لست من أنصار الإخوان ولا من مؤيدي السلفيين.. فأنا ممن يؤمنون بأن الاسلام دين الاعتدال وليس التشدد وأنه ليس حكرا علي جماعة أو حزب.. فلا الإخوان خلفاء الله علي الأرض ولا السلفيين أصحاب التوكيل الحصري للإسلام في مصر .. فكل إنسان يؤمن بالله ربا وبمحمد نبيا وبالقرآن شريعة سماوية مسئول عن الدعوة إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة مع التسليم اليقيني بأن الهدي هو هدي الله وسبحانه وتعالي هو الذي قال لرسوله الكريم "إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".. وأنه لا إكراه في الدين حيث قال سبحانه وتعالي لنبيه: "ولو شاء ربك لآمن من في الارض جميعا".. وأن القاعدة الاسلامية في التعامل مع إخواننا في الوطن من أتباع الديانات السماوية الاخري هي أن "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".. وأن رسولنا محمد أوصي أصحابه خيرا بمصر وأهلها فقال صلي الله عليه وسلم لاصحابه "إذا منَّ الله عليكم بفتح مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فهم خير أجناد الارض وهم في رباط إلي يوم الدين".. كما أوصي خيرا بأقباط مصر لصلات الدم وروابط القربي حيث إن السيدة مارية القبطية المصرية كانت زوجاً للرسول وهي أم ابنه الوحيد إبراهيم.. وما أريد قوله ونحن علي أبواب المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المسئول عن إصدار التشريعات ومراجعة الموازنة العامة للدولة وإقرارها ومراقبة أداء الحكومة مهامها - أن هذه الانتخابات هي لاختيار أفضل الكفاءات والعقليات البشرية لعضوية البرلمان بصرف النظر عن الحزب أو التيار الذي ينتمي له هذا المرشح أو ذاك فأنا أتمني نجاح الدكتور عمرو الشوبكي ومي الشلقامي وعبد النبي مسعود في المرحلة الثانية بنفس القدر الذي أتمني فيه أن أري عصام العريان وصبحي صالح وأحمد أبو بركة ومحمد البلتاجي وعماد عبد الغفور وسعد عبود ومحمد السعيد إدريس تحت قبة البرلمان إلي جانب أمين اسكندر ومصطفي النجار وعماد جاد وعمرو حمزاوي ومصطفي بكري وعبد العليم داود.. ولكنني لن أكون سعيدا بدخول الشيوخ المتشددين.. والمسئولية في البداية والنهاية تقع علي الناخبين وضمائرهم وحسن اختيارهم لأفضل المرشحين وأن ينحوا جانبا هؤلاء الذين يتاجرون بشعارات الاسلام لاستلاب مشاعر المواطنين وأصواتهم الانتخابية.. وكلمتي الاخيرة في هذا الشأن إن مشاكل مصر من بطالة وتراجع في الانتاج والصادرات وعجز الموازنة وانخفاض الاستثمارات وركود صناعة السياحة ووجود أكثر من 1600 مصنع متوقفة عن الإنتاج هي قضايا أكبر وأخطر من قضايا الحجاب والملابس المثيرة لبعض الممثلات.