أكدت بهية مارديني الناشطة الحقوقية السورية ومؤسسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير ل«روزاليوسف» أن نظام الاسد يدفع سوريا إلي الفوضي بإصلاحات وهمية ليس لها علاقة بالواقع كاشفة عن وجود أكثر من 32 ألف شخص جرحي وقيد الاعتقال داخل سوريا ولاتعرف المنظمات الحقوقية عنهم شيئا وأوضحت أن وزير الدفاع السابق علي حبيب الذي أعلن عن مقتله في اليوم التالي لاقالته قيد الاقامة الجبرية في دمشق وأن اقصاء النظام لن يتم إلا بعزله دوليا وتنظيم عصيان مدني حتي يتم سقوط النظام واصفة المبادرة العربية بالهشة وتعطي الضوء الأخضر لبشار الاسد وعصابته لقتل الشعب السوري وإلي نص الحوار: • بداية إلي أين تتجه الأمور في سوريا بعد 6 شهور من القتل؟ الأمور تتجه في سوريا إلي التعقيد وجميع السيناريوهات مفتوحة واستمرار القتل سيدفع البلاد إلي الفوضي بعد الاصلاحات الوهمية التي يدعي النظام أنه يطبقها في الوقت الذي تستمر فيه عمليات القتل. • من يقتل في سوريا؟ هناك تعتيم إعلامي واضح في هذه المسألة وجميع الارقام اجتهادية فسوريا الآن اصبحت بلدا مغلقا ولذلك فالرؤية غير واضحة ولكن هناك العديد من الشهادات التي تؤكد قتل الاطفال والنساء والشباب وأن هناك عمليات قتل منظمة وتعذيب منهجي للمعارضين والثوار. • هل هناك أرقام حقيقية ومؤكدة؟ المعلومات والارقام كبيرة ولكنها غير مكتملة فهناك أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من 70 ألف معتقل بدون أي سند قانوني ويوميا نكتشف حالات جديدة في التعذيب وعمليات القتل علي أيدي أفرع المخابرات ولك أن تتخيل أن نهر العامي أصبح مقبرة وعمليات سرقات ممنهجة من قبل الشبيحة بالاضافة الي أن هناك 32 ألف شخص رهن الاعتقال ومئات الآلاف يخشون الخروج إلي الشوارع خوفا من الاعتقال. • ما طبيعة الممارسات التي رصدت من قبل المنظمات الحقوقية؟ الممارسات متعددة وعلي رأسها اعتقال صحفيين عقب صدور مرسوم الاعلام وهما عامر عبدالسلام وهو محرر اقتصادي وعامر مطر صحفي بجريدة الحياة، وقد رصدنا العديد من القتلي والجثث بدون أعضاء تم سرقتها وهناك عمليات اغتصاب رصدت لسوريات قبل اللجوء إلي المخيمات في تركيا. • هل هذه الحالات موثقة؟ نعم 7 حالات اغتصاب قام بها الشبيحة لسوريات لجأن إلي تركيا وتم علاجها وتوثيقها من قبل المنظمات الحقوقية. • لماذا يقوم الجيش بهذه العمليات البشعة في القتل؟ الجيش العربي السوري ليس جميع أعضائه موالين للنظام فهناك جزء منه في اجازات وجزء في الجيش بدون سلاح وجزء منشق والذين يقتلون كما هو معروف الفرقة الرابعة التابعة لماهر الاسد وغالبيتهم علويون. • بهذا التقسيم هل تتوقعين حدوث انشقاق؟ الجميع يتيقن من ذلك ولكن الانقلاب داخل الجيش غير واضح في الافق الاسد عندما يشعر بأي بادرة انشقاق أو تمرد يقوم علي الفور باعتقال القيادة العسكرية أو تحديد إقامته كما حدث مع علي حبيب وزير الدفاع السابق الذي وضعه تحت الاقامة الجبرية، وهناك محاولات قامت بها قوي من المعارضة لدفع بعض القيادات للانقلاب ولكنها فشلت بسبب عدم استجابة العديد منهم. • ما الحل لإيقاف القتل في سوريا؟ لايوجد حل سوي التدخل الدولي عبر مجلس الامن وحلف الناتو وإلا سوف تتجه الامور إلي مالا يحسب عقباها. • هل يؤدي ذلك إلي حرب أهلية أو ظهور ميليشيات مسلحة؟ أكثر ما يخشاه أي وطني سوري هو ظهور ميليشيات مسلحة وأخشي أن تتشكل ميليشيات في العسكريين الذين انشقوا أو يحدث تسليح لبعض العناصر وهذا أمر خطير ومقلق ويدفع إليه النظام بقوة. • كيف يتم تجنب هذه الامور؟ من خلال عقوبات كبيرة وتطبيقها فورا وزيادة عدد المظاهرات والدعوة الي عصيان مدني شامل وبذلك يسقط النظام. • ما الوضع الاقتصادي الآن في سوريا؟ منهار تقريبا والشعب قرر أن ينهي علاقته الاقتصادية مع هذا النظام القمعي. • ما تقييمك للمبادرة العربية؟ هشة وتعطي لبشار الاسد الضوء الاخضر لقتل شعبه وأتعجب من موقف نبيل العربي الذي من المفترض أنه ابن الثورة المصرية ونراه يتعامل مع بشار الاسد كزعيم وقائد شعبي. • ماذا عن الموقفين الايراني والروسي؟ الموقفان الايراني والسوري ينطلقان من أرضية واحدة وهي المصالح وخدمة الطائفة الشيعية والروس متمسكون بقواعدهم العسكرية في سوريا ولكن من المتوقع أن تتغير هذه المواقف بعد أن يفقدوا الثقة في بشار وبالتالي تبحث هذه الدول عن سيناريوهات بديلة. • والموقف التركي؟ غير مفهوم وهو ذو حدين ولسانين وسيفين فتارة ينظم مؤتمرات للمعارضة وفي الوقت ذاته يقوم بتسليم حسين هرموش الي السلطات السورية مقابل صفقة لمطلوبين في حزب العمال الكردستاني بالاضافة الي اعتقال 2 من اللاجئين السوريين في المخيمات التركية وهذا أمر خطير كأن الاتراك يطعنون الثورة في الظهر. • هناك من يروج إلي أنه حال سقوط النظام ستعم الفوضي بالمنطقة. غير صحيح فعند سقوط النظام سوف تستقر المنطقة ولكن الخوف الدولي هو علي إسرائيل وليس المنطقة والنظام حام لاسرائيل منذ أكثر من 40 عاما. • ما رأيك في الموقف المصري؟ الشعب المصري متعاطف مع الثورة السورية والمجلس العسكري سمح لنا بالعمل بحرية وتفهم وجود المعارضة في مصر ونطالب المصريين مساعدتنا في المظاهرات لاظهار بشاعة ما يحدث في سوريا. • كيف ترين سوريا بعد الأسد؟ ثمن الحرية يجب أن يدفعه السوريون من أجل سوريا ولن يتنازل الشعب عن حقه في الحياة وحرائر سوريا لن تقبل بأن يتحولن في بلادهن إلي خادمات لانهن أصحاب الوطن وليس الأسد وعائلته.