هدوء يشوبه الحذر خيم علي الأجواء في العاصمة اليمنية صنعاء وذلك بعد يوم دموي جديد في تعز أسفر عن مقتل 14 شخصاً حيث تبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات بشأن المسئولية عن أحداث العنف جنوب اليمن وأكد محمد سالم باسندوه رئيس الوزراء اليمني المكلف في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» عبر الهاتف من صنعاء أنه أبلغ المسئولين في النظام الحاكم رفضه تولي رئاسة الوزراء في حالة استمرار قصف القوات الموالية لصالح الشعب اليمني وأضاف باسندوه: إن تصريحاته لقيت استجابة من قبل نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي وأبلغه بأنه أصدر أمراً بوقف جميع المظاهر المسلحة بين الجانبين بما يعيد الأمن والاستقرار إلي البلاد وأشار إلي أن التشكيل الوزاري سوف يعلن خلال الأيام المقبلة وذلك عقب المشاورات مع الأحزاب للوصول إلي حكومة وفاق وطني ترضي جميع الأطراف وأن استمرار المواجهات تهدد بانهيار اتفاق المبادرة الخليجية. من جهته طالب نائب الرئيس اليمني في تصريحات صحفية مساء أول أمس بتشكيل لجنة مشتركة تتابع سحب هذه القوات إضافة إلي مسلحي الميليشيات من أجل استتباب الأمن والاستقرار في تعز وذلك بعد أن لقي 21 شخصاً مصرعهم خلال يومين. في السياق ذاته قال المتحدث باسم اللقاء المشترك «المعارضة البرلمانية» محمد قحطان: إن الطرف الآخر يؤخر تشكيل اللجنة ربما رغبة منه في استكمال الانتقام كما يحصل في تعز ومناطق أخري أو للتملص من موجبات الاتفاق أي المبادرة الخليجية. وأكد قحطان أن من يعرقل تشكيل اللجنة قد يكونون أبناء وأقارب الرئيس صالح الذين يمسكون بالمناصب الحساسة في الأجهزة الأمنية والعسكرية مشيراً إلي أن المبادرة الخليجية لا تنص علي أن يتم إقصاء هؤلاء. واعتبر قحطان أن تشكيل اللجنة العسكرية الآن هو أهم شيء رافضا أي محاولة من قبل معسكر الرئيس للتعامل مع المشاكل الأمنية خارج إطار هذه اللجنة. وعن الضمانات لتنفيذ اتفاق انتقال السلطة أشار قحطان إلي أن هناك التزام كامل من قبل الدول الخليجية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لمتابعة تنفيذ الاتفاق مرجحا أن تكون هذه الدول أنشأت غرفتي عمليات في السفارة السعودية والروسية للمتابعة. وأوضح قحطان أن اليمن مازال بانتظار اللجنة العسكرية التي تنص علي تشكيلها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية لإزالة المظاهر المسلحة وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية. علي الجانب الآخر أكد عبدو الجندي نائب وزير الإعلام أن الأمن هو المشكلة الكبري إلا أنه اتهم المعارضة بأنها لا تمارس العمل السلمي بل تمارس العمل الحربي خصوصا في تعز وقال: إن هناك محاولات لإسقاطها من قبل المسلحين الموالين للمعارضة، والجميع ينتظرون تشكيل اللجنة العسكرية مؤكداً أن «لا شيء من جانب الرئيس يعرقل تشكيلها وأبناء الرئيس ليس لهم دخل في ذلك والرئيس حريص علي إنجاح المبادرة الخليجية». واتهم الجندي المعارضة بشقيها السياسي والقبلي بتحريض الشباب عبر القول إن الثورة يجب أن تستمر كما أكد أن مطالبة الشباب بإسقاط رموز النظام تعني الحرب الأهلية في اليمن.