أكد عبدالكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ل«روزاليوسف» أن الجيش يعمق الشرخ السوري بمشاركته قتل السوريين والانشقاقات بداخله تمهد الطريق لحركة مسلحة ستزيد من تعميق الأزمة، وشدد علي أن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبته بالحرية مهما كانت التضحيات واصفا مواقف جامعة الدول العربية بالعاجزة عن اتخاذ قرار موحد ضد الأسد وإلي نص الحوار. بداية ما تقييمك للأوضاع في سوريا؟ - بعد مرور 6 أشهر علي الثورة مازالت مستمرة بشكل سلمي والشعب مصر علي الحرية والوصول إليها في النهاية رغم محاولات النظام المستمرة لإجهاض هذه الثورة بشكل غير مسبوق وبجميع الوسائل القمعية التي لا يصدقها عقل. باعتبارك مسئولاً عن منظمة حقوقية ما عدد القتلي والجرحي والمصابين والمعتقلين في هذه الثورة حتي الآن. - لا توجد أرقام دقيقة وهذا أمر بالغ الصعوبة حيث يعاني أعضاء المنظمات الحقوقية من العديد من المخاطر وعملهم كثيرا ما يتم إجهاضه ولكن هناك حتي الآن حسب العديد من الإحصاءات الموثقة أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من 100 حالة وفاة تحت التعذيب وأكثر من 40 ألف معتقل و10 آلاف جريح منهم 40 حالة لأطفال قصر بالإضافة إلي سقوط ما يقارب الألف من رجال الأمن والشرطة نتيجة التصفية المستمرة للعناصر التي تحاول الانشقاق. وهل هناك أرقام دقيقة عن المفقودين؟ - عدد المفقودين كبير نتيجة تعدد فروع الأمن التي تقوم بالاعتقال والمفقود في سوريا يعد قتيلاً ولكن عددهم يتجاوز 3 آلاف مفقود. هناك بعض المنظمات الحقوقية قامت بزيارة سوريا وإدانة القمع ولكن ليس بشكل قوي كيف تفسر ذلك؟ - الأمر يرجع إلي تضليل هذه الجهات، فعلي سبيل المثال قامت بعثة حقوق الإنسان الدولية بزيارة دمشق وطلبت زيارة حي باب عمرو مركز الاحتجاجات الرئيسية في سوريا فقام الجيش السوري والحكومة بوضع لافتة علي أحد أحياء العلويين لإيهام البعثة بأن ذلك الحي هو باب عمرو ولكن سرعان ما أخبر الأهالي البعثة وكانت فضيحة كبيرة في سوريا. كيف تفسر ذلك؟ - أفسره بعمق الأزمة التي تواجه سوريا والنظام السوري القاتل وتهدد الوطنية السورية التي تجعل الدولة علي وشك الانهيار ما لم يستجيب النظام لمطالب الشعب وعلي رأسها إسقاطه. وكيف تقيم موقف الجيش السوري؟ - الجيش سبب رئيسي لتعميق الأزمة في سوريا ويحدث شرخاً في الدولة السورية. وهل تتوقع انقلاباً داخل صفوفه؟ - أمر متوقع ومازال هذا الاحتمال قوياً ويجب إخراجه من المعادلة لأن قوة الجيش تقوض مختلف الاحتجاجات علي الرغم من قوتها. والانشقاقات داخله؟ - الانشقاق يبدأ بفرار عدد من الرتب والجنود الصغيرة ويتصاعد بشكل مستمر وهذا يؤكد أن هناك حركة قوية داخل الجيش ترفض الحلول الأمنية وتريد إسقاط النظام. إلي أين ستصل هذه الحركة في تقديرك؟ - أعتقد أنها ستكون نواة لحركة مسلحة ستزيد من تعميق الأزمة وستجعل هناك صراعاً مسلحاً داخل الجيش. وكيف تري الموقف الإيراني؟ - إيران داعمة للنظام السوري بقوة وتزوده بجميع المعدات والمساعدات التي يقمع بها المظاهرات بالإضافة إلي حزب الله الذي يدعم النظام السوري بتوجيه من إيران. هل تتوقع تغيراً في الموقف الإيراني؟ - هناك بعض المؤشرات وكأن إيران تريد أن تحقق معادلة سياسية من نوع ما تجاه سوريا ولكن نريد موقفاً داعماً للثورة السورية. وما تقيمك لموقف الجامعة العربية؟ - جامعة الدول العربية عاجزة عن فعل شيء محدد وقوي وذلك لأنه لا يوجد موقف محدد لجميع الدول العربية بالإضافة إلي أنها تعصف بها المشاكل وهذا ما يجعلها غير قادرة علي اتخاذ قرار ويؤكد ذلك موقفها من الثورات المصرية واليمنية والتونسية والليبية ولا يجب التعويل علي موقف لصالح الثورة السورية من جانب جامعة الدول العربية. وما موقفك من المجلس الوطني السوري؟ - أرحب به وأؤيد أي مبادرة تسعي إلي جمع شمل المعارضة لإسقاط ذلك النظام القاتل. و ما ردك علي حديث البعض بإن الإخوان يشاركون بقوة داخلة؟ - أرحب بالجميع مادام الهدف النهائي هو إسقاط النظام السوري وأؤكد أن لا أحد يجرؤ علي ألا يسير علي عكس رغبة الشعب السوري في الداخل وهو إسقاط النظام. وكيف تقيم الموقفين الروسي والصيني؟ - أتعجب من موقف دولتين تدعمان نظاماً قاتلاً وسنضغط بقوة عليهما لتغيير موقفيهما لصالح الشعب السوري. وماذا تتوقع للثورة السورية؟ - لا رجوع عن الثورة حتي تتحقق أهدافها وتسقط النظام مهما كانت التضحيات لأنها الابن الشرعي للشعب السوري العظيم الذي يستحق الحرية والعيش في كرامة واحترام. وكيف ترد علي ما يروج للحرب الأهلية؟ - الشعب السوري نسيج متعدد الألوان والأطياف ولا توجد هناك حروب أهلية لأن الشعب السوري يدرك أهدافه ويعلم أن الحرية ثمنها غالِ وبالتالي لن يفرط فيها من أجل مشاكل طائفية. وماذا تقول لمصر والشعب المصري والعلاقات معه بعد نجاح الثورة؟ - الشعب المصري متعاطف مع الثورة ويرحب بالمعارضة وستكون علاقاته مع سوريا الجديدة علي أكمل وجه وتصلح ما أفسد الأسد وعصابته. وكيف تري سوريا بعد الأسد؟ - دولة ديمقراطية مدنية تنعم بالحرية والعلاقات المتزنة مع دول الجوار.