احتدمت الصراعات والخلافات بين قيادات جماعة الإخوان الإرهابية على «كرسى المرشد» بين جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، وجبهة تركيا بقيادة محمود حسين، الأمين العام للجماعة الإرهابية، حيث تصاعدت الخلافات بشكل كبير فى إطار النزاع الدائر بين الجبهتين المتنازعتين داخل صفوف جماعة الإخوان الإرهابية بعدما أصدرت أمس جبهة منير قرارا بعزل مصطفى طلبة، القائم بعمل مرشد الجماعة، والذى تم تعيينه مؤخرًا عن طريق جبهة محمود حسين. وأعلنت جبهة لندن بجماعة الإخوان التى يتزعمها إبراهيم منير، على لسان متحدثها الرسمى فصل قيادات جبهة تركيا التى يتزعمها محمود حسين ومصطفى طلبة «القائم بأعمال منصب المرشد مؤقتًا»، وأصدرت بيانا «ليسوا منا ولسنا منهم»، سيرًا على خطى حسن البنا فى التبرؤ من أتباعه فى بيان «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، خلال نهاية أربعينيات القرن الماضى. وأعلنت جبهة منير عدم اعترافها بقرارات مجلس الشورى العام، مؤكدة أن الشرعية للجماعة يمثلها إبراهيم منير، نائب المرشد العام والقائم بالأعمال فقط، وأن ما حدث من جبهة إسطنبول استوجب المحاسبة ويندرج ضمن خطة لحرف الجماعة وتفتتها وذكرت أنها تعتبر كل من شارك فى هذه اللجنة قد اختار لنفسه الخروج عن الجماعة، وذلك بمخالفته لوائحها وأدبياتها. البيان الذى صاغته جبهة منير بالتبرؤ من مجموعة الست الموالية لمحمود حسين هو نفس المبدأ الذى أسسه البنا «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» للتبرؤ من عملية اغتيال النقراشى باشا لغسل يد الجماعة الإرهابية من دماء رئيس وزراء مصر الأسبق، حتى أصبح دستورا إخوانيا عند احتدام الصراعات بين قيادات جماعة الإخوان الإرهابية أو بعد قيام عناصرها بعمليات إرهابية يحاول التنظيم التبرؤ من العنف إلا أن العنف فى أدبيات التنظيم. من جهته، قال عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: إن التنظيم يمر بحالة من الانشطارات التنظيمية، التى تدفع لتحوله إلى كيان هلامى فاقد للتأثير المجتمعى، وفارغ من المضمون الفكري، رغم المحاولات المستمرة لتقوية شوكته وعودته للمشهد مرة أخرى، مشيرًا إلى أن قيادات الإرهابية تحاول تصدير صورة لأتباعها من دوائر الإسلام الحركي، وإيهامهم أنها ما زالت موجودة فى المشهد بقوة وقادرة على طرح نفسها على مائدة الحوار والتفاوض السياسي، كطرف مؤثر يمكنه فرض شروطه، وهذا خلاف الحقيقة. وواصل: أعلنت جبهة تركيا انفصال عدد من قيادات جبهة «لندن» وتقديم استقالته اعتراضًا على السياسات الإقصائية التى يتم اتبعها، وتهميش دور المؤسسات الداخلية للتنظيم فى الخارج، وعلى رأسهم القيادى محمد فريد أحد قيادات مجلس الشورى العام كما أنها تهدد عبر أنصارها بفضح كشوف البركة داخل التنظيم والتمويلات الشهرية وحجم الأموال التى يتم إنفاقها على بعض مؤسسات التنظيم فى الخارج، بهدف السيطرة على مفاصل الجماعة بالكامل من قبل البريطانى ذو الأصول الفلسطينية عبد الرحمن أبو دية، أحد التابعين لما يطلق عليه «الجمعية السرية التى تحكم الإخوان» وجبهة لندن تسيطر فعليًا على 7مكاتب إدارية للإخوان المصريين فى تركيا، من أصل 9مكاتب، فضلًا عن أكثر من 70% من الكتلة الصلبة لرابطة الإخوان المصريين فى الخارج. واستكمل فاروق: الوضع فى الداخل المصرى يمثل أكثر تعقيدًا، فبرغم ارتباط القواعد الإخوانية بالقيادة المسيطرة على الكتلة الصلبة للتنظيم، إلا أن الانشقاقات ما زالت تضرب عددا كبيرا من المكاتب والقطاعات الإدارية، بسبب مسارات التمويلات التى كانت تتحكم فيها جبهة محمود حسين على مدار السنوات الماضية، موضحًا أنه فى المقابل أعلنت جبهة لندن التى يتزعمها إبراهيم منير، على لسانها متحدثها الرسمى تأسيس لجان داخلية فى محاولة منها لترميم التنظيم داخليًا، سواء فى الخارج أو داخل المصرى.