلسل هى الخطوات التى يتم السير عليها وهذا كان واضحًا فى أحد مشاهد الحلقة الأولى عندما قالت زين المواصف عجوز «طرح البحر» لخلدون بالنص «أولها تطاطى ثانيها تخريبها ثالثها تركبها». ■ ننتقل لعمل آخر وهو مسلسل «السقوط» وشخصية «الدباح». ألا تعتبر تقديم احد قادة داعش للمرة الثانية بعد رمزى فى «القاهرة _كابول » مخاطرة؟ - هو تحد أكثر منه مخاطرة فأنا ما زالت أحصد نجاحًا رمزيًا لكن انا أؤمن ان اى شخصية اقدمها لها عالمها الخاص وتفاصيلها التى تجعلها مختلفة عن اى شخصية اخرى حتى لو تشابهت فى ظروفها وفى النهاية النص هو الحاكم. ■ صرحت بأنك تتمنى تقديم شخصية «معاوية بن أبى سفيان » .لماذا هذه الشخصية بالتحديد؟ - لأنه او شخص يدخل الدين فى السياسة وجعل من الاسلام دولة وليست خلافة وكان شديد الدهاء فهذه من الشخصيات المهمة لدرجة انه له جملة شهيرة تقول «سأعرض عليهم ما توافقوا عليه اختلفوا وما اختلفوا عليه اختلفواوقال سوف ارفع المصحف فوق أسنة الرماح» فهذه فترة شديدة الثراء والأهمية فى تاريخ الدولة الاسلامية. ■ ما رأيك فى وجود اهتمام قوى من الدولة لانتاج أعمال وطنية لتنمية الوعى لدى الناس؟ - أى عمل فنى فى رأيى لابد ان يكون عمل وطنى وانا مفهومى للوطنية مختلف فالوعى والتثقيف والارتقاء بذوق الناس عمل وطنى والفن مثل العلم يمكن استخدمه لخدمة الناس او تدميرهم وتأثيره ضخم واهتام الدولة بالأعمال التى ترتقى بذوق الناس وتنيرهم شيء تكر عليه. ■ هل تلقيتم تهديدات من داعش فى العراق اثناء تصوير المسلسل؟ - قد يكون هذا حدث مع الجهه المنتجة او بعض الفنانين العراقيين المشاركين لكن انا لم اتلق اى تهديدات. ■ ما حقيقة تأمين الحكومة العراقية لفريق «ليلة السقوط» اثناء تصويره فى الموصل؟ - المسلسل تم تصويره فى اماكن الاحداث الحقيقية وقمنا بتفجير قرية كاملة بذخيرة حية كان يعيش فيها الدواعش والحقيقه لمست فى كردستان اهتمام كبير بنا وبتأمين المسلسل وامكانيات ضخمه من الحكومة العراقية سواء معدات او جنود . ■ هل عدم عرض «ليلة السقوط « فى رمضان مع مسلسل «جزيرة غمام « كان فى صالحه حتى يحظى بالاهتمام اكثر؟ - من البداية وانا متعاقد على المسلسل على انه خارج السباق الرمضانى وكان سيعرض قبل رمضان لكن وجود احداث تعتمد على ال«جرافيك» بشكل كبير اجلته.