السؤال الذي يفاجئك ولا تجد له إجابة "يغيظ"! والسؤال الذي يوجه إليك، وتحاول أن تجد له إجابة، أيضاً شيء من الاجتهاد أو الفطنة مطلوب أن تتميز بها، فالسائل أيضًا لديه قدر من الذكاء والفطنة! وربما سؤاله، لكي يؤكد بإجابتك ما لديه من أفكار، أو البحث عن رأي عام حول السؤال وإجابته، ولعل في السفر كما كتبتُ أمس وأمس الأول، فؤائد عدة! فمن أهم ما تستفيد به خاصة لوكان لك من الأصدقاء المقيمين خارج الوطن لقاء أو عشاء، فالأسئلة كلها توجه إليك علي أنك "أبو العريف" ماذا يحدث في البلد؟ أي بلدنا! وعلي فين نحن ذاهبون؟ ولماذا كل هذا الغضب في الشارع المصري بعد أن حققنا حلمًا حسدنا عليه العالم أجمع؟ ماذا يريدون الإخوان المسلمون؟ بعد أن أتيح لهم من وسع الاشتراك في توجيه مستقبل الأمة؟ لماذا هذا الطمع من بعض القوي السياسية؟ أين شباب الثورة الذين قادوا طلائع النصر والتغيير؟ أين إدارة وحكومة البلاد الانتقالية هل مصر ستحترق؟ وكان هذا السؤال عقب النقل المباشر من "ماسبيرو" يوم الثلاثاء الأسود، في تاريخ ثورة 25 يناير. هكذا كانت الأسئلة، وأنا أحد القادمين من القاهرة، ومن المفترض أنني مهموم بالهم العام، ومشغول به، وربما مطلع علي بعض الحركات السياسية، بحكم انشغالي بالقضية الوطنية وأكتب فيها! هكذا يتصور البعض من أصدقائي المغتربين، بأن لدي بعض الإجابات علي بعض الأسئلة التي بدأت بها هذا المقال! وفي الحقيقة، أن كل الإجابات هي اجتهادات! وهذا ما أصريت عليه، حينما تبرع البعض لكي يجيب عن بعض الأسئلة، فلا يوجد لدينا سواء من يعيش في مصر أو من يراقب الحياة السياسية المصرية من بعيد (إجابات محددة) عن حالة العبث التي تعيش فيها بلادنا. حتي إنني أتحدي بأن تكون الحكومة القائمة برئاسة الدكتور (شرف)، لديها تصور عن إجابة واضحة لأي من الأسئلة المطروحة من المصريين، سواء في الخارج وهم الأكثر قلقاً علي البلد، حيث تنقل إليهم الأحداث مجسمة وخطيرة وكأن الحريق أمام "ماسبيرو"، هو حريق في القاهرة كلها، وإن كان ذلك يمكن حدوثه، فليس أخطر من أن ننشق كمصريين وننقسم إلي طوائف خاصة نتنازع (دينياً) وهذا مالم يحدث في تاريخ الأمة المصرية، بهذه القسوة التي شاهدناها علي شاشات التليفزيونات العالمية بل وخاصة المحلية (المصرية) للأسف الشديد! ولكن هناك استنتاجات، واستنباطات للأحداث ورؤية من خلال تجربة أو مشاهدة أو مقارنة أو معرفة عن قرب لبعض الشخصيات التي تلعب علي المسرح السياسي في مصر. ولعل ما يكتبه صديقي الدكتور "مصطفي الفقي" عن الرؤساء المرشحين أو المحتملين لرئاسة الجمهورية، هو شيء من (التسلية) أو ملء فراغ في عمود مهم يقدمه صديقي، حيث كل أو بعض ما أشار إليه عن بعض الشخصيات، هو خوف أو استبعاد لحقائق مرئية للجميع، خاف الدكتور "الفقي" من أن يخوض فيها، درءاً للمشاكل التي قد تصيبه حينما يتعرض لها كما نعلمها جميعاً، هكذا أصبحت سوق السياسية في مصر، عبثاً وسوق عكاظ، ولا يوجد أحد يعلم شيئاً، لا أحد يعرف إلي أين نحن ذاهبون، وكله علي الله، "وصباح الفل ياقمر منور وشمس جميلة وربنا يستر"، ويهدينا، ويصيب أشرارنا خيبة وضعفاً، ويجزي الأخيار فينا صفاء وقوة وإرادة وبصيرة، فنحن نحتاج لأهل البصيرة هذه الأيام.