انطلاقًا من سعى مصر الدائم للحفاظ على وحدة وسلامة دولة ليبيا الشقيقة وحماية مقدراتها والحفاظ على ثرواتها، اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى موقفا صارما، إذ أطلق خلاله تحذيرات صريحة وشديدة اللهجة للقوى الخارجية التى تسعى للعبث بأمن ليبيا ودول جوارها. وخلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المحاذية للحدود الليبية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن «أى تدخل مباشر من مصر باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء فى إطار ميثاق الأممالمتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبى (مجلس النواب)، مؤكدًا أن «أى تدخل مباشر فى ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار ووضع حد للتدخلات الأجنبية فى ليبيا وحقن دماء الأشقاء الليبيين»، مشددا فى الوقت نفسه على حرص مصر على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة» فى ليبيا. ولاقى خطاب الرئيس السيسي، التأييد العربى والدولي، إذ أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بيان الرئيس السيسي، يؤكد أهمية أن تعمل ليبيا وجيرانها وكل الجهات الخارجية الفاعلة معا لتعزيز وقف إطلاق النار عند خط المواجهة الحالى فى سرت والجفرة لتجنب التصعيد إلى صراع أكبر. وذكر بيان للخارجية الأمريكية: «خريطة الطريق إلى الاستقرار تنطوى على وقف لإطلاق النار والعودة الفورية لإنتاج النفط الليبى وبدء عملية سياسية». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تدعم الجهود الجارية حاليا للاتفاق على صيغة لاستعادة إنتاج النفط الليبي، بما يعمل على تحسين الظروف الأمنية وتعافى الاقتصاد الليبي. وفى السياق ذاته أكد وزير الخارجية الإيطالية لويجى دى مايو، أن الحل السياسى للأزمة الليبية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق والاستمرار، مشيرا إلى أنه ما يزال ممكنا. وأعلن دى مايو أنه سيطلق خلال الأيام المقبلة محادثات مع حكومة «الشقاق» فى طرابلس وأطراف ليبية أخرى، لمحاولة التعبير عن المخاوف الإيطالية والأوروبية والمجتمع الدولى بأسره حيال الأوضاع فى ليبيا، مشيرا إلى أن الخطوة التالية ستكون تشجيع الأطراف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء حوار سياسي. وعلى الصعيد العربى أكدت وزارة الخارجية السعودية أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمنها وتعبر عن تأييدها لحق مصر فى حماية حدودها الغربية من الإرهاب. وذكرت وزارة الخارجية السعودية أنه إلحاقاً لبيان تأييد حكومة المملكة العربية السعودية لمبادرة إعلان القاهرة بشأن ليبيا، التى جرى الإعلان عنها، فى السادس من شهر يونيو 2020، والتى سعت إلى حل سياسى للأزمة الليبية ووقف إطلاق النار وحقن الدماء، والمحافظة على وحدة الأراضى الليبية، بما تفتضيه المصلحة الوطنية فى ليبيا، فإن حكومة المملكة تؤكد على أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والأمة العربية بأكملها. وتعبر المملكة عن تأييدها لما أبداه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه من حق مصر حماية حدودها الغربية من الإرهاب. كما أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن تأييدها لما ورد فى كلمة الرئيس السيسى، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولى تضامن دولة الإمارات ووقوفها إلى جانب مصر فى كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة فى ليبيا. كما أعربت مملكة البحرين عن تضامنها وتأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكدت تقديرها وتأييدها لما تضمنه الخطاب من تأكيد على عزم مصر وتصميمها على حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية بعمقها الاستراتيجى من تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومى العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي.