الرئيس السيسي: مصر ستكون من أوائل الدول في معالجة المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا    وزير الإسكان ومحافظ الأقصر يتابعان سير العمل بمختلف القطاعات بمدينة طيبة الجديدة    استعدادات إسرائيلية لعملية برية في لبنان ومحاولات أمريكية لمنعها    سلامي: اغتيال نصر الله سيحدث تحولا تاريخيا في العالم الإسلامي    كيف أدّت "مصافحة باليد" إلى مقتل نصر الله؟    حقيقة غضب إدارة الأهلي من كولر لسفره بعد الهزيمة من الزمالك.. مصدر يوضح    5 مصابين في تصادم عدة سيارات ب"بصحراوي الإسكندرية"    بلاغان للنائب العام ضد "كروان مشاكل" بتهمة الإساءة والشائعات    الجمهور يحتشد حول زينة أثناء تصويرها فيلم بنات الباشا في طنطا.. (صور وفيديو)    هل يجوز أن أترك عملي لأتابع مباراة أحبها؟.. رد صادم من أمين الفتوى لعشاق كرة القدم (فيديو)    وكيل «تضامن الشيوخ»: يجب وضع فلسفة لتحويل برامج الدعم ومستهدفاتها لنقدي    كاف يكشف عن خطأ حكم الفار في لقاء الأهلي والزمالك بالسوبر الأفريقي    سليمان يحتفل بثاني ألقابه في السوبر الأفريقي مع الزمالك    فضيتان وبرونزية لمنتخب ناشئي الجولف بالبطولة العربية    انطلاق صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بندوة «التعليم إلى أين؟»    السيسي: مصر من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا    إصابة طفل سقط من الطابق الثالث بمنطقة البدرشين    محافظ الإسكندرية يوجّه بإزالة الإشغالات وتعديات المقاهى على الطريق العام    لأول مرة في السوق المصرية.. «هواوي» توقع شراكة مع «طلعت مصطفى» لتقديم خدمات التكنولوجيا السحابية للمدن الذكية    عقب نجاح حفل دبي.. أنغام تواصل سيطرتها في الخليج وتستعد لحفل عالمي بالمتحف الكبير    ضمن مبادرة «بداية».. الثقافة تفتتح مؤتمر «مستقبل تأهيل ذوي الإعاقة» بالقاهرة    جامعة سوهاج توافق على لائحة «نظم المعلومات المكتبية والإعلام الرقمي» بكلية الآداب    النصر ضد الريان.. تريزيجيه: هدفنا تحقيق الفوز.. واللعب تحت الضغط ممتع    نائب محافظ دمياط تبحث عملية تطهير خزانات المياه بمبانى الجهات الحكومية    وزير الثقافة يتفقد معرض نقابة الصحفيين للكتاب ويفتتح حفل توقيع ديوان جمال بخيت    مستشار البنك الدولي السابق: الدعم العيني هو الأفضل لمصر بشرط    100 ألف.. فيلم "عنب" يتراجع في تحقيق الإيرادات    رئيس مياه الشرب بسوهاج يتفقد محطة غرب للتأكد من صيانتها    وصول طائرة مساعدات أردنية إلى لبنان    1640 شهيدا و8408 مصابين جراء عدوان إسرائيل على لبنان منذ أكتوبر الماضي    رشوان: الرئيس يجدد مطالبته للحوار الوطني بإيلاء الأولوية لقضايا الأمن القومي    أجواء معتدلة على مطروح والساحل الشمالي والحرارة 30° والرطوبة 50٪.. فيديو    مفاجأة حول المتسبب في واقعة سحر مؤمن زكريا.. عالم أزهري يوضح    إبراهيم رضا: الزوج الذي لا يعول أولاده خان علاقته بالله.. فيديو    رمضان عبد المعز: الله سبحانه وتعالى يكره هذه التصرفات من عباده    إخماد حريق محدود في محطة وقود سيارات بالشرقية    وزير المالية لممثلي المجتمع التجاري والصناعي: نمد إليكم «يد