أدي فوز الإسلاميين في المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب في مصر لزيادة مخاوف إسرائيل انفراط عقدة ما يسمي "أصدقاء إسرائيل"، ورغم أن النتائج النهائية للانتخابات لم تصدر بعد.. فإن التقديرات في الدولة العبرية ترجح سيطرة الإخوان المسلمين والسلفيين علي غالبية مقاعد البرلمان المصري، وهو ما يعني أنه في نهاية الربيع العربي انهزم «الفيس بوك» وانتصر المتشددون.. بالإشارة إلي صعود الإسلاميين أيضا في تونس والمغرب وليبيا. وكتب المحلل السياسي ، آري شبيط، في صحيفة هاآرتس الصادرة يقول: "أصبحت الصورة واضحة بعد عشرة أشهر من بدء الهبة العربية الكبيرة، وهي أن الله انتصر. واختفي شباب "جوجل".. واختفي المثقفون الليبراليون، واختفي أولئك الذين وعدونا بالمساواة والإخوة والحرية". وحول مخاطر صعود الإسلاميين للسلطة، كتب البروفيسور إسكندر بلي، رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط في المركز الجامعي في مستوطنة أرائيل علي صدر صحيفة «إسرائيل اليوم»، إن أهمية الشرق الأوسط الاستراتيجية حددتها أربعة ممرات استراتيجية: المضائق التركية، وقناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز وهذه المعابر كلها تسيطر عليها اليوم، من جهة واحدة علي الأقل، حكومات إسلامية، وهذا خطر استراتيجي في الأمد المباشر". كما صرح الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز الخميس، أن العالم العربي لا يعاني من أي مشاكل سياسية ومشكلته الوحيدة تتمثل في الفقر والجوع والقمع، مؤكدا خلال مؤتمر مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أن انتفاضة الجيل الناشئ في بعض الدول العربية جاءت ردا علي ذلك. ولوزراء دفاع إسرائيل السابقين، عمير بيرتس، وبنيامين بن إليعازر، وجهة نظر معاكسة ليبريز، حيث أكد الوزيران خلال جلسة لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست ضرورة عدم تخفيض ميزانية إسرائيل تحسبا لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مع مصر علي خلفية تنامي الحركات الإسلامية فيها وقرب صعودها إلي سدة الحكم.. لكن جنرالات في الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن مصر لن تكون قادرة علي الخروج إلي حرب في المدي المنظور كونها تحتاج بداية إلي علاج اقتصادها المتآكل، ويقول، عاموس يادلين، الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي "آمان"، إن مصر لن تفكر مطلقا علي المدي القريب في محاربة إسرائيل حتي لو ألغيت أو جمدت معاهدة السلام بين البلدين، نظرا إلي التدهور الاقتصادي الشديد الذي تعاني منه. ورغم الأصوات المحذرة في تل أبيب من صعود الإسلاميين لسدة الحكم، إلا أن هناك من يري أن الإخوان المسلمين لن يشكلوا أي خطر علي معاهدة السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب، ويقول الكاتب نير ياهاف، في موقع "واللا" التابع لصحيفة معاريف: إن صعود الإخوان قد يكون مفيدا لمصر والمنطقة بأكملها، فهم يحاولون في السنوات الأخيرة التقرب من الغرب ولن يقدموا علي أمور تعكر صفو المنطقة، بل إن ذلك قد يساعد في "تدجينهم".