أعرب محمد كامل عمرو وزير الخارجية عن إدانته الشديدة للتفجيرات التى شهدتها العاصمة السورية، التى راح ضحيتها عدد من المدنيين مقدمًا تعازيه لأسر الضحايا وللشعب السورى، مشددًا على موقف مصر الثابت والمناهض للإرهاب. وشدد «عمرو» على أهمية المعالجة الشاملة للأزمة السورية من خلال التزام الحكومة السورية بالتطبيق الكامل بجميع بنود خطة العمل العربية التى سبق أن وافقت عليها دمشق، معربًا عن تطلعه لتسهيل مهمة وفد المراقبين العرب إلى سوريا، كخطوة أولى باتجاه معالجة سياسية شاملة لجذور الأزمة السورية تحقن الدماء وتحقق المطالب المشروعة للشعب السورى الشقيق. من ناحية أخرى التقى محمد عمرو وزير الخارجية أمس طلبة الكلية الحربية، حيث ألقى محاضرة عن أهم ملامح السياسة الخارجية المصرية عقب ثورة 25 يناير وارتباطها بالأوضاع الداخلية فى البلاد. وصرح المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير أكد أنه رغم ما يعترض مصر من عقبات مرحلية فى الوقت الراهن.. فإنه على ثقة تامة من قدرة الشعب المصرى على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة وبناء مؤسسات ديمقراطية منتخبة عن طريق الإرادة الشعبية النزيهة، بما يحقق كامل أهداف الثورة المصرية، مشيرا إلى أنه رغم عدم وصول كل ما حصلنا وعود به من مساعدات اقتصادية فإن قوة مصر تنبع فى المقام الأول من مواردها البشرية الذاتية وإرادة أبنائها وعزيمتهم. وعرض عمرو ثوابت السياسة الخارجية المصرية وفى مقدمتها الحفاظ على الأمن القومى والدفاع عن المصالح المصرية فى الخارج بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية، ويأتى فى مقدمة تلك المصالح كرامة وحقوق المواطنين بالخارج، مؤكدا أنه إذا لم يجد المصرى كرامته فى سفارته أو قنصليته فى الخارج.. فلن يجدها فى وطنه.. مشيرا فى هذا الصدد إلى ما بذلته سفارات وقنصليات مصر من جهد خلال المرحلتين الأوليين من الانتخابات البرلمانية لتمكين المصريين فى الخارج من المشاركة فى التصويت على قدم المساواة مع إخوانهم فى الداخل. وشدد وزير الخارجية على أن اهتمام مصر بدول حوض النيل لا يصدر عن اضطرار بل عن اقتناع بأن العلاقات الوثيقة مع هذه الدول هى واقع أملاه التاريخ قبل أن تفرضه الجغرافيا. وتناول وزير الخارجية كذلك دور مصر فى التوصل إلى حل سلمى للأزمة السورية عن طريق المبادرة العربية والحيلولة دون التدخل الأجنبي، وكذلك جهد مصر لمعاونة الأشقاء فى ليبيا على إرساء الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة فى المجالات المختلفة وفقا للأوليات التى يحددونها هم أنفسهم، مشيرا إلى أن وزير الخارجية المصرى كان أول مسئول عربى يزور طرابلس بعد سقوط القذافي. كما تطرق محمد عمرو إلى زيارته الأخيرة إلى الجزائر، مؤكدا أن هناك رغبة حقيقية لدى البلدين فى تجاوز الأزمة العابرة فى علاقات البلدين والعودة بها إلى أجواء الإخاء والترابط التى أرست الثورة الجزائرية وحرب أكتوبر المجيدة دعائمها بما يقف صامدا فى وجه أية تقلبات أو أنواء سياسية. واختتتم وزير الخارجية كلمته بتأكيد تفاؤله الشديد بمستقبل مصر، مشددا على أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بعدما حمل أبناء مصر بلادهم إلى عهد جديد من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.