دعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون إلى عقد اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة الدول السبع «فى الأيام المقبلة»؛ لمناقشة التطورات فى أفغانستان بعدما سيطرت عليها طالبان. وتشاور جونسون مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون و »شدد على ضرورة أن يلتئم المجتمع الدولى ويتبنى مقاربة موحدة فى شأن أفغانستان، سواء على صعيد الاعتراف بأى حكومة مقبلة أو على صعيد منع أزمة إنسانية»، وفق ما أفادت رئاسة الوزراء لافتة إلى أن جونسون: «أعرب عن نيته تنظيم اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع فى الأيام المقبلة لهذه الغاية». وقال المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزراء البريطانى، فى تصريح نقلته قناة (سكاى نيوز) البريطانية، إن «بوريس جونسون تحدث مع قادة دوليين وسيواصل فعل ذلك، مضيفًا أنه من المهم أن يعمل أعضاء المجتمع الدولى معًا لإيصال أية حكومة جديدة أيا كانت».. مضيفًا: «أى اعتراف بحكومة أفغانية جديدة سيحتاج إلى أن يحدث على أساس مشترك وليس أحاديًا، وهذا أمر سنعمل على تحقيقه». وعن الوضع الإنسانى هناك، قال المتحدث البريطانى «أعتقد أنه من الواضح أنه لا يوجد دولة واحدة لديها القدرة على التعامل مع هذا بمفردها»، لافتًا إلى أن بلاده تراقب الوضع وتبذل كل ما فى وسعها لتأمين المواطنين البريطانيين والأفغان. قال الرئيس الأمريكى جو بايدن فى كلمة له مساء الاثنين، إن مهمة واشنطن فى أفغانستان لم تكن أبدا بناء دولة، وذلك مع دفاعه عن قراره سحب القوات الأمريكية من هناك. وأضاف بايدن أن الخيار الذى كان عليه أن يتخذه هو إما اتباع اتفاقية التفاوض التى بدأها الرئيس السابق دونالد ترامب أو العودة إلى القتال. وصرح بأن القادة السياسيين الأفغان استسلموا وهربوا من البلاد والجيش الأفغانى رفض القتال. وأفاد بأن القوات الأمريكية يجب ألا تقاتل وتموت فى حرب رفضت القوات الأفغانية خوضها. وأكد الرئيس بايدن أن الولاياتالمتحدة أعطت حكومة أفغانستان كل ما تحتاجه. وأوضح فى كلمته أن الرئيس الأفغانى أشرف غنى رفض الانخراط فى الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية. وشدد بايدن على أنه لن يكرر أخطاء الماضى بالبقاء والقتال فى صراع ليس فى مصلحة الولاياتالمتحدة، مؤكدا مواصلة أمريكا دعم الشعب الأفغانى. وأشار إلى أن واشنطن أغلقت سفارتها فى أفغانستان ونقلت دبلوماسييها بأمان، مبينا أنه يتيم نقل آلاف الأمريكيين من أفغانستان خلال الأيام القادمة. وذكر بايدن أن ما يحدث الآن كان سيحدث بسهولة قبل خمس سنوات أو بعد 15 عامًا، موضحا أن مهمتهم فى أفغانستان ارتكبت العديد من الأخطاء. وأردف قائلا: «لن أتراجع عن قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ولست نادما على ذلك». هذا، وشدد الرئيس الأمريكى على أن الولاياتالمتحدة ستدافع عن شعبها بقوة مدمرة إذا لزم الأمر، مشيرا إلى أنه لن يطلب من قوات بلاده القتال بلا نهاية فى حرب أهلية فى بلد آخر. وفى نفس السياق ، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة «ستنظر إلى أفعال طالبان وليس أقوالها»، وذلك بعد سيطرة الحركة على أفغانستان. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس فى إفادة صحفية، إن واشنطن «مستمرة فى الانخراط الدبلوماسى مع طالبان عبر محادثات الدوحة». وأشار إلى أن «الوضع سيتغير بشكل سريع خلال الأيام المقبلة» فى أفغانستان، وأضاف برايس أن الولاياتالمتحدة تعمل على مدار الساعة لتأمين منطقة مطار كابل. وقال: «الصور التى رأيناها من المطار الدولى فى كابل موجعة وصعبة المشاهدة»، فى إشارة إلى الحشود الكبيرة التى كانت تحاول اللحاق بطائرة أمريكية تغادر أفغانستان، ناصحا الأمريكيين فى العاصمة الأفغانية بالابتعاد عن المطار.. وتابع: «نحن نتشارك إنسانيا مشاعر الخوف واليأس التى بدت على وجوه الأفغان». واعتبر المتحدث أن «هناك إجماعا دوليا على أن إنهاء الصراع بشكل دائم فى أفغانستان يتم عبر تسوية سياسية تحمى حقوق النساء والأقليات والأطفال». ومن جهة أخرى، قال برايس إن الولاياتالمتحدة لم يعد لها أى وجود من أى نوع فى مبنى السفارة الأمريكية فى كابل. لكنه حذر من أن «أى محاولة لاستهداف قواتنا أو عملياتنا من قبل طالبان سيتم الرد عليها بشكل حاسم». وطالب المتحدث باسم الخارجية الأميركية «كل الأطراف فى أفغانستان باحترام إرادة كل من يرغب بمغادرة البلاد».