فى كلمته أمس خلال افتتاح عدة مشروعات قومية بنطاق محافظة الإسكندرية، بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالحضور،لافتاً إلى أنه سبق التواجد فى محافظة الإسكندرية، قبل فترة ليست بالبعيدة، لافتتاح مشروع بشائر الخير، أحد أهم المشروعات على مستوى الجمهورية، ويعد تجسيداً لإنجاز المشروع القومى الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير الأماكن غير الآمنة فى مصر، والتى تمثل منطقة بشائر الخير نموذجاً لها، مشيراً إلى أن الدولة اليوم تستكمل مسيرة الإنجازات فى محافظة الإسكندرية، وتفتتح عدة مشروعات هامة تمثل نموذجاً لما يتم إنجازه فى كافة محافظات الجمهورية من مشروعات فى مختلف القطاعات. ولفت مدبولى إلى أن الدولة وضعت رؤية مصر 2030 ، لتستهدف فى هذا التاريخ أن تكون مصر فى مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الدولة تنطلق لتحقيق هذه الرؤية من محورين : الأول مضاعفة الرقعة العمرانية لاستيعاب الزيادة السكانية الكبيرة المتوقعة، ويشمل ذلك معالجة الفجوات الناجمة عن زيادة الكثافات فى العديد من المدن والأماكن، عبر انشاء مجموعة من المشروعات القومية الكبرى، سواء مشروعات المدن الجديدة، والاستصلاح الزراعي، والطرق الرئيسية والسريعة، وربط ذلك كله بمشروعات المرافق والبنية الأساسية، مؤكداً أن العمل على هذا المحور هو الأسهل من ناحية التنفيذ، والقدرة على الإنجاز، مقارنة بالمحور الثاني، الأصعب والأشد تعقيداً وهو مشروعات تطوير العمران القائم. وأوضح رئيس الوزراء أن تنفيذ مشروعات التطوير فى المدن والقرى التى يقطنها عشرات الملايين من المواطنين، يكون صعباً، فنتيجة لعقود طويلة من عدم التطويرالمستمر، وعدم مواكبة الزيادة السكانية الكبيرة، وقعت هذه المدن والقرى فريسة للإهمال والتدهور فى الكثير من مناحى الحياة، مؤكداً أن الدولة دخلت بتوجيهات من الرئيس السيسى فى تطوير كل المدن والقرى المصرية، كى يشعر المواطن، بأنه إلى جانب المشروعات القومية الكبرى التى تضاعف مساحة العمران، فإن حياته اليومية البسيطة تشهد تطويراً نوعياً. وأشار مدبولى إلى أن مشروع بشائرالخير الذى سبق افتتاحه كان نموذجاً للمشروعات التى تستهدف تحسين حياة المواطنين، وكذلك المشروعات التى سيتم افتتاحها بمحافظة الإسكندرية، والتى تتعلق بعدد من القطاعات الحيوية المهمة التى تؤثر على الحياة اليومية للمواطن المصري، حيث تشمل قطاع البترول والذى تمس منتجاته الحركة والحياة اليومية للمواطن، وقطاع مياه الشرب والصرف الصحي، وقطاع الطرق والمحاور الداخلية بالمحافظات،وقطاع التموين الذى يمس الغذاء والمنتجات الأساسية لحياة المواطن. وكشف الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذه القطاعات الحيوية الأربعة وحدها، شهدت خلال السنوات الست الماضية، ضخ استثمارات ضخمة، بإجمالى 1.4 تريليون جنيه، موضحاً أن المشروعات التى سيتم افتتاحها اليوم بمحافظة الإسكندرية تصل تكلفتها الإستثمارية إلى أكثر من 11.5 مليار جنيه، مشدداً على أن رؤية الحكومة فى العمل تستهدف تلبية احتياجات المواطنين من المتطلبات الأساسية من خلال هذه القطاعات. فيما يتعلق بقطاع البترول والثروة المعدنية، أوضح مدبولى أن حجم الاستثمارات التى انفقت وتنفق فى هذا القطاع بلغت نحو 1.16 تريليون جنيه، فى أكثر من 159 مشروعاً ، تم تنفيذ 115 مشروعاً منها، وجار استكمال 44 مشروعاً، لافتاً إلى أن حجم التحدى فى مشروعات هذا القطاع كبير، خاصة أن هذه النوعية من المشروعات تتطلب تمويلاً بالعملة الصعبة إلى جانب العملة المحلية، مؤكداً أن مكون العملة الصعبة فى تلك المشروعات يقترب من70 مليار دولار. وأضاف مدبولى أن أحد أهم المشروعات التى توجهت لها الدولة بقوة فى هذا القطاع، هو الاسراع فى برنامج توصيل الغاز الطبيعى للمنازل، وكشف مقارنة تشير إلى أن هذا البرنامج بدأ فى مصر عام 1981، ليصل إجمالى ما تم توصيله منذ بدايته عام 1981 حتى عام 2014 إلى 6 ملايين وحدة سكنية فقط، طيلة 25 عاماً، فى المقابل نجحت الدولة خلال السنوات الست التى بدأت منذ 2014 وحتى الآن، فى توصيل أكثر من 5 ملايين وحدة سكنية بهذه الخدمة المهمة، ليصل إجمالى الأعداد الآن إلى 11.3 مليون وحدة سكنية. وأضاف فى ذات السياق، أن الدولة تمتلك خطة خلال السنوات الأربع القادمة للوصول إلى 18 مليون وحدة سكنية تستفيد من الغازالطبيعي، بما يستهدف توصيل نحو1.25مليون وحدة سكنية كل عام، مشدداً على أن هناك تكليفاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى بمضاعفة هذه الأعداد خلال المرحلة المقبلة، حيث تساهم هذه الخدمة فى حل مشكلة أنابيب البوتاجاز، رغم نجاح الدولة تماماً فى تأمينها للمواطن المصرى الذى يحتاجها، إلا أن الحكومة تتطلع إلى تيسير سبل الحياة للمواطن المصرى من خلال التوسع فى توصيل الغاز الطبيعي. وأشار رئيس الوزراء إلى أن قطاع البترول كان دائماً لديه مشاكل هيكلية وتحديات تمويلية، وكانت الدولة تدعمه بصورة مباشرة، رغم أنه مورد للدخل للعديد من البلدان الأخرى، مؤكداً أنه نتيجة للجهد الذى بذل خلال السنوات الماضية، بدأ القطاع يحقق الفائض والعائد فى الميزان التجارى له، اعتبارأً من عام 2018/2019، مذكراً أنه منذ عام 2011 كان لدينا مشكلة فى الاكتفاء الذاتى من الغاز، وكنا نستورد الغازالطبيعي، ولكن مع الحجم الهائل من الاستثمارات وصلنا إلى تحقيق الإكتفاء الذاتى والقدرة على تصدير هذا المنتج الهام. وأوضح مدبولى أنه فى قطاع البترول، فإن محافظة الإسكندرية لها باع كبير من تركز هذه النوعية من المشروعات فى مصر، ويصل حجم الاستثمارات فى الإسكندرية فى هذا القطاع إلى 100 مليار جنيه، تمثل 9% من إجمالى استثمارات هذا القطاع، لافتاً إلى أن المشروع الذى يتم افتتاحه اليوم، خاص بإنتاج البنزين وتحسين النافتا والتنشيط المستمر، وتصل تكلفته إلى أكثر من3.5 مليار جنيه، وهدفه تخفيض كميات استيراد المنتجات من البنزين والبوتاجاز، بالإضافة الى توفير فرص عمل لأهالينا فى محافظة الإسكندرية. وبالانتقال إلى قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، أكد رئيس مجلس الوزراء فى كلمته، أن حجم الاستثمارت التى تمت فى هذا القطاع خلال السنوات الست، بلغ 124 مليار جنيه، منقسمة على قطاعات مشروعات مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي، لافتا إلى أننا قد وصلنا إلى نسبة 99% فى تغطية مياه الشرب على مستوى الدولة، فالمدن مغطاة 100%، وفى القرى يتم العمل على استكمال التوابع التى نشأت، والتى تقوم الدولة بتوصيل الخدمة لها، سواء العزب والنجوع والكفور، لتصبح مغطاة أيضاً بالكامل بهذه الخدمة، مشيراً إلى أن كميات المياه المنتجة للمواطنين تصل الآن إلى ما يزيد على 12 مليار متر مكعب سنوياً من مياه الشرب. وأكد مدبولى أنه فى ظل الرؤية والتحديات، فإن الحكومة تعمل على مشروع كبير، وجه به الرئيس عبدالفتاح السيسي، يستهدف رفع كفاءة قطاع مياه الشرب وتقليل الفاقد، والدخول بقوة فى مشروعات تحلية مياه البحر، لكون ذلك بديلاً مهماً واستراتيجياً لاسيتعاب الزيادة المتوقعة فى احتياجاتنا، مع تزايد السكان،وهو محورمهم تعمل عليه الحكومة بقوة من خلال مجموعة من محطات تحلية مياه البحر العملاقة، بحيث تكون كل التنمية الساحلية فى المستقبل، تعتمدعلى تحلية مياه البحر. وحول قطاع الصرف الصحي، أوضح الدكتورمصطفى مدبولي، أن هذا القطاع شديد الأهمية ومطلب أساسى للمواطن البسيط فى كافة أنحاء الجمهورية، مؤكداً الوصول إلى نسبة تغطية 65%على مستوى الجمهورية من سكان مصر، المدن المصرية 96% منها وصلها هذه الخدمة، وسيتم استكمال باقى ال 4% خلال هذا العام المالى لتصبح 100% من مدن مصر مغطاة بالصرف الصحي، والريف هو التحدى الحقيقي، ووصلنا إلى 37.5% من سكان الريف أصبح لديهم هذه الخدمة، لافتأً إلى أنه قبل 6 سنوات كانت نسبة تغطية الريف لا تتجاوز 12% من السكان و10% من عدد القرى، واليوم نصل إلى 37.5% من عدد القرى خلال 5 سنوات فقط، واليوم بنهاية العام سنتجاوز حوالى 43%. ولفت رئيس الوزراء إلى مشروع معالجة الصرف الصحى الثلاثية فى مدينة برج العرب الجديدة، والتى يتم افتتاحها اليوم،بتكلفة تصل إلى 230.3 مليون جنيه، وبطاقة 115 ألف م3/يوم كمرحلة أولى، لافتاً إلى أن مشروعات الصرف الصحى فى محافظة الإسكندرية بلغت تكلفتها الاستثمارية نحو 6.2 مليار جنيه مصرى فى آخر5 سنوات. وتطرق رئيس الوزراء إلى موضوع الدعم، لافتاً إلى أنه موضوع هام ويعكس التحدى الناجم عن الزيادة السكانية، موضحاً أن حجم الدعم قبل 5 سنوات، كان 35.5 مليار جنيه، والدولة أنفقت خلال العام الماضى الذى انتهى فى نهاية يونيو مبلغ 89 مليار جنيه، كدعم على الخبز والسلع التموينية، حيث أصبح هناك 70 مليون مستفيد من المواطنين المصريين، من هذا الدعم الذى تقدمه الدولة. وحول المحور الأخير وهو الطرق والمحاور الداخلية بالمحافظات، أكد رئيس الوزراء أن هذا المحور هام وحيوى يمس حياة المواطنين، وتم تناوله إجمالاً خلال افتتاحات الرئيس لمشروعات النقل داخل محافظة القاهرة الكبرى، لافتاً إلى أنه مهتم بالتركيز على ما تحقق فى قطاع المحاور الداخلية بالمحافظات، والذى ركزت عليه الدولة خلال السنوات الست الماضية، مؤكدا أن حجم الاستثمارات فى هذه المحاور بلغ أكثر من 65 مليار جنيه، ووجه الرئيس العام الماضى الحكومة بضخ 10 مليارات جنيه إضافية فى هذا القطاع، مؤكداً أن هذه المشروعات جعلت الكثير من القرى تتمتع بطرق أسفلتية، مشدداً على أن هذه القرى كانت تنقطع تماماً عن جوارها عند هطول أمطار شديدة فى الشتاء مع الطرق الترابية، وهذا يدفعنا إلى الإسراع فى تنفيذ هذه النوعية من المشروعات وإدخالها الخدمة بأسرع وقت.