فتحنا أمس الملف الشائك لأسلمة السياحة والمخاوف المستقبلية من تحريم الإسلاميين لها وكشف العاملون رفضهم القاطع لتشويه الآثار او اغلاق الشواطئ رافضين ما يسمي تسييس السياحة ورفعوا شعارات "ادي صوتك للي يراعي اكل عيشك " في رسالة لناخبي المرحلتين الثانية والثالثة لمقاطعة تياري الحرية والعدالة والنور . توجهنا لممثلي الإسلاميين الذين نفوا هذه المزاعم مؤكدين انها حرب انتخابية، وانهم ليسوا ضد السياحة متهمين عصر مبارك بتهميش السياحة وقصرها علي العري والخمور رافعين شعار " لو قل دخل السياحة حاسبونا "مشيرين إلي الاقتداء بالنموذجين الماليزي والتركي اللذين يدران 20 مليون جنيه سنويا بينما تصنف مصر كثالث دولة علي مستوي العالم متعهدين بإنعاشها.. تساؤلات عدة وإجابات وافية ومستقبل نكشفه في السطور القادمة. الإسلاميين يفضلون السياحة «الحلال» وتعهدات بأنعاشها بعد انتهاء المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية وحصول الإسلاميين علي أكثر من 68% من مقاعد برلمان الثورة، ظهرت مخاوف من تدهور قطاع السياحة في مصر بالأخص بعد فتاوي الإسلاميين من تحريم الخمور والعري في المناطق السياحية وقد استخدم البعض تلك الفتاوي لتشويه صورة الإسلاميين وإضعاف موقفهم الانتخابي في المعركة الانتخابية. في حين، اعتمد عدد من المرشحين الإسلاميين وخاصة مرشحي حزب الحرية والعدالة في المناطق السياحية علي تنشيط ودعم السياحة في مصر، وكانت النتيجة فوز اثنين من مرشحي الحزب في محافظتي الأقصر والبحر الأحمر وهما محمد يوسف قطامش علي مقعد الفئات بمحافظة البحر الأحمر ود.عبدالموجود راجح الفائز بمحافظة الأقصرالذي اعتمد في برنامجه الانتخابي علي تقديم مشروع لتنمية السياحة في الاقصر وانشاء مراكز تدريب للعاملين في قطاع السياحة واعطائهم كافة حقوقهم بالكامل بالاضافة إلي كسر الاحتكار الذي تمارسه الشركات السياحية تجاه العاملين في هذا القطاع. في البداية أوضح د.يسري حماد المتحدث الاعلامي باسم حزب النور السلفي أن مصر من أسوأ ثلاث دول في العالم في استقبال السائحين حسب تصنيف منظمة السياحة العالمية وهذا يدل علي وجود خلل قوي بالمنظومة السياحية بالاضافة إلي ان دخل مصر من السياحة لا يتجاوز ال 12 مليار دولار في حين ان دخل ماليزيا من السياحة التعليمية فقط يتجاوز ال 20 مليار دولار، وذلك لاعتماد مصر علي السائح القادم من "الكتلة الشرقية" و هي ذات معدل انفاق ضعيف لايزيد علي 9 دولارات في اليوم الواحد وهذا بعد حصوله علي خصومات لايتمتع بها المصري في نفس الأماكن السياحية. تطوير السياحة الرياضية وأضاف حماد قائلا: لابد من إعادة هيكلة خريطة السياحة في مصر علي أيدي خبراء من مختلف المجالات حتي تصبح مصر رائدة في هذا القطاع، ويمكن الاستعانة بنموذج " سياحة حلال " المطبق في تركيا وماليزيا وبعض دول الخليج وكذلك سويسرا التي تعتمد علي إقامة فنادق بلا خمور وشواطئ بها خصوصية للسائحين والعائلات ومع ذلك تتمتع تلك الفنادق بنسبة اشغال تفوق الفنادق السياحية بمصر وهو ما سوف يجذب بدوره سائحي العالمين العربي والاسلامي بالاضافة إلي تطوير السياحة الرياضية والمحميات الطبيعية و كذلك تطوير السياحة العلاجية لخدمة دول الشرق الأوسط. وأضاف أن رؤية حزب النور للسياحة كمنظمومة متكاملة تشمل جميع أنواع السياحة علي أساس اعتبارها مصدرًا مهمًا لاقتصاد البلد وليست قاصرة علي سياحة الشواطئ فقط وهذا لا يعني أيضا ترك مصر تتحول إلي مركز دعارة في الشرق الأوسط وخاصة بعد انتشار سياسات العري والخمور التي دعمها عهد مبارك السابق في السنوات العشر الماضية، فلابد ان نحافظ علي مكانة مصر الاسلامية والثقافية والحضارية ونعيد تخطيط قطاع السياحة بأكمله من خلال تطوير شبكة الطرق والاتصالات وتقديم خدمات علاجية وثقافية وتعليمية جيدة تناسب متطلبات السائحين. الفوز في السواحل وأشار د حمدي حسن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إلي أن ما يثار الان حول موقف الإخوان المضاد لانتشار السياحة ما هو إلا تشويه لموقف حزب الحرية والعدالة من أجل تحقيق مكاسب انتخابية وهذا أمر مرفوض ويستطرد قائلا:"بل علي العكس أننا حريصون علي تنمية قطاع السياحة باعتباره مصدرًا مهمًا لميزانية الدولة في حالة استثمارها بشكل جيد والدليل علي ذلك فوز مرشحي حزب الحرية والعدالة في أهم مناطق سياحية وهما محافظتا الاقصر والبحرالأحمر". نظرة وضيعة للسياحة وذكر د.حمدي أن هناك عوامل كثيرة تؤثرعلي قطاع السياحة وليست فتاوي الإسلاميين كما يعتقد البعض منها توفر الاستقرار والامن وتوفر خدمات جيدة للسائح من مستشفيات وطرق مواصلات جيدة وتطوير ثقافة التعامل مع السائحين وغيرها وهذا كله يؤثر علي الاستثمار في مجال السياحة، وان ما يحدث الآن من تحديد السياحة في "خمور ونساء" ما هي الا نظرة وضيعة للسياحة وانما هي أكبر من ذلك بكثيرحيث تشمل السياحة الدينية والعلاجية والمؤتمرات وغيرها من أنواع السياحة التي تتمتع بها مصر. وأضاف د محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ان نظرتنا للسياحة ليست مقصورة علي الخمور والمايوه البيكيني وانما هناك انواع أخري للمنظومة السياحية في مصر، وعلي الرغم من ذلك فإننا نرحب ونشجع بجميع أنواع السياحة في مصر بل نسعي لزيادة الاستثمار في قطاع السياحة علي عكس ما يروج له خصومنا في المعركة الانتخابية من أجل تشويه صورتنا، فلا يعقل اننا ضد السياحة في مصر لانها مصدر مهم في الدخل القومي لمصر ولسنا ضد انتشار حضارتنا وثقافتنا واستغلال جميع مقومات البلد في تنشيط السياحة ولكن علينا الآن انقاذ مصر أولا من السقوط فهي أشبه بقارب به اعطال، لابد من اجراء صيانة أولا من خلال تطوير المنظومات التعليمية والصحية والاقتصادية والخدمية وغيرهاز إثارة البلبة وأيده في ذلك د.طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية ووكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية ان طرح مثل هذه القضايا الخلافية في هذا التوقيت ماهي الا لإثارة البلبلة واللغط وذلك يصرفنا عن بناء وتطوير مصر في المرحلة الانتقالية، وقضية السياحة غير مطروحة الان و لمدة أربع سنوات علي الاقل، فعلينا أولا توفير الحد الادني من القوانين التي تخفف العبء علي المصريين بالاضافة إلي القوانين والتشريعات التي تحول دون عودة الاستبداد مرة اخري وتضمن استقلال القضاء و تنظيم الامن الوطني حتي لا يعود أمن الدولة مرة اخري، وتأسيس نظام برلماني جيد يمنع استمرار "الفراعنة" لتولي حكم مصر وأكد الزمر أن وصول الإسلاميين للبرلمان لا يعطل أبدا منظمومة السياحة في مصر بل سوف "ينعشها" من خلال زيادة الدخل القومي من قطاع السياحة وسوف يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي لمصر ويتم ذلك من خلال التشريعات البرلمانية التي سوف " تطمئن " جميع العاملين بهذا القطاع وكذلك السائحين لما يشعرون به من طفرة في تطوير هذه المنظومة، فلا نسعي للإضرار بها مطلقا، وأضاف "واذا حدث وتراجع دخل السياحة حينها "لوموا الإسلاميين".