صعدت رواية «الموت عمل شاق» للكاتب السورى خالد خليفة، للقائمة الطويلة لجائزة «الكتاب الوطنى الأمريكي» لعام 2019، والمخصصة للأدب المترجم. ونشرت صحيفة «نيوريورك تايمز» الأمريكية مؤخرا تقريرا مطولا عن أهمية الرواية، التى قام بترجمتها للغة الإنجليزية ليرى برايس، خاصة وأنها تتناول مسأساة الشعب السورى فى المهجر، ورحلة الرجوع الى أرض الوطن إبان الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام. وتعرض القصة مأساة رحلة يقوم بها 3 أبناء يضطرون لمرافقة جثمان والدهم ليدفن فى قريته بعد أن عاش الأيام الأولى للأحداث التى شهدتها سوريا، وخلال الرحلة يكتشفون أنهم لم يكونوا أشقاء ويجهلون ما يجمعهم. وقالت الصحيفة الأمريكية، أن خالد خليفة يتناول معاناة الشعب السورى، واعتمد فى طريقة سرده للأحداث على نفس أسلوب أدب الكاتب الأمريكى الشهير ويليام فوكنر، حيث عرض خليفة الصراع المجتمعى ومعاناة الشعوب المهاجرة من خلال لوحة فنية فنية يتصارع فيها عنف الحروب وأحلام الشعوب، من خلال وصف المستنقعات والمزارع والطرق ذات الطين الأحمر فى البلدات السورية، والتى تتشابه الى حد كبير وصف فوكنر لمقاطعة يوكناباتوفا بولاية مسيسيبى والتى كانت البطل فى العديد من أعمال الروائى الأمريكى الشهير. ووفق تقرير «نيويرك تايمز» فان العديد من النقاد الأمريكيين قد أطلقوا على الكاتب السورى اسم خليفة فوكنر، لما اتبعه فى أسلوب كتاباته من أسلوب سردى براق يشبه الى حد كبير أسلوب فوكنر فى وصف الأشخاص والأماكن التى تعكس الى حد كبير وصف المعاناة التى تدور داخل كل شخصية. وتعتبر رواية «الموت عمل شاق» العمل الخامس للروائى خالد خليفة، الحاصل جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن روايته «لا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة»، التى نافست على البوكر العربية 2014. وقد تم ترجمة روايات خليفة للعديد من اللغات منها الفرنسية, الإيطالية, الألمانية, النروجية, الإنجليزية والإسبانية، وذلك بعد الشهرة الواسعة التى نالها خليفة بعد صعود روايته «مديح الكراهية» للقائمة القصيرة فى الجائزة العالمية للرواية العربية بدورتها الأولى عام 2008. وولد خالد خليفة عام 1964، ودرس بجامعة حلب وحصل على ليسانس فى القانون عام 1988، وهو روائى وكاتب سيناريو وشاعر حقق نجاحا كبيرا، وهو عضو فى المنتدى الأدبى بجامعة حلب، أيضا كتب دراما تليفزيونية منها مسلسلى «قوس قزح» و»سيرة آل الجلالي» وبعض الأفلام الوثائقية والقصيرة والروائية الطويلة، مثل «باب المقام». وقد أسس الروائى السورى مع أصدقائه فى جامعة حلب مجلة «ألف»، وأول رواية يصدرها كانت «حارس الخديعة» عام 1993، والثانية «دفاتر القرباط» 2000 وبسببها جمد اتحاد الكتاب العرب عضويته لمدة 4 سنوات، وصدرت له مؤخرا رواية «لم يصل عليهم أحد». وتعتبر جائزة «الكتاب الوطنى» الأمريكية من أهم لجوائز العالمية، ويتم منحها من قبل المؤسسة الوطنية الأمريكية للكتاب، وهى مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تأسست لرفع التقدير الثقافى للكتابة المتميزة وترويجها فى أمريكا، والمؤسسة هى الراعى لجوائز national book awards.