الثقة والشراكة والمساندة» بحلول عملية توفر حلولا متكاملة للتحديات الضريبية    طبيب قلب: تجنب التدخين والوزن المناسب والرياضة حلول تمنع تصلب الشرايين    حملة مكبرة لإزالة أماكن النباشين بمدينة الإسماعيلية    ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب الشباب.. ويتفق مع اتحاد الكرة على تفاصيل المرحلة المقبلة    دون جراحة، مستشفى ملوي تنجح في علاج حالة سرطانية نادرة (تفاصيل)    وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان    «كوت أوفسايد»: الموسم الحالي قد يكون الأخير ل محمد صلاح في ليفربول    بينها رفعت عيني للسما.. 12 فيلما تشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة السابعة لمهرجان الجونة    مدير إدارة حدائق أكتوبر التعليمية تتفقد انتظام سير الدراسة بعدد من المدارس    ضبط مواد غذائية مجهولة المصدر بحملة تموينية فى العاشر من رمضان    الأمانة العامة بالنواب تخطر الأعضاء بجدول الجلسات البرلمانية    رئيس حزب الاتحاد: الشرق الأوسط ينزلق إلى حرب شاملة    ماء الليمون الأبرز.. 6 مشروبات صباحية لتقليل الإمساك وتحسين الهضم    مناقشة فرص زيادة الصادرات المصرية إلى فنلندا بالندوة الثالثة لمبادرة «ابدأ»    احذر.. حبس وغرامة مليون جنيه عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص    متفوقة علميًا وطيبة السمعة، الإدارية العليا تلغي استبعاد فتاة من وظيفة قضائية    هل اقترب موعد العمل العسكري؟.. تصريح قوي من وزير الخارجية بشأن سد النهضة    الرئيس السيسي: ندير أمورنا بشكل يحفظ أمن واستقرار بلادنا والمنطقة    بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص أمام مدخل الجبلاو بقنا    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    الصحة تنظم برنامجا تأهيليا لأطباء الصدرية بالتعاون مع الجمعية المصرية للشعب الهوائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة الشاشة فاتن حمامة: صناعة السينما انهارت ووزارة الثقافة تدعم «الأفلام الهابطة»


قبل أن تقرأ..
لم تجد «روزاليوسف» من هدية تناسب ولاء قرائها لهذه المطبوعة، سوي نشر سلسلة من اللقاءات والحوارات النادرة التي لم تنشر من قبل مع كبار المفكرين والكتاب والأدباء والفنانين، أجراها الكاتب والإعلامي الكويتي الكبير الدكتور نجم عبدالكريم في فترات مختلفة علي مدي أربعة عقود.
في الحلقة الخامسة تتحدث سيدة الشاشة فاتن حمامة كما لم تتحدث من قبل..
أستاذة فاتن: مادمت تتحدثين عن الآتي فلو قلنا إن حال السينما العربية وصل الي مرحلة الضمور والذبول.. فماذا تقولين؟
طبعاً السينما التي أحببتها طوال حياتي، والتي أعتبرها أداة اتصال أقوي من أي أداة أخري، ولها من التأثير ما يفوق كل وسائل التعبير.. خاصةً عندما تعالج قضايا الإنسان وحالات التشوه التي لحقت بهذا الإنسان، والعكس أيضاً بالنسبة لحالات السعادة التي تفيض بها المشاعر الإنسانية.. وأكثر من كل هذا وذاك.. فقد اضطلعت السينما بالدور العلمي المؤثر في تطوير المسيرة البشرية.. لهذا فأنا أحب السينما.
يبدو لي أن الأستاذة فاتن تكره أفلام العنف كما صرحت أكثر من مرة؟..
- أنا بطبيعتي إنسانة مسالمة، وسبب كرهي للعنف ينسجم مع طبيعتي.. ولكن اذا كان هذا العنف سيؤدي بالمشاهد إلي ازدياد الجريمة، ويظهر الفارق الشاسع بين صراع الخير والشر.. هنا تصبح له وظيفة لابد منها في العمل الفني.. أما إذا كان العنف للعنف ، فهذا ما لا أطيق مشاهدته.
هل هذا الموقف ينبع من تجربة ذاتية أو أنك شاركت في بعض الأفلام ذات الطابع العنيف ، ثم قررت الابتعاد عنها؟
- أبداً، أنا لم أشارك في أفلام عنف، فأنا أكره العنف منذ صغري، كما أنني لا أحب أن أشاهد العنف في السينما، فكيف بالله عليك أشترك في فيلم فيه عنف!
أستاذة فاتن: الملاحظ أنك في أعمالك الفنية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، قد استحوذ علي اهتمامك الجانب الاجتماعي والمرتبط بقضية المرأة علي وجه التحديد؟
- أبداً.. أنا لم أتخصص بنوعية معينة من الأفلام، خذ دعاء الكروان، والحرام مثلاً.. تدور أحداثهما بين الفلاحين.. لكنهما يتناولان قضية الانسان في كل مكان.. هناك في أمريكا اللاتينية أو في أي قرية عراقية، وربما تحدث مثلها في مدينة مغربية.. وهكذا تجد أن التنوع يغلب علي أعمالي.
إذن لماذا نجد أن السينما العربية قد اتجهت في الوقت الحاضر إلي انتاج أفلام لا تحتوي علي المضامين التي تتحدثين عنها؟
- والله أنا حينما أتكلم عن السينما العربية، إنما أتكلم عن القليل النادر، ولا أحفل بتلك الأفلام التي تقصد المكسب والمكسب فقط بأي وسيلة.
إنما أنا أتحدث عن ذلك الواحد بالمئة من الأفلام التي لا بأس بها.
واحد بالمئة فقط؟
- فقط!! وأعتبر أن ذلك نسبة لا بأس بها.
هذا يعني أن صناعة السينما العربية قد انحدرت الي أدني مستوياتها.. علي لسان سيدة الشاشة العربية؟
- للأسف.. نعم.. والبعض يتهمني عندما أتكلم عن هذه النوعية من الأفلام الهابطة.. بأنني ضد الكوميديا، فأرد علي هؤلاء بالقول: إن الكوميديا تستطيع أن تقول أشياء كثيرة.. وأمامنا أمثلة أفلام تشارلي شابلن فأنا لست ضدّ أفلام الكوميديا، إنما أنا ضدّ تلك الأعمال التي تدغدغ غرائز الجمهور بتقديم أعمال رخيصة وبأي ثمن.
أستاذة فاتن: علي من تقع مسئولية رواج مثل هذه الأفلام؟ هل يتحمل مسئوليتها الجمهور؟ أم بعض السينمائيين؟
- أنا لا أريد أن أُحمل السينمائيين المسئولية.. لأنه في النهاية تبدو أن المسألة.. مسألة عرض وطلب.. والكثير من المنتجين ليسوا علي استعداد للخسارة.. وإنما أنا أرجع المسئولية إلي وزارة الثقافة.. نعم وزارة الثقافة.. مع أنني أشد ما أكره كلمة (امنع) أو (اشطب) أو(قصّ).. فأنا أكره كل ذلك، ولكنني أفرض ضريبة علي مثل هذه الأفلام لأدعم بها الأفلام ذات الطابع الفني الرفيع.
للأسف.. هذه الأفلام الرديئة أصبحت تجد دعماً لأنها تأتي بالمال، في حين أن الأفلام التي يفترض أن تقدمها مصر كعاصمة للفن في العالم العربي أخذت تتراجع..
أكرر مرة أخري: المفروض علي وزارة الثقافة أن توقف كل الدعم الذي تقدمه لهذه النوعية من الأفلام، بمعني أن إيقاف الضريبة علي الملاهي والذي يرجع ريعه إلي جيوب المنتجين ممن تخصصوا بالأفلام الهابطة يجب ألا يسري عليهم، بل تفرض عليهم ضريبة أكثر.. بينما تشجع الأفلام الجيدة.. وكذلك العمل علي بناء دور عرض جديدة، وتجديد دور العرض القديمة.. كل هذا وغيره من الممكن أن تطلع به وزارة الثقافة، والذي يجب أن تفرضه كضريبة علي تُجار السينما.
ألا ترين أن الجمهور يساهم إلي حد ما بسبب إقباله علي هذا النوع من الأفلام الهابطة؟
- والله نحاول أن نقدم له انتاجاً أفضل من السائد الآن، وسوف يأتي مرة ثانية وثالثة عندما يلاقي أمامه نوعية مختلفة عما عودناه عليه.
وهل تري الاستاذة فاتن : أن مشاهدة الفيديو تختلف عنها في دار السينما؟!
- بالطبع.. الشاشة الكبيرة تمنح المشاهد بانورامية أكبر من شاشة التليفزيون.. هذا من الناحية الفنية.. أما من الناحية الاجتماعية، فإن الذهاب إلي السينما عبارة عن فسحة للعائلة.. يعني بدلاً من أن تجلس أمام التليفزيون فإنك تنهض وتخرج بعائلتك.. وما يصحب هذه الرحلة من تغيير في الزمان والمكان، وكل هذا له تأثير. فأنا عندما أطالب بإنشاء دور جديدة للعرض، بسبب أن الواحد منا لم يعد يجرؤ بمجرد التفكير في الذهاب إلي دور العرض الحالية.. فالألفاظ النابية والتي تصل إلي درجة السوقية أحياناً، وهذا يسيء إلي سمعة المجتمع العربي بالقياس لغيره من المجتمعات الذين يجلسون لمشاهدة الأفلام في دور العرض، وكأن علي رءوسهم الطير كما يقولون في الأمثال.. هذا الي جانب الكراسي المحطمة، والشاشة المظلمة، والاضاءة السيئة، والصوت الرديء جداً.. وكل هذه عوامل تساهم في فشل أي فيلم من الأفلام مهما حرصنا علي إتقانه وعلي نجاحه.. ولهذا فأنا مصرة علي أن تكون هناك دور عرض سينمائية علي مستوي حضاري في مصر وفي البلدان العربية.
أستاذة فاتن: منذ كم سنة لم تدخلي الي دار عرض سينما عامة؟
- والله أخجل أن أقول لك: منذ أكثر من عشر سنوات.
إذن أين تتابعين الحركة السينمائية، وكيف تشاهدين الأفلام العربية؟
- هناك بعض الزملاء والمنتجين يكرمونني بعرض أفلامهم في صالات خاصة في الاستوديوهات وهناك ما يصل بين يدي من الفيديو.
معني هذا أنك لا تتابعين مشاهدة معظم الأفلام التي ظهرت مؤخراً؟
- لا.. لا.. لا.. هناك أفلام رفضت أن أراها أو أشاهدها لسبب واضح، وهو أنني لست مستعدة أن أجامل علي حساب سمعة السينما العربية.
كيف تتابعين الجيد من الأفلام؟
- والله ظهرت أعداد كبيرة من المخرجين، وأحببت أن أتعرف عليهم من خلال أعمالهم، لأني أحب أن أعرف كيف يفكرون، وقد تسمح الفرص للعمل معهم.. وكان البعض منهم لطفاء، وعرضوا علي أفلامهم ومنهم من غضب مني لأنني قلت له الحقيقة.
هل تعتقدين أن الجيل الجديد من السينمائيين لديه حساسية من النقد؟
- النقد الذي لا يضع البديل، ليس نقداً.. والذي ينقد دون أن يقول: لماذا؟.. أيضاً يتجاوز حدود الأعراف النقدية.. فأنا عندما أنتقد، لا أنقد لمجرد النقد، وإنما لأنني تشعبت عبر ممارستي بمقاييس ومفاهيم وأعراف فنية.
هل كان جيلك لديه حساسية من النقد؟
- أولاً: يجب أن تعلم أن النقاد في وقتنا كانوا من السياسيين ومن الكتّاب، وأسماؤهم تعد من أعمدة أساطين الثقافة في مصر.. ولهم مؤلفات في كل مناحي الحياة ومنها الفن، مما كان يعطي الأعمال الفنية نوعاً من الحيوية والجدية بسبب النقد والتحليل.
ألا تعتقدين أن الاهتمام بالسينما قد أصبح الآن أقل اذا ما قورن بأيامكم؟
- أيامكم!!.. ماذا تعني بأيامكم؟!.. فأنا مازلت أعيش أيامي معكم فأيامي هي أيامكم أيضاً.. ولكن مع ذلك.. قطعاً التليفزيون قد أخذ الشيء الكثير من الاهتمام بصناعة السينما.. وهذه الظاهرة ليست عندنا فقط، وإنما في العالم كله.. وإني كثيراً ما كنت أتساءل: لماذا لا أعطي التليفزيون مثلما كنت أعطي السينما؟ وبما أن وسائل الاعلام قد تطورت، وبما أن الناس ستشاهدني علي التليفزيون بشكل أوسع، فلماذا لا أتعامل مع هذا التطور الجديد؟
ومثلما كنا نعطي فناً من الوزن الثقيل فنياً في السينما، نستطيع أيضاً أن ننتج أعمالاً تليفزيونية بالمستوي نفسه.. ولهذا وجدت نفسي أجيب عن السؤال بأن أقدمت علي بعض الأعمال التليفزيونية.
وكيف كانت التجربة التليفزيونية؟
- والله في السينما كان الفنان يتهيب عندما يدخل في كل تجربة جديدة، وكان الفنان يعيش في حالة اضطراب ويتساءل: هل سيستقبل الناس عمله بالترحاب؟! هل.. وهل.. وهل؟
كيف؟
- يعني ممكن أكون أنا محظوظة جداً اذ بدأت العمل التليفزيوني باقتباس من أعمال مسرحية كنت علي ثقة من نجاحها.. لأنني قد تعايشت معها بكل احساسي.
وماذا كانت النتيجة؟.. وهل ستستمرين بالإنتاج التليفزيوني؟
- النتيجة أن السينمائيين قد هاجموني وغضبوا مني جداً، والبعض منهم اعتبرني أقف مع التليفزيون علي حساب السينما ولم أرد علي ذلك لأنني كنت في لندن وشاهدت مسرحيات كثيرة في التليفزيون كان يقوم بأدائها كبار الممثلين السينمائيين هناك.. وهذا الذي شجعني وجعلني أؤمن أن التليفزيون يستطيع أن يقول أشياء كثيرة قد تعجز السينما من القدرة علي قولها.
هل وجدت اختلافا في الكلمة التي تقال في التليفزيون أو المشهد المعدّ تليفزيونياً عنه في السينما؟
- بالطبع.. التمثيل التليفزيوني أو المسرحية التليفزيونية تجمع بين المسرح والسينما معاً، يعني علي الممثل أن يضع في اعتباره أن الكاميرا تقترب منه جداً وتلتقط لوجهه أدق التفاصيل، فتكون لديه القدرة علي التعبير المتواصل بدون توقف أو قطع.. كما في المسرح ، يستطيع الممثل أن يمتد بالمشهد أو المسرحية في حالة انفعال متصل بالحدث الذي يؤديه.
أستاذة فاتن: قلت أنك اخترتي التجربة التليفزيونية بسبب انفعالك بالمسرحيات التي قُدمت إليك متلفزة، فهل معني ذلك أن الاستاذة فاتن حمامة قد حنّت لأيام المعهد العالي للفنون المسرحية الذي أتمت فيه دراستها؟
- لم أتمم فيه دراستي ، وإنما قضيت فيه سنتين ولم أتخرج فيه.
أليس غريباً أنك لم تعملي بالمسرح نهائياً؟
- إطلاقاً !
لماذا ؟
- يمكن بسبب الخوف ، أنا أخاف عندما أقف علي خشبة المسرح..
قد يكون خوف أيام الدخول والانسجام في الدور فقط كما يحدث لك في السينما؟
- لا.. أنا ما زلت أخاف أمام الكاميرا أول أيام التصوير فقط، أما في المسرح فأعتقد أن هذا سيسبب لي إزعاجاً ما بعده إزعاج.. يمكن لا أستطيع النوم لمدة شهرين لو كنت أعرف أنني سأظهر علي خشبة المسرح وأمام الجماهير.
يعني المواجهة مع الجماهير؟..
- مقاطعة: أنا لا أستطيع مواجهة الجماهير ولا أقدر علي ذلك.
أعرف أن لك تجربة وقفتِ فيها علي المسرح، وقد صفق لك الجمهور طويلاً، في تجربة الاحتفال بذكري أمير الشعراء أحمد شوقي؟
- لا.. لا، هذه تجربة لها خصوصيتها، إذ كان المسرح ضيقا جداً.. كان عدد المتفرجين محدوداً، ومعظمهم من الأدباء والشعراء ورجال الفكر والسياسة.
لقد أثارت تلك التجربة جدلاً حول قدرة فاتن حمامة علي إلقاء الشعر..
- الحمد لله (عدت علي خير)، ولكنني مصرة أن النجاح في تلك الأمسية كان بسبب الشعر نفسه الذي كان قد كُتب بطريقة غنائية.. فكان من السهل جداً أن يصل للناس ببساطة.. وعلي كل حال هذه محاولة قدمتها علي المسرح منذ مدة طويلة ولم يتح لي تكرارها مرة أخري.. ولا أعتقد أن إلقاء الشعر مسألة مستعصية أو صعبة علي النجم السينمائي.. فالسير لورانس أوليفييه، كان من أبدع وأروع من يلقي الشعر الشكسبيري.. وكذلك الفنان العظيم أورسون ويلز الذي يعد من أفضل الذين يلقون الشعر.
هل تعتقدين أن إلقاء الشعر من الممكن أن يأخذ مكانه علي المسارح ويصبح له نجوم؟
- والله من الممكن أن يحدث ذلك، وقد قرأت رأياً للاستاذ عزيز عيد أنه يحبذ الإلقاء بالطريقة السهلة والبسيطة.. وهناك من يقول: إن الشعر يجب أن يلقي كما كتبه الشاعر، يعني ينحو منحي واقعيا بعيداً عن التمثيل، أما أنا فأعتقد أن البساطة والاحساس بالكلام أهم دعائم الوصول إلي وجدان المستمع.. وأنا من خلال تجربتي الوحيدة في إلقاء شعر أحمد شوقي كنت سعيدة جداً، وقمت أيضاً بعملية احصاء للأطفال ممن كانوا يتفرجون علي مسرحية شوقي التي كنت ألقيها في التليفزيون.. وتوجهت إليهم بالسؤال اذا ما كانوا قد شعروا بالضيق أو الملل.. فمعظمهم أجابوا بالنفي.. وكانوا سعداء بالأشعار وبالإلقاء.
هل ما زلت تهتمين بآراء الصغار في كل ما تقدميه؟
- هذا مهم جداً.. لأن الصغار لا يكذبون ولا يجاملون، ويقولون الحقيقة بدون لف ولا دوران.
هل أرجع اهتمامك برأي الأطفال في أعمالك إلي أنك بدأت العمل وأنت طفلة، ووقفت أمام الاستاذ محمد عبد الوهاب؟
- لا أدري، فربما تكون هذه مسألة مرتبطة عندي بالعقل الباطن.. ولكن الحقيقة أن وقوفي مع عبد الوهاب كما قلت لم يكن بتلك الرهبة، لأنني لم أكن في تلك السن أُمثل، وإنما كنت