بعد أن ترك نجوم الغناء القاهرة في احتفالات الكريسماس إلي بلاد الخليج من أجل المال حيث توجه عمرو دياب إلي مقره الدائم في دبي لإحياء حفلته هناك، كما ذهب تامر حسني إلي البحرين لإحياء حفله، وذهبت شيرين إلي دبي أيضًا، ورغم أن معظم فنادق القاهرة كانت قاتمة في ليلة رأس السنة، إلا أن ثورة 25 يناير فتحت متنفسا للمواطنين البسطاء للاحتفال بليلة رأس السنة في ميدان التحرير. الاحتفالية كانت فنية بعيدة نهائيًا عن السياسة رغم تخللها لبعض شعارات سياسية، كما بدا الحفل متكاملا فوجدنا فيه الشعر والأدب والغناء والأناشيد والترانيم ليستمتع مسلمو مصر ومسيحيوها بهذه الليلة الرائعة. دقت الساعة السابعة لتعلن بداية الحفل حيث صعد مطرب لم يعرفه إلا القليل قبل الثورة ولكن سرعان ما أصبح مطرب الثورة إنه رامي عصام الذي كان رائعًا في أغانيه معتمدا علي جيتاره فغني أعذب الأغاني للثوار مثل «طاطي انتا في وطن ديمقراطي» كما غني أغنية «يا ثورتنا». وسرعان ما انتهي رامي عصام من أغانيه حتي وجدنا عزة بلبع زوجة الفاجومي تصعد علي المسرح لتغني أعذب الأغاني للشيخ إمام وكانت أشهر ما قدمت أغنية حاحا. لنري بعدها شاعر الثورة عبدالرحمن يوسف يمتعنا بأعذب قصائد الشعر ليلهب حماس الآلاف الذين احتشدوا في ميدان التحرير. ثم بدأت الأناشيد والترانيم فصعدت أعلي المسرح الفرقة الشعبية للشيخ محمود التوني الذي قام بالإنشاد الديني وأمتع الحضور بعذب صوته وطهارة كلماته المداحة في خلق البرية. ثم صعد بعدها فريق كورال «بتر لايف» بقيادة سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة التي كانت قد انطلقت منها مسيرة حاشدة حتي وصلت إلي ميدان التحرير للمشاركة في مظاهر هذا الاحتفال العظيم، وقام موريس بإلقاء الترانيم الدينية احتفالاً برأس السنة من أعلي المنصة الرئيسية بميدان التحرير، والتي بدأها بترنيمة «بارك بلادي»، كما أعقبها بمجموعة ترانيم حتي انطلاق الثواني الأولي من السنة الجديدة. واختتم المطرب علي الحجار الحفل بأغنية حملت اسم «في كل شارع وكل حارة»، حيث أهداها للطبيب الثائر أحمد حرارة، وكل من أصيب أو استشهد في الثورة المصرية المجيدة. وغني بعدها أغنية «هنا القاهرة» لينتهي الحفل الجميل الذي استمر لمدة سبع ساعات.