مع استمرار قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للسوريين المطالبين برحيله، تصاعدت حدة حرب دبلوماسية جديدة بين واشنطنودمشق أثر قذف جماعة من الشبيحة الموالين للنظام للسفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد بالبيض والحجارة الخميس الماضي. وطالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دمشق "اتخاذ جميع الخطوات الممكنة" لحماية الدبلوماسيين الامريكيين في اعقاب شروع انصار الرئيس بشار الاسد في التعدي علي السفير الأمريكي.. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان السفير السوري لدي الاممالمتحدةوواشنطن عماد مصطفي استدعي إلي مقر وزارة الخارجية حيث تلقي "توبيخا" علي خلفية تعرض موكب السفير فورد في دمشق للاعتداء من قبل مؤيدين للنظام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند انه "تم تذكير السفير السوري بان السفير فورد هو الممثل الشخصي للرئيس" باراك اوباما وان "اي اعتداء علي فورد هو اعتداء علي الولاياتالمتحدة. علي صعيد جهود المعارضة، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان لها وزعته علي وكالات الانباء انه "تم الاتفاق علي تشكيل المجلس الوطني علي أساس المشاركة المتساوية... وسيعلن عن التشكيل النهائي في بيان رسمي يصدر خلال اليومين القادمين". وأوضح البيان ان هذا الاتفاق تم التوصل إليه "بعد اجتماعات دامت يومين شاركت فيها قوي اعلان دمشق وجماعة الاخوان المسلمين والهيئة الادارية المؤقتة للمجلس الوطني السوري وعدد من القوي والأحزاب الكردية والمنظمة الآشورية والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الاعلي للثورة السورية والدكتور برهان غليون. ومن جانبه، اعتبر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن حمل مجموعات صغيرة من الشباب السوري السلاح يدخل في اطار الدفاع عن النفس، وحذر من أن تصبح سوريا ملاذا للمتطرفين ما يشعل المنطقة بأسرها اذا لم تسارع الدول المترددة إلي إطفاء الحريق السوري. ومن جهة أخري، انتقد خدام بشدة المعارضة السورية التي تعمل وعينها علي السلطة لا علي البلد، معتبرا أن ذلك ليس في مصلحة سوريا. يأتي هذا الاعلان مع تزايد اعداد القتلي برصاص قوات الامن السورية إذ قتل 19 شخصا في وسط سوريا بينهم 11 في اشتباك بين الامن السوري ومنشقين من الجيش، فيما بدأت نحو 250 آلية مدرعة اقتحام مدينة الرستن في محافظة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس "استشهد اليوم في قرية كفرزيتا بريف حماة 11 مواطنا خلال اشتباكات بين الجيش والامن السوري من جهة وعناصر منشقة عن الجيش من جهة أخري. ونقل المرصد عن ناشط من المنطقة أن "من بين الشهداء خمسة مواطنين مدنيين وستة من الجيش والامن بالاضافة الي عدد من الجرحي". وافاد ناشط حقوقي انه تم الجمعة اعتقال الناشطة السورية مروة الغميان فيما كانت تستعد لمغادرة سوريا. في هذا الوقت، اسقطت البلدان الاوروبية اثناء اجتماع مجلس الامن الجمعة الماضية كلمة "عقوبات" من مسودة قرار لمجلس الامن حول سوريا مع استمرار لعبة شد الحبال بسبب المعارضة الروسية لاي ذكر للعقوبات ضد دمشق. ودعت فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال في المسودة الجديدة الي ما اسمته "اجراءات هادفة" بدلا من عقوبات للابقاء علي التهديد بالتحرك ضد الرئيس السوري بشار الاسد لقمعه الدامي للمعارضة الشعبية. وكانت روسيا والصين قد هددتا باستخدام الفيتو ضد اي قرار يدعو لاجراءات عقابية ضد الحكومة السورية، وتقدمت روسيا بدلا من ذلك بمسودة قرار لا تشمل التهديد باتخاذ فعل.