أزمة يعيشها أصحاب شركات السياحة والمحلات والبازارات بميدان التحرير ووسط البلد، فحركة البيع والشراء متوقفة تمامًا، فالكساد يغطي المكان والحسرة تملأ القلوب.. فالعمالة طردت والزبائن انفضت لتبقي هموم الديون لدي متضرري ميدان التحرير صارخين «افتحوا» الميدان. كساد في محلات وسط البلد موردو البضائع امتنعوا.. والزبائن «طفشوا» وتعرضنا للسرقة والغازات ونعجز عن دفع الرواتب.. ونطالب بفض الاعتصام «أغيثونا».. كانت لسان حال أصحاب محلات ناصية محمد محمود وميدان التحرير، فحركة البيع توقفت لديهم منذ ما يقرب من عام بعدما امتنع الأجانب عن نزول الميدان، وانصرف الزبائن خوفاً من السرقة ورفض موردو البضائع تسليم البضاعة، فكيف يعيش أصحاب المحلات وموظفوهم؟! إنهم آلاف العائلات التي تشكو الميدان ومعتصميه رافعين شعار «فضوا الاعتصام». محلات طاردة للزبائن كشف «عز الدين» عامل بمحل للحقائب في ناصية محمد محمود أن المحلات أغلقت لعشرة أيام، وعدنا بعد استقرار اليوم الأول للانتخابات وكل أملنا أن ننجح في سد المصاريف من عمالة والإيجار، فضلاً عن فاتورة الكهرباء. وقال عز: إنه منذ اندلاع ثورة يناير واعتدنا علي الإغلاق في المليونيات، وحالياً نفتح حتي نحرس المحل والبضاعة وليس للبيع، فلا يوجد سياح لشراء الحقائب أو زوار للميدان، وتحولنا في كثير من الأحيان إلي مستشفي ميداني لعلاج المصابين. ويروي عز ضاحكاً: إننا أصبحنا أصحاب خبرة في المناوشات والخلافات بين الثوار والمجلس العسكري أو البلطجية، فبعدما كنا نهرول للإغلاق منذ اللحظة الأولي، اعتدنا حالياً علي استنشاق الغاز وتحمل حركة الكر والفر، فبعدما كنا أصحاب محلات جاذبة للبيع تحولنا لمحلات طاردة للزبائن وجاذبة للمعارك. ويتساءل: كيف سينفق أصحاب محلات قطع الغيار التي سرقت علي ذويها؟! وكيف سننفق علي أطفالنا؟! مطالباً بفض الاعتصام من الشعب أنفسهم، وأنهم كأصحاب محلات حاولوا مناقشة المعتصمين وحثهم علي فض الاعتصام، ولكنهم متشبثون بآرائهم. أشار كامل أنيس صاحب محل ملابس بشارع طلعت حرب إلي أن أحداث شارع محمد محمود ضربت بيوتنا، فلقد أغلقنا 9 أيام، فكيف نتحمل رائحة القنابل وهياج الثوار وكنا نخشي علي أنفسنا ومحلاتنا وبكل الأحوال لم تكن هناك أي حركة بيع أو حتي زيارة للمحل. وبصفة عامة الزبائن من السيدات يخشين نزول وسط البلد حتي الموظفات في مجمع التحرير اللائي ينصرفن من العمل مبكراً. ويضيف كامل إنه منذ ثورة يناير ونفتح المحل يوم الجمعة لساعات محدودة أملاً في بيع قطعة أو اثنتين أسبوعياً فقط لدفع مستلزمات المحل من إيجار وكهرباء، ولهذا اضطررت للاستغناء عن 3 عاملين خوفاً عليهن وعجزاً عن تسديد رواتبهن. واستطرد كامل أن هذه البضاعة الشتوية تم رصها منذ سبتمبر وسأضطر لعرضها العام المقبل. وتمني كامل فض الاعتصام طوال الأسبوع، ويكفي مليونية الجمعة للمطالبة بأي حقوق أو مطالب لأن الديون تراكمت علينا كأصحاب محلات ملابس بالآلاف وهي مصيبة لآلاف المصريين. نكتفي بالعيش الفينو نفي نعيم عبدالله عامل بأشهر مخبز بالميدان أن يكونوا أفضل حالاً، مؤكداً أن الحال من سيئ لأسوأ، فمنذ قيام الثورة والحال يضمحل، فبعدما كنا محظوظين بموقعنا، أصبحنا يائسين، فكل الزبائن من زوار وسط البلد أو الموظفين قاطعونا، أما الثوار فحدث ولا حرج، فبعدما اعتدنا علي بيع ساندويتشات الشاورمة اكتفوا الآن بشراء العيش الفينو ولا يوجد أي رواج للحلويات والمخبوزات حتي الطلبات بالتليفون توقفت تماماً. ويوافقه في الرأي أسامة حسين عامل بسوبر ماركت في محمد محمود ويطل علي ميدان التحرير الذي أكد أن الخراب قضي علي الأخضر واليابس علي حد قوله، فحركة البيع متوقفة تماماً حتي موردي البضائع يرفضون توريد البضائع لمحلات الميدان خوفاً عليها ونعيش علي بيع المخزون من البضاعة. واستطرد أسامة: إن أصحاب المحلات اضطروا للإغلاق خوفاً من تحطيم المحلات، أو سرقتها، خاصة أن الميدان مليء بالبلطجية وتكفي المعاناة اليومية التي نواجهها في التفتيش عند الدخول والخروج من الميدان. وروي أسامة أنه اضطر أمس إلي الذهاب لمدينة نصر لشراء بضائع ولكنه عجز عن الدخول بها الميدان خوفاً عليها من السرقة، متسائلاً: كيف يمكن أن تسود حركة رواج اقتصادي وبيع وشراء مع استمرار الاعتصامات وانتشار الباعة الجائلين، والبلطجية من حولنا؟! فهل ننتظر زواراً ومشترين للميدان؟!