■ هناك متغيرات جديدة فى خطط القومى للشباب بشأن التعامل مع شباب مصر.. هذه المتغيرات ترجع للأحداث السياسية والاقتصادية بل الاجتماعية التى تشهدها مصر حاليًا. ■ التغيرات عميقة ومؤثرة ومرتبطة بالمستقبل وشباب مصر بدوره و المعادلة الأهم فى تلك التغيرات وهو ما يدعونا جميعًا لاستيعاب ما يحدث. ■ لم يعد لدينا حزب واحد يسيطر على الأحداث كما كان ولا يمكن بأى حال أن يقتصر العمل مع شباب مصر على نفس المنهج والرؤية الماضية. ■ الأحزاب الموجودة على الساحة الحزبية المصرية بدون شك عينها على الشباب وستعمل بكل الطرق على جذبهم ووضع برامج لتحقيق هذا الهدف، والأهم أنها ستراقب تصرفات المجلس القومى للشباب. قبل الدخول فى تفاصيل أسأل: ماذا يحدث لو أن حزبًا ما قام بتشكيل الحكومة أو امتلك أكثرية عددية فى البرلمان أو الوزارة المتعارف عليه أن يضع الحزب الفائز قواعد للعمل الشبابى تتوافق مع أهدافه ويراقبها. ولحل تلك الإشكالية أقترح على رئيس القومى للشباب مهندس خالد عبدالعزيز دراسة النماذج العالمية بشأن تعامل الحكومات مع الشباب فى ظل تعددية حزبية ونظام سياسى محصن ضد الانفراد بالحياة السياسية عن طريق حزب أو غيره. ■ أنا شخصيًا أرشح دراسة النموذج الألمانى والذى يعتمد على اختيار قواعد واضحة متفق عليها تلقى التوافق وهى عناوين ثابتة وواضحة تتضمن التاريخ والأحداث السياسية المهمة بالإضافة إلى الثوابت الأخرى ، هذه الجرعات لا تدعو لفصيل سياسى دون غيره، ولا تخدم اتجاهًا ولا أشخاصًا. ■ النموذج الألمانى واضح وهو يعتمد على أن الفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة تعتبر ثروة قومية يجب المحافظة عليها ومنع أى تلاعب فى عملية التدريب الفعلى أو التثقيف السياسى معها سواء بالانحياز أو غيره، وهذه الشريحة تعبر عن الوطن بكامله، وبالتالى كل البرامج الموضوعة على تلك الفئة يغلب عليها الطابع القومى والمرحب بأمن كل القوى السياسية، الغرض من هذا العمل غرس قيم المجتمع والدولة داخل عقول الشباب.. والعمل وبكل الطرق على استنفار هذا العقل لتشكيل حائط صد داخله ضد التطرف بالأفكار أو الدين أو غيرها.. هنا ينتهى دور مهندس خالد عبدالعزيز، وتحديدًا عند الثامنة عشر عامًا ويبدأ دور الأحزاب التى من الممكن بعدها أن تبدأ برامجها مع تلك القوى الشبابية لجذبها ولكى تحقق ذلك على إعادة النظر فى مفهوم العمل الشبابى وآلياته والاتجاهات التى من الممكن أن نسلكها لتحقيق الأهداف المتفق عليها، وأيضًا يجب أن ندقق بالنظر فى الآليات الموجودة من كوادر وأماكن وأفكار وإمكانيات مالية ومتينة وهى أمورة معقدة تحتاج لجهد واضح ومضاعف. ■ علينا أن نمنح شباب مصر فرصة الاطلاع على ما يحدث بالعالم ورصد تجارب الآخرين وهى أمور تصب فى صالح حركة شبابية إيجابية تخدم مصالح الوطن وتكون عونًا دائمًا لصالح مستقبل وطن فى حاجة لكل جهد.. أشفق على خالد عبدالعزيز بشأن تلك الظروف.. لكن الأهم أنه قادر تمامًا بما لديه من إمكانيات وتجارب على تطوير كل أركان المساحة الشبابية ويشعرنا بالفعل بأن شباب مصر كعادتهم يستحقون الأفضل.