خفضت وكالة فيتش العالمية توقعاتها للتصنيف الائتمانى السيادى لتركيا إلى «سلبية» بدلا من «مستقرة»، نتيجة ضعف مصداقية السياسات النقدية المتبعة فى البلاد، واستنزاف احتياطى النقد الأجنبى، بما قد يتسبب فى تفاقم مخاطر التمويل الخارجى، وأوضحت الوكالة فى تقرير لها أمس أن الفترة الأخيرة شهدت تدخلات هائلة من قبل دوائر صنع القرار بسوق العملة المحلية فى محاولة لدرء تهاوى قيمة الليرة أمام الدولار، وهو ما ترتب عليه إضعاف مصداقية السياسة النقدية التى تنتهجها تركيا». وأشارات إلى أن التراجع اللافت فى قيمة الفائدة الحقيقية التى تقدمها تركيا شكل عاملا مؤثرا أيضا فى خفض نظرتها المستقبلية إلى «سلبية». وأوضحت أن تراجع الاحتياطى الأجنبى بالتزامن مع ضعف مصداقية سياسات تركيا النقدية، عوامل تنذر بتفاقم الضغوط الخارجية على الاقتصاد التركي. وأشارت «فيتش» إلى أن البنك المركزى التركى لجأ إلى استنزاف احتياطى البلاد من النقد الأجنبى فى سبيل دعم الليرة، مطلقا العنان فى الوقت ذاته للعديد من القرارات التى أغرقت الأسواق فى بحر الائتمان والقروض، كما أنه ترك أسعار الفائدة عند مستويات أقل من معدل التضخم، وعمد عوضا عن ذلك إلى تشديد الخناق على توافر السيولة النقدية عبر الاعتماد على قنوات أقل اعتيادية من أجل رفع قيمة الاقتراض. فيما أشارت وكالة «بلومبرج» الأمريكية إلى نتائج استطلاع رأى توقعت انكماش الاقتصاد التركى بنسبة 4 % هذا العام نتيجة التداعيات السلبية الناجمة عن عمليات الإغلاق والعزل لمحاربة تفشى جائحة كورونا والتى شلت حركة الاقتصاد بمختلف المدن التركية وعطلت سلاسل التوريد. يشار إلى أن احتياطى تركيا من النقد الأجنبى تراجع إلى 45.4 مليار دولار حتى منتصف أغسطس الجاري، مقارنة ب81.2 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضى.