وزيلينسكى يوافق على التفاوض.. والبيت الأبيض: أمريكا والناتو لا يهددان روسيا تتوالى الأحداث المتسارعة فى الحرب الدائرة بين موسكووأوكرانيا بشكل لحظى وهو الأمر الذى تتغير خريطة القوى على الأرض، وما إن باءت محاولة التفاوض التى كان من المنتظر حدوثها بين الجانبين على الأراضى البيلاروسية بالفشل، بسبب رفض زيلينسكي، معللا ذلك بأنه لا يمكن التفاوض على أراض انطلقت منها صواريخ تجاه بلاده، أمر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وزارة الدفاع بوضع قوات «قوات الردع النووى» الروسية فى حالة تأهب قتالى خاصة، وهو الأمر الذى أجبر أوكرانيا على الموافقة بالرجوع للتفاوض. وجاءت أوامر الرئيس الروسى خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرجى شويجو ورئيس الأركان العامة فاليرى جيراسيموف. وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتى ردًا على مسئولى الغرب الذين«لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب.. بل أدلى مسئولوهم فى حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا». وكانت مهلة موسكو التى حددها الوفد الروسى المفاوض فى مدينة غوميل البيلاروسية لنظيره الأوكرانى للجلوس إلى طاولة المفاوضات قد انتهت عند الساعة الثالثة بتوقيت موسكو. وبشكل مفاجئ، أعلن فلاديمير ميدينسكى رئيس الوفد الروسى فى المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمدينة غوميل البيلاروسية أن كييف وافقت على عقد الاجتماع وأن الوفد الروسى ينطلق إلى مكان إجرائه. وأكد ميدينسكى أن روسيا مستعدة للتفاوض بشأن السلام فى أى وقت. من جانبه، قال الرئيس البلاروسى ألكسندر لوكاشينكو: إنه اقترح على نظيره الروسى فلاديمير بوتين أن يبقى الوفد الروسى فى غوميل وأن يتم تأجيل المفاوضات مع أوكرانيا لبعض الوقت. وجاء إعلان ميدينسكى عن موافقة كييف على عقد المفاوضات بعد محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى مع لوكاشينكو. وقال الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف: إن لوكاشينكو، بعد محادثته مع زيلينسكي، أبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باستعداد كييف لإجراء محادثات مع موسكو فى غوميل. وعلى جانب المحادثات، نقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن الكرملين قوله أمس: إنه حذر أوكرانيا من أن العملية العسكرية الروسية لن تعلق خلال أى محادثات محتملة. وكانت روسيا قد أعلنت أمس أن وفدها مستعد للقاء المسئولين الأوكرانيين فى مدينة جوميل بروسيا البيضاء ولكن كييف قالت، إن روسيا البيضاء متواطئة فى الغزو الروسى ولا يمكن اعتبارها وسيطًا محايدًا. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اشترطت أنه لن يتم إجراء محادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا وهى تنشر قواتها فى أراضى جارتها، مشيرة إلى أن الصراع قد يطول أمده. كما أعلنت أن بلادها تؤيد دعوة الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي، للأجانب للقتال ضمن وحدات الدفاع الإقليمية فى أوكرانيا. وأمس، ذكرت الأنباء، أن زيلينسكى أعلن تشكيل فيلق دفاع إقليمى أجنبى فى البلاد. ووفقًا لهذه الأنباء، أشار الرئيس الأوكرانى إلى أن كل من يريد أن يأتى ويقف إلى جانب الأوكرانيين، يمكنه فعل ذلك. وحث الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو القيادة الأوكرانية على القبول على التفاوض مع الجانب الروسى فى بلاده. إلى ذلك، أقر الرئيس البيلاروسي، بانطلاق صواريخ من أراضى بلاده مستهدفة مواقع فى أوكرانيا، واصفًا الأمر بأنه «خطوة اضطرارية». ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية (بيلتا) عنه القول «فى مساء الأربعاء، عشية العملية، انطلق فى الواقع صاروخان أو ثلاثة من المناطق الجنوبية، حيث جرى نشر قوات روسية للمشاركة فى تدريبات». وبرر هذا بالقول: «نشرت أوكرانيا عدة كتائب صاروخية، على مسافة من عشرة إلى 15 كيلومترًا من الحدود مع بيلاروسيا، وبحسب معلومات استخباراتية، كان الجانب الأوكرانى يستعد لضرب أراضى بيلاروسيا فى الدقائق القليلة التالية». وقال لوكاشينكو، فى الوقت نفسه: إن بلاده لا تشارك فى أي عمليات فى أوكرانيا، وقال: إن روسيا «قادرة على معالجة» أمورها. وأضاف «لا يشارك جندى بيلاروسى واحد هناك، ولا مركبة قتالية واحدة، أو مدفع رشاش، أو قاذفة قنابل يدوية، أو مدفع بيلاروسى، لا توجد حتى طلقة بيلاروسية واحدة، فروسيا لا تحتاجها، لديها ما يكفى من الذخيرة والطلقات والرشاشات والأفراد للتعامل مع المشكلات التى تود التعامل معها». كما أعلن الرئيس البيلاروسى، أن بلاده طلبت من روسيا نشر السلاح النووى على أراضيها إذا ما تم نشره فى بولندا أو ليتوانيا المجاورتين. وكانت وكالة «تاس» أفادت بأن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل سيعرض على مجلس الاتحاد الأوروبى تمويل إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة والوقود. غير أن المستشار الألمانى أولاف شولتس، قد صرح أمس أن ضمان الأمن فى أوروبا مستقبلًا سيكون مستحيلًا دون روسيا، غير أنه اتهم موسكو بتهديد الأمن حاليًا. وأكد المستشار الألمانى خلال اجتماع استثنائى للبوندستاج أنه لا يمكن بناء الأمن فى أوروبا دون روسيا على المدى الطويل، لكنه أضاف أن موسكو «تعرض القارة للخطر» حاليًا، فى إشارة إلى عمليتها العسكرية بأوكرانيا. ومن جانبه، أفاد البيت الأبيض تعليقا على القرار الروسى، بأن الولاياتالمتحدة وحلف «الناتو» لا يهددان روسيا. واتهم متحدث باسم البيت الأبيض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ب»فبركة تهديدات غير موجودة لتبرير اعتداءاته». وأضاف «نحتاج للمزيد من العقوبات على روسيا، ويجب أن تعلن الدول تأييدها لأوكرانيا بدل الوقوف على الحياد».