نظرًا لما تمثله الرياضة من أهمية في حياة الفرد، وما تحققه من عوائد بدنية ونفسية واجتماعية واقتصادية أيضًا، فإن هذه الفوائد لا يمكن أن تتحقق في أكمل صورها دون وجود «المربي» أو المسئول الرياضي الذي يتمتع بقدر كبير من المعرفة والخبرة بالإضافة إلي كونه قوة أمام لاعبيه وجميع زملائه. ونظرًا لأن كل مهنة يحددها إطار مرجعي من المبادئ التي تحكمها وتوجه العاملين فيها في إطار من الشرعية والآداب والأخلاق المقبولة، والتي تسمو بتلك المهنة إلي أعلي المراتب، فإن مهنة التربية البدنية والرياضة لها أيضًا مثل هذا الإطار المرجعي الذي يحدد الالتزامات العامة لآداب وأخلاقيات العاملين في المجال الرياضي. والأخلاق في أبسط تعريف تعني «أن تعرف ما هو التصرف الصحيح وما هو التصرف الخطأ، ثم أن تفعل ما هو صحيح». وترتبط الأخلاق الحميدة بمبادئ وقيم إنسانية مستمدة من الأديان السماوية مثل الصدق والأمانة وعدم إيذاء الغير. يضاف لذلك الثقافة السائدة في المجتمع وما يفعله الآخرون من سلوكيات وعادات وتقاليد وقوانين وتشريعات وضعية تحكم وتحدد السلوك المقبل من الفرد أثناء تعامله في المجتمع أو العمل أو في أي جوانب حياتية أخري ومنها التربية البدنية والرياضة والالتزام بأخلاقيات المهنة وتحقق عديدا من الفوائد منها: الاهتمام بالأخلاق يسهم في تحسين المجتمع ككل فتتراجع الممارسات الظالمة، وتتوافر الفرص المتكافئة للناس، وتنفذ الأعمال بواسطة الأعلي كفاءة. الالتزام بأخلاقيات العمل يسهم في شيوع الرضا الاجتماعي بين غالبية الناس كنتيجة لعدالة التكامل والمعاملات والعقود وإسناد الأعمال وربط الدخول بالمجهود. أخلاقيات العمل تدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية، وهو ما يعود بالنفع علي الفرد وعلي المنظمة وعلي المجتمع. إدارة أخلاقيات العمل بكفاءة تشعر العاملين بالثقة بالنفس، والثقة في العمل وبأنهم يقفون علي أرض صلبة ونزيهة وشريفة، وكل ذلك يقلل القلق والتوتر الضغوط ويحقق المزيد من الاستقرار والراحة النفسية. الالتزام الخلقي في بيئة العمل يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة، حيث يكون هناك التزام بالشرعية، وابتعاد عن المخالفات أو الجرائم، والتمسك بالقانون. الالتزام بأخلاقيات العمل يدعم عددًا من البرامج الأخري المهمة مثل برامج التنمية البشرية، وبرامج الجودة الشاملة، وبرامج التخطيط الاستراتيجي، وكل هذا يصب في اتجاه دعم المنظمة وتنميتها ونجاحها. الالتزام بمواثيق أخلاقية صارمة يدفع العاملين إلي اللجوء في تعاملاتهم إلي الجهات الملتزمة أخلاقيا، وبالتالي تنجح الممارسة الجيدة أو الصحيحة في طرد الممارسة السيئة من ساحة الأعمال. وجود ميثاق أخلاقي تلتزم به المهنة أو المنظمة يكون بمثابة دليل أو مرجع يسترشد به الجميع ليس فقط في تصرفاتهم، وإنما أيضًا عندما تنشأ الخلافات أو يثور الجدل حول ما هو السلوك الواجب اتباعه. وللحديث بقية عن أخلاقيات كل مسئول في المجال الرياضي.