أكد محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة أن الخلافات بين مؤسسي الحزب تسببت في تأخره في الظهور وكان خلافًا إداريًا في البداية إلا أنه تحول إلي عداوات أدت إلي تأخر تأسيس الحزب مما تسبب في عدم المشاركة في انتخابات مجلس الشعب مشيرا إلي أن الكثير من الفائزين في هذه الانتخابات ومنهم المنتمون للتيارات الإسلامية غير مؤهلين لتحمل مسئولية التمثيل في البرلمان وذلك بسبب العجلة وعدم الإحسان في اختيار الكوادر، وأضاف محمود فتحي في حواره مع «روزاليوسف» أنه لا يتوقع نجاحا باهرا للإسلاميين داخل البرلمان أو أن يكون لهم نقلة نوعية، متوقعا أن ينجحوا في غضون «10» سنوات مقبلة. وقال فتحي إن هيئة الأمر بالمعروف مثيرة للسخرية لأن حمل الناس علي فعل الطاعة وترك المعصية يكون لأولياء الأمور وهم المجالس المنتخبة والسلطة التنفيذية. وأضاف محمود فتحي أن كل المشاكل التي تمر بها البلاد سببها المجلس العسكري الموجود منذ عام في الحكم ولم يحقق شيئا وأثبت فشلاً ذريعًا علي كل المستويات. وأوضح فتحي أنهم مع الحوار مع إسرائيل وأمريكا بشرط أن يحقق مصلحة مصر وفلسطين مضيفاً بأن اتفاقية كامب ديفيد بها العديد من البنود السرية ولن نحكم عليها إلا بعد الإطلاع عليها بشكل كامل وإلي نص الحوار..
■ حزب الفضيلة من أول الأحزاب السلفية التي أعلن عن تأسيسها عقب الثورة كحزب سياسي بمرجعية سلفية ورغم هذا لم يشارك في الانتخابات فلماذا؟ - حزب الفضيلة كان من أوائل الأحزاب التي أعلن عنها بعد ثورة 25 يناير وحاولنا أن نجمع كل المشروعات والأفكار السياسية في عمل موحد والتواصل مع كل أجنحة التيار الإسلامي بحيث نعمل علي مشروع واحد وحدث بالفعل تواصل مع بعض الأحزاب مثل النور والسلام والتنمية ولكن لم يحدث توافق لاعتبارات كثيرة وتأخر الحزب في الظهور بسبب مشاكل بين المؤسسين وأعضاء الهيئة العليا لمؤسسي الحزب وكان خلافًا إداريًا حيث إن بعض الناس داخل الحزب لم يستطيعوا تحمل هذا الخلاف وحولوه إلي عداوات وإشكالات وهناك أناس منهم لم يظهروا إلا بعد تعظيم هذا الخلاف وتأثرنا بذلك بشكل واضح وتسبب في تأخير تأسيس الحزب . ■ وهل هذا هو السبب في عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية؟ - عدم المشاركة كان بسبب تأخر الحزب في التأسيس وهذا أدي إلي التأخر في تجهيز الكوادر التي يستطيع أن يكون لها دور في مجلس الشعب ولو كان هدفنا مجرد المشاركة فقط بمعني أن يكون لنا عدد معين من الأعضاء لفعلنا ولكن هل هذا الفائز يستحق فعلا أن يكون ممثلا لبرلمان الثورة؟ لا أظن هذا وأعتقد أن إخواننا في حزب النور الذين تعجلوا في دخول المجالس النيابية كان ينبغي أن يتمهلوا قليلا ولا يتعجلوا ويدفعوا بكل هذا العدد ويحسنوا اختيار الكوادر ويحسنوا تدريبها وتثقيفها ويحسنوا التحضير والتوافق مع الائتلافات داخل البرلمان ونتمني التوفيق للجميع من أحزاب النور أو الحرية والعدالة أو حتي الكتلة والوفد وأن يحققوا ما يحلم به أفراد الشعب الذي قام بثورة وينتظر منهم تحقيق أهدافها. ■ وهل معني ذلك أن بعض الفائزين من حزب النور في انتخابات مجلس الشعب غير مؤهلين لذلك؟ - طبعا هم في حاجة أكثر إلي رفع درجة الوعي السياسي لديهم وبشكل عام الشعب المصري كان مغيبا عن العمل السياسي في ظل حكومات القهر والاستبداد في العهد البائد فكان الشعب بشكل عام مغيبا عن أمور الواقع والسياسة فضلا عن العمل العام ويحتاجون الي رفع درجة الوعي السياسي وخصوصا الذين تصدروا المشهد لإدارة شئون البلاد والحياة السياسية وإخواننا في حزب الحرية والعدالة وحزب النور يقولون أنهم في حاجة للعمل ليل نهار للعمل والتدريب أو الممارسة حتي نحقق لشعب مصر ما يصبو إليه. ■ ما حقيقة الخلاف بينكم وبين حزب الأصالة وردكم علي الاتهامات بأن حزبكم يوجد به بعض المتطرفين؟ - استغرب لهذا الكلام وهذه تهمة باطلة والذي لا يحسن إلا تلفيق التهم لا يحسن أن يعمل علي الأرض ومن نختلف معه يلفق لنا التهم ومدعي هذا الكلام يتبع نفس أسلوب أمن الدولة في تلفيق التهم ومن عنده أدلة فليتقدم بها ويظهرها ونحن لسنا متشددين لأننا نمارس العمل السياسي من خلال آلياته التي يمارسه بها الجميع والفيصل بيننا هو الصندوق الانتخابي. ■ ولكن أنت تقول إن الشعب مغيب عن أمور الواقع وليس عنده ثقافة فكيف يفرق بيننا الاتجاه الوسطي أو المتشدد؟ - الشعب المصري أثبت أنه شعب معجز ولم يلتف أحد علي رغباته وطرح القوي السياسية في الشارع كان واضحا واختير من قبل الشارع بشكل واضح للجميع وهذه الاختيارات تعبر عن رأي الشارع.. قد تكون هذه الاختيارات الآن لا تعبر عن كل الشعب بنسبة 100% ولكنها تعبر عن نسبة من شارك فيها وباختصار الشعب المصري يحتاج إلي الممارسة الحقيقية علي الأرض وهذه الممارسة ستفرز اختيارات أخري في المستقبل. ■ هل تتوقع نجاح الإسلاميين داخل البرلمان؟ - أنا أتمني لهم النجاح ونجاحهم سيصب في مصلحة مصر لأنهم في النهاية مصريون ولا نتوقع نجاحا باهرا لهم أو يكون لهم نقلة نوعية سريعة ولكن أتوقع أن ينجحوا في غضون 10 سنوات مقبلة. ■ من ستدعمون في انتخابات مجلس الشوري المقبل؟ - للأسف الترشح لمجلسي الشعب والشوري أغلق بابه ولو فتح بابه سنتقدم فورًا ولكننا سندعم الأصلح حتي لو كان علمانيا أو ليبراليا. ■ ما تعليقك علي ظهور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل نحن في حاجه إليها؟ - هيئة الامر بالمعروف هو أمر مثير للضحك ولابد أن نعرف أن واجب كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لكن حمل الناس أو غصبها علي فعل الطاعة وترك المعصية يكون لأولياء الأمر وهم المجالس المنتخبة والسلطة التنفيذية لكن هذه الهيئة هي أمر مثير للسخرية والضحك كأننا في مسرحية وأتصور أنها مجموعة تحاول تشويه صورة التيار الإسلامي خاصة حزب النور. ■ ظهرت دعوات تنادي بتكوين الخلافة الإسلامية فما تعليقك علي هذه الدعوات؟ وهل الوقت مناسب لها الآن؟ - الزمان الذي نعيش فيه أثبت أنه لا يوجد مكان فيه للدول الضعيفة أو المتفرقة وأكبر دليل علي ذلك الولاياتالمتحدة وأوروبا فما الذي يمنع ذلك خصوصا أننا عندنا الدوافع أكبر بكثير ولا توجد معوقات ونملك المقومات والدوافع لأننا نملك تاريخا مشتركا ولم يكن بيننا وبين بعضنا حروب عكس أوروبا والولاياتالمتحدة ولابد من أن نستفيد من تاريخنا المشترك ونعمل علي أن نكمل بعضنا البعض.. وإذا جاء لنا أمر من الخارج بذلك سيتسارع الكل علي تنفيذه. ■ ما موقفكم من الديمقراطية هل توافقون عليها أم أنها غير شرعية؟ - الديمقراطية الموجودة الآن لم تكن موجودة منذ عشر سنوات وهي مجموعة أفكار بشرية قابلة للتطبيق والحذف والإضافة وهي عبارة عن مجرد آليات تختلف من بلد لآخر ونحن ننظر لها من نظرة إسلامية تطبيقا لقوله تعالي «وأمرهم شوري بينهم» ومن يكفرها نحن نتجاوز عنه. ■ لماذا تم استبعاد الشيخ محمد إمام ومحمد فرحات من الحزب؟ - نحن لم نستبعد أحدا وهما من فضلا الانسحاب منه والاكتفاء بهذا والاتجاه إلي العمل الدعوي. ■ هل هناك مرجعية دينية للحزب؟ - طبعا هناك مرجعية دينية ومرجعيتنا المؤسسات العلمية والمجامع الفقهية. ■ هل تم التصالح مع الدكتور محمد عبدالمقصود مرجعية حزب الأصالة الحالي؟ - لم يتم التصالح كما انه لا يوجد خلاف معه ولكن كان الخلاف مع بعض اعضاء الهيئة العليا. ■ ما طبيعة علاقتكم بحزب النور والدعوة السلفية؟ - علاقة محترمة وفيها تشاور ولا يوجد تنسيق بيننا لأننا لم ندخل الانتخابات ولم ندخل معهم في أي ائتلافات وكان هناك تفاوض من جانب حزب النور قبل الانتخابات ولم نتوصل إلي أي اتفاق ونكن كل الاحترام لكل داعية ومن بينهم الدكتور ياسر برهامي ونري أن لهم فضلا علي التيار الإسلامي بشكل عام ولكننا نختلف معهم في بعض الأمور مثل اختلافنا معهم في موقفهم من المجلس العسكري وغيره من الأمور الأخري. ■ أين حزب الفضيلة الآن من الحياة السياسية؟ - حزب الفضيلة موجود ولكن الاعلام لم يركز عليه وستظهر نتائج للحزب بعد انتهاء العملية الانتخابية ونحاول طرح أفكارنا للنقاش حول مستقبل مصر ولا يوجد بيننا وبين المجلس العسكري أو الاستشاري أي تواصل. ■ ما تعليقك علي المجلس العسكري والمجلس الاستشاري؟ - نحن نري أن كل المشاكل التي تمر بها مصر سببها المجلس العسكري حيث إنه موجود منذ عام في الحكم ولم يحقق لمصر أي شيء خصوصا أن شعب مصر سقف مطالبه ارتفع وبدأ يطالب بالحرية واثبت العسكري فشلا ذريعا في كل المستويات حتي في المستوي الأمني وأعداد القتلي في حكم العسكري زاد كثيرًا عما كان في أحداث الثورة ونري أنه ينبغي علي المسئولين وجميع القوي السياسية أن يتفقوا علي حتمية تسليم السلطة لرئيس منتخب وتعطي له جميع الصلاحيات وبالنسبة للمجلس الاستشاري فليس له دور سوي تجميل وجه المجلس العسكري ولم نر له دورا والمجلس العسكري لا يستجيب سوي بالمظاهرات لا بالطلبات. ■ هل الجبهة السلفية هي الذراع السياسية لحزب الفضيلة؟ - الجبهة السلفية هي جماعة ضغط وبعض إخواننا الموجودين في الحزب منضمون لها والجبهة السلفية تسير في اتجاه مغاير تماما لحزب الفضيلة ولا يتفقون علي شيء والجبهة السلفية لها دعوات وانشطة مختلفة علي أرض الواقع مثل المظاهرات والمطالبة بحق الشهداء ولهم قنوات فكرية وممارسات علي أرض الواقع تعمل علي تحقيق أهدافهم. ■ ما تعليقك علي أن يكون رئيس مجلس الشعب المقبل من الإخوان المسلمين؟ - أري أن المجلس يستطيع أن يختار من داخله رئيسا له وأظن أن الأمور قد تؤول إلي أن يكون رئيس مجلس الشعب المقبل من الإخوان وقد يكون من التيار الليبرالي أو العلماني ولابد أن يكون اختيار الرئيس المقبل توافقيا وهناك بالفعل بعض الأسماء مثل الخضيري ولا أظن أن الإخوان سيرشحون عصام العريان لهذا المنصب. ■ ما موقفكم من الحوار مع إسرائيل؟ واتفاقية كامب ديفيد؟ - الصهيونية العالمية والنظام الأمريكي يسعي جاهدا إلي احتواء وتقليص الثورات العربية الآن للحفاظ علي مصالحهم في المنطقة ونحن مع الحوار بشرط ما يحقق مصلحة مصر والأمن القومي لمصر والأمن القومي لفلسطين وأما بالنسبة لاتفاقية كامب ديفيد فهي اتفاقية غير معلنة وبها الكثير من البنود مخفية ولن نحكم عليها إلا بعد الاطلاع عليها بشكل كامل ولكن كل ما يحفظ مصر وأمنها القومي فنحن معه وما كان ضدها فنرفضه وسنسعي لتغييره. ■ ما موقفكم من السياحة والرد علي تخوفات الاقباط؟ - نحن مع السياحة الحلال لكن لنا عادات وتقاليد ويجب ان نحافظ عليها ونتبني في الحزب فتح اسواق سياحية جديدة مثل الكوبري الذي يربط بين السعودية وشرم الشيخ الذي سيفتح مجالات كثيرة للسياح العرب حيث سنعمل علي جذب السائحين العرب بدلا من غيرهم لأنهم يدفعون عشرة أضعاف السائحين الغربيين بالاضافة إلي أن العادات والتقاليد لديهم هي نفس عاداتنا ومعتقداتنا واحدة وديننا كمسلمين يأمرنا بحسن الخلق واحترام الديانات الأخري وبالتالي لا يوجد أي مبرر لتخوفات الأقباط. ■ ما تعليقك علي الحرب الدائرة بين السلفيين والإخوان بسبب الانتخابات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين؟ - لا توجد حرب ولكنها منافسة قد تتحول الي احتكاكات وهذا طبيعي في ظل ما نراه من قواعد غير واضحة وإذا تحول الأمر إلي الضرر بمصالح مصر سنكون أول المحاربين لهم وسنقف ضدهم. ■ من ستدعمون في الانتخابات الرئاسية؟ - نحن في الحزب لم نتبن بعد دعم مرشح معين وسنعلن موقفنا مع نهاية الانتخابات البرلمانية ولكننا نري أن أكثر المرشحين توافقا معنا هو حازم أبوإسماعيل ولا نري في مرشحين آخرين من هو أفضل منه وبالنسبة للبرادعي لا نراه مناسبا لأنه داعم لليبرالية والخط الواضح للشعب المصري أنه سيدعم الاسلاميين وبالتالي نعتقد أنه غير مناسب لحكم مصر. ■ ما تعليقك علي اتهام السلفيين والإخوان بتلقي أموال من الخارج لدعم الفكر الوهابي؟ - أقل ما يوصف به هذا الكلام أنه مهزلة وأستغرب جدًا من اتجاه ساويرس إلي الغرب لطلب دعمه لمواجهة الإسلاميين واتهام السلفيين بتلقي أموال من السعودية والإخوان من قطر ونري أنه ينبغي أن يحاسب ساويرس علي هذه التصريحات بدلا من أن يكون ضمن أعضاء المجلس الاستشاري ويجب أن يوضع اسمه في قرار اتهام أو ادعاء لمحاسبته علي هذه التصريحات. ■ إذا دعتكم إيران للحوار والسفر اليها هل ستقبلون ذلك بالرغم من انتقاد بعض علماء التيار السلفي ذلك لأسباب دينية؟ - لا نري مشكلة في ذلك والنبي «صلي الله عليه وسلم» تعامل مع اليهود والكفار وكانت بينهم مواثيق واتفاقيات ولا نري أي مشكلة لرفع مستوي التعامل مع إيران إلي أعلي مستوي بما يحقق أهدافنا علي ألا يستغل هذا لنشر التشيع أو تحقيق مصالح لها علي حسابنا والتيار الإسلامي بوجه عام لن يتبني أي سياسات عدائية مع العالم الخارجي بأي حال من الأحوال. ■ ما أهم المواد التي تريدون تعديلها علي الدستور؟ وهل ستطالبون بوزير داخلية مدني؟ - لن نطلب سوي تفعيل المادة الثانية من الدستور ونحن نطالب بوزير داخلية ووزير دفاع مدنيين وأعتي الدول الديمقراطية في العالم وزراء الداخلية والدفاع فيها مدنيون. ■ ما تقييمكم للأزمة السياسية في مصر؟ - السبب الوحيد في ذلك هو طريقة إدارة المجلس العسكري للبلاد والحل لهذه الأزمة هو تسليم السلطة الي سلطة منتخبة في أقرب وقت. ■ ما تعليقكم علي حكومة الجنزوري؟ - نرفض هذه الوزارة ونطالب بحكومة تكنوقراط وتكون حكومة متخصصين وشابة لا تنتمي إلي العصر البائد بأي حال من الأحوال. ■ ما علاقتكم بالتيار الليبرالي والعلماني؟ - علاقتنا به ينبغي أن تكون علاقة احترام متبادل ونتعاون لتحقيق المصلحة العليا للبلاد والتنافس إن وجد فيجب أن يكون تنافسًا شريفًا.
