تشهد العلاقات المصرية التنزانية، فى السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا فى مختلف المجالات والأصعدة، جعلت منها نموذجا للشراكة والتنسيق بين البلدين فى منطقة حوض النيل، نموذجا يحتذى للتعاون ودعم المصالح المشتركة، يبرهن على حرص مصر على تبنى سياسة التعاون المشترك وتحقيق المصالح المشتركة مع دول حوض النيل. هذه الشراكة تطورت لمجموعة من المشروعات الاستراتجية بالنسبة لدولة تنزانيا، يتم تنفيذها بسواعد وأيادى مصرى، فضلا عن تدريب وتأهيل كوادر تنزانية لإدارة تلك المشروعات أبرزها تنفيذ سد «جوليوس نيريرى» لتوليد الطاقة الكهربائية، وأحدث هذه المشروعات كان وضع حجر الأساس لمنطقة صناعية مصرية فى تنزانيا. هذا النموذج من التعاون والتنسيق بما فيه من توافق فى مواقف وقضايا إقليمية وإفريقية، ومشروعات تعاون ثنائية تعود بالنفع على شعبى البلدين، يستحق أن تروى تفاصيل وفصوله، خصوصا فى ظل ما تشهده منطقة القرن الإفريقى وحوض النيل من توترات مؤخرا. علاقات سياسية متطورة العلاقات بين مصر وتنزانيا شهدت تطورات إيجابية كبيرة منذ عام 2014، بعد موقف تنزانيا الإيجابى والمساند لإرادة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، حيث حرصت تنزانيا على المشاركة فى حفل تنصيب الرئيس السيسى رئيسًا للجمهورية فى يونيو 2014 وأكدت على لسان وزير خارجيتها وقتها ضرورة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعى والتاريخى فى أنشطة الاتحاد الإفريقي. وخلال قمة الاتحاد الإفريقى ال28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى يناير 2017، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئيس التنزانى الراحل جون ماجوفولى، وأعرب الرئيس السيسى وقتها تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا فى شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى بينهما. أما التطور الأبرز فى العلاقات بين مصر وتنزانيا فى السنوات الأخيرة، فقد تمثل فى الزيارة التاريخية التى قام بها السيسى إلى تنزانيا فى 14 أغسطس 2017، حيث كانت أول زيارة لمسؤول مصرى منذ عام 1968، وكان فى استقباله الرئيس التنزانى الراحل، واتفق الرئيسان على تطوير التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات وتفعيل التعاون الأمنى والعسكرى لمواجهة التحديات المشتركة. ومع توقيع عقد إنشاء سد «جوليوس نيريرى» بتحالف مصرى يضم شركتى المقاولون العرب والسويدى، وجه الرئيس التنزانى الدعوة للرئيس السيسى للمشاركة فى وضع حجر الأساس لإنشاء السد إسوة بالمشروعات القومية التى تنفذها مصر، وبالفعل شارك رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى 12 ديسمبر 2018 لتوقيع عقد إنشاء السد على حوض نهر روفيجى. وكانت أحدث هذه المحطات زيارة رئيسة تنزانيا سامية حسن، فى العاشر من نوفمبر الماضى للقاهرة فى أول زيارة لها لمصر، حيث استقبلها الرئيس السيسى فى لقاء قمة تم بحث فيها آليات زيادة الاستثمارات المصرية فى تنزانيا، وسبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى التواجد فى السوق التنزاني، وأعلنت رئيسة تنزانيا، توقيع 3 مذكرات تفاهم بين بلادها ومصر بمجالات التربية والتعليم والشباب والرياضة. 47 مليون دولار تبادل تجارى العلاقات الاقتصادية من ملفات التعاون الأساسية بين البلدين، حيث وصل حجم التبادل التجارى بين مصر وتنزانيا 47.19 مليون دولار، حسب بيان رئاسة الوزراء، وذلك بعد أن شهد تطورًا ملموسًا خلال عام 2018، ففى 2017 كان قد سجل 25.41 مليون دولار، فيما يميل الميزان التجارى بين البلدين لصالح مصر بقيمة 37.28 مليون دولار. ويعد السكر من أبرز الصادرات المصرية لتنزانيا ويعد الشاى أبرز الواردات المصرية من تنزانيا، ومن أبرز المحطات فى هذا المجال كانت زيارة وفد من اتحاد الصناعات المصرية فى نوفمبر 2018، بمشاركة 30 عضواً ممثلين عن 24 شركة مصرية من مختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية بزيارة لتنزانيا، بغرض الترويج للصناعات المصرية فى السوق التنزانية. التعاون فى مجال المياه ويعد التعاون فى ملف المياه من الملفات الأساسية بين مصر وتنزانيا، ذلك أن تنزانيا من أهم دول حوض النيل، حيث تضم نصف مساحة بحيرة فيكتوريا المصدر الرئيسى لمياه النيل الأبيض، وتعدد أوجه ومجالات التعاون بين البلدين بشأن المياه، فى مقدمتها التفاهم المتواصل بشأن نهر النيل، والتعاون الفنى، حيث تقوم وزارة الرى فى إطار مشروعات المبادرة المصرية للتنمية فى دول حوض النيل بتنفيذ مشروع حفر 100 بئر للمياه الجوفية بتنزانيا.
بدء إنشاء المدينة الصناعية المصرية بمدينة دار السلام التنزانية
فى السادس من ديسمبر، كانت مدينة دار السلام التنزانية، شاهدة على محطة جديدة من محطات الشراكة والتعاون مع مصر، حيث شهدت رئيسة تنزانيا سامية حسن، وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية المصرية EIC فى منطقة «كيجامبونى Kigamboni «على حدود مدينة دار السلام، بجانب افتتاح «مجمع السويدى الصناعي» بشرق إفريقيا. وشارك فى فعاليات إعلان المدينة الصناعية المصرية، وفد مصرى برئاسة وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار، ورئيس هيئة الاستثمار المستشار محمد عبد الوهاب، وعدد من المسئولين وممثلى تحالف المقاولون العرب- السويدى، وحوالى 50 من كبار المستثمرين ورجال الأعمال والصناعة المصريين. مشروع « المدينة الصناعية المصرية تبلغ مساحتها 2.2 مليون متر مربع، وهى منطقة صناعية من المتوقع أن تستوعب الصناعات كثيفة العمالة بداية من الأدوية، مرورًا بالسيارات، إلى المنسوجات والصناعات الزراعية. وفى أثناء ذلك، قال المهندس أحمد السويدى إن شركة «السويدى للتنمية الصناعية» التابعة لشركة «السويدى إليكتريك» تقوم بتطوير «المدينة الصناعية المصرية (EIC)» مستهدفةً جذب استثمارات تتجاوز 400 مليون دولار من 4100 مستثمر فى جميع أنحاء المنطقة، مما سيخلق أكثر من 50000 فرصة عمل، ويقدم دعمًا مهمًا للتنمية الصناعية فى البلاد واستراتيجية التصنيع 2025.
سد «جوليوس نيريرى».. مصر تنتج الكهرباء للشعب التنزانى
يعد مشروع سد «ستيجلر جورج» على نهر روفيجى، واحد من أبرز مشروعات التعاون بين مصر وتنزانيا، حيث يتولى تنفيذه تحالف مصرى يضم شركتى المقاولون العرب والسويدى، فاز بمناقصة إنشاء هذا المشروع من بين 12 شركة عالمية. المشروع يستهدف توليد طاقة كهربائية بقدرة 2115 ميجا- وات، فضلًا عن التحكم فى كميات المياه فى فترات الفيضان، ومن ثم توفير الاحتياجات المائية اللازمة للدولة التنزانية، ومن المتوقع افتتاحه فى 2022، وتصل تكلفته حوالى 3 مليارات دولار، ويصل عدد العاملين فيه حوالى 5 آلاف شخص من التحالف المصرى. ويحظى المشروع بدعم كامل ومتواصل من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحيث يصبح نموذجاً رائداً ورمزاً للتعاون والصداقة بين مصر وتنزانيا وكافة الدول الإفريقية الشقيقة، وأيضا نموذجاً للدعم المصرى لحقوق دول حوض النيل فى تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها المائية بما لا يؤثر سلباً على حقوق ومقدرات الدول الأخرى. وفى هذا الإطار يتابع المسئولين بالحكومة المصرية أعمال إنشاء هذا السد بزيارات ميدانية، كان آخرها زيارة الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان على رأس وفد حكومى فى بداية ديسمبر الحالى، حيث تم استقبال الوفد المصرى بفرق احتفالات شعبية. وقال وزير الإسكان إن أعمال الإنشاء للسد شهدت تطورا كبيرا مقارنة بزيارته الأخيرة فى شهر مايو الماضى.
مركز القاهرة لتسوية النزاعات ي ستعرض رسالة منتدى أسوان للسلام لدعم السلم بإفريقيا
شارك السفير أحمد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، فى أعمال النسخة الثانية لبينالى لواندا - المنتدى الإفريقى لثقافة السلام، والذى استضافته حكومة أنجولا بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الإفريقى. وأشار مدير عام مركز القاهرة الدولى فى كلمته لدور مصر كدولة داعية للسلام انطلاقًا من تراثها الممتد عبر التاريخ والذى امتزجت فيه الحضارات والأديان، وتطرق إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين والذى تطرق إلى دور الفنون والثقافة والتراث فى دعم جهود السلم فى القارة الإفريقية.
شاركت السفيرة أمل عفيفى، سفيرة مصر لدى بنين، فى مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة «السويدى الكتروميتر» المصرية، برئاسة المهندس عماد السويدى، والحكومة البنينية لإنشاء مصنع لإنتاج العدادات الإلكترونية الذكية فى بنين؛ وذلك بحضور وزراء المالية والاقتصاد، والكهرباء، والمياه والاستثمار من الجانب البنينى. وأكدت السفيرة المصرية حرص مصر على تعميق أوجه التعاون الاقتصادى مع بنين فى مختلف المجالات الحيوية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وذلك فى إطار تكليفات رئيس الجمهورية بدعم مسيرة التنمية المستدامة فى القارة الإفريقية وتقديم كافة أوجه الدعم للشركات المصرية العاملة فى الدول الإفريقية. وأعرب وزير المالية البنينى عن تقديره للعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وبنين وتطلعه للعمل على مزيد من تطوير مجالات التعاون المشترك.
دعم طبى
قافلة طبية فى جنوب السودان لتقديم الدعم الطبى بولاية الوحدة
استقبلت السفارة المصرية فى جوبا القافلة الطبية التى أرسلتها وزارة الصحة إلى جنوب السودان وتضم عددًا من الأطباء من مختلف التخصصات، وذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقديم سبل الدعم الممكنة إلى جنوب السودان، حيث ستقوم القافلة بمباشرة أعمالها فى مدينة «بنتيو» عاصمة ولاية الوحدة للمساهمة فى التخفيف من الوضع الإنسانى الحرج الذى تشهده الولاية، كونها واحدة من أكثر الولايات تضررًا من الفيضانات التى تجتاح البلاد خلال الأشهر الأخيرة. وأكد السفير معتز مصطفى عبد القادر، سفير مصر لدى جنوب السودان، أن القافلة تُعد جزءً من المساعدات التى تقوم مصر بتقديمها إلى شعب جنوب السودان فى الفترة الأخيرة، وهو ما يعكس اهتمام السياسة الخارجية المصرية بالوقوف دائمًا إلى جانب الأشقاء فى جنوب السودان.
تعاون فى مجال البترول
غينيا الاستوائية تبحث الاستفادة من الخبرة المصرية فى مجال الطاقة
التقى السفير حداد عبد التواب الجوهري، سفير مصر لدى غينيا الاستوائية، وزير المناجم والصناعة والطاقة الغينى، لبحث آفاق التعاون بين مصر وغينيا الاستوائية فى مجاليّ البترول والغاز الطبيعى. وأشار وزير البترول الغينى إلى رغبة بلاده فى الاستفادة من الخبرة المصرية فى مجالى البترول والغاز الطبيعي، داعيًا الشركات المصرية العاملة فى هذا المجال لاستكشاف ما تمتلكه بلاده من فرص واعدة للاستثمار. كما أشاد الوزير الغينى بالخبرات المصرية الهائلة التى ستمكنها من استضافة فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ COP27 الذى سيعقد بمصر خلال عام 2022، مؤكداً حرص بلاده على التنسيق المستمر مع مصر لتحقيق مصالح الدول الإفريقية. واستعرض السفير المصرى تطور قطاعى البترول والغاز الطبيعى فى مصر والإمكانيات التى تملكها مصر فى تلك المجالات، فضلاً عما يقدمه قطاع البترول من خبرات متراكمة فى مجال التدريب وتأهيل الكوادر العاملة فى هذا المجال.
