تصاعدت حدة الخلافات بين الإسلاميين وبين مختلف التيارات السياسية خاصة بعد إعلان وثيقة المبادئ فوق الدستورية التي دعا إليها د.علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء وعدد من الأحزاب وفي هذه المواجهة حاولنا أن نتعرف علي وجهة النظر حيث عبر عبدالمنعم الشحات عن الجانب الإسلامي خصوصا السلفي بصفته المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية ومثل د.عمرو حمزاوي وجهة نظر التيار الليبرالي وفيما يلي نص المواجهة.. • سبب رفضكم للمبادئ الدستورية وإصراركم علي أن تعترف الحكومة رسميًا بأن مصر دولة إسلامية وليست ليبرالية أو مدنية؟ - مصر بالفعل دولة إسلامية منذ الفتح الإسلامي ولكن حاولت الأنظمة السابقة خاصة نظام مبارك طمس تلك الهوية وتحويلها تدريجيًا إلي دولة علمانية وذلك بالقول في البداية بأنها ليبرالية وهذا غير صحيح لأن الليبرالية معناها احترام آراء الأقلية وهو الأمر الذي لم يحدث حتي الآن، وبالنسبة لرفض المبادئ فوق الدستورية فإن الشعب سبق وأعلن عن رأيه في الاستفتاء فلماذا يكون التراجع عن رأي الشعب والخضوع لقوة ضغط أو جهة تريد مصالح معينة، وحتي تلك القوي التي أرادت الحكومة إرضاءها وهي الأحزاب الليبرالية والحركات الشبابية لم ترض لأن الوثيقة دعمت دور القوات المسلحة في إدارة البلاد وأعطتها سلطات مطلقة مما ينبئ أنها باقية في الحكم مدة طويلة. • قلتم في البداية أن عملكم دعوي فقط وأنكم لم ولن تتطرقوا إلي السياسة ثم قمتم بتكوين حزب النور؟ - حزب النور لا يعبر عن الدعوة السلفية ومن حق أي مواطن مصري تكوين حزب سياسي ونحن دعوة وحركة اجتماعية دينية غرضها التثقيف وتوعية الناس بأمور دينهم وتبصيرهم بالطريقة التي يعيشون بها دنياهم وعلاقة الدين الإسلامي بالدولة، علاقة لا ينبعي أن تُحمل أوزار علاقة أي دين آخر بالدولة، فالتشريعات القرآنية تتكلم عن تنظيم المجتمع، وتؤكد أن الإسلام دين ودولة وينظم المعاملات. • وماذا عن الانتخابات القادمة؟ - الانتخابات القادمة ستمر بأمان إن شاء الله لأن الجميع أصبح يدرك الآن أن الإسراع في إجراء الانتخابات وتشكيل البرلمان أصبح أمرًا ضروريًا من كانوا يرفضون أصبحوا يوافقون حتي يكون البرلمان القادم سلطة موازية للمجلس العسكري وبذلك يحدث توازن. • وماذا عن التحالف بين الجماعات الإسلامية والسلفيين لمواجهة التحالف الديمقراطي والدولة المدنية وهو الذي ظهر واضحًا في تحالف أحزاب النور والأصالة والجماعة الإسلامية؟ - لقد هاجم الليبراليون وأحزابهم القوي الإسلامية ووصفوها بالمتآمرة والسعي إلي السيطرة لذلك كونوا تحالفات لمواجهة القوي الإسلامية علي حد قولهم مما يعطي للقوي الإسلامية الحق في تكوين تحالفات تجمعهم فكريًا وسياسيًا، والمناسب حاليا للسلفيين مراعاة فقه وأدب الخلاف. • ما موقفكم كسلفيين من الكنيسة والمسيحيين؟ - ليس موقفا من الكنيسة لكن موقفنا من قياداتها، وهناك فرق كبير بين موقفنا من القيادات ومن «النصاري»، فموقفنا من قيادات الكنيسة هو موقف جمال أسعد ورفيق حبيب، فالكنيسة تعدت سلطتها الدينية، وصارت دولة داخل الدولة، أما الموقف من النصاري فلم يتغير، وننصحهم بعدم الانقياد وراء القيادات الكنسية التي تسعي لزعامة سياسية، فالمسيحيون عاشوا تحت مظلة الإسلام 15 قرنا، ولم يتعرض لهم أحد ولم يُظلموا. • في انتخابات الرئاسة هل تعطي صوتك لقبطي إذا توافرت فيه شروط الكفاءة أمام مرشح مسلم لا تتوافر فيه؟ - النظام العام للدولة يجب أن يقوم علي مبادئ الشريعة الإسلامية، بالتالي يكون علي غير المسلم أن يبتعد عن المهام التي تتطلب من القائم بها الاضطلاع بالشريعة الإسلامية، وتطبيقها، فالولايات العامة في الدولة الإسلامية تتطلب من صاحبها إدراكا للشريعة الإسلامية. • هل يعني هذا أنكم ترفضون ترشيح الأقباط والمرأة للرئاسة؟ - منصب رئيس الدولة محسوم وممنوع علي غير المسلم والمرأة، لكن يجب التفرقة بين حالة غير المسلم وحالة المرأة، وعدم الخلط بين الأمرين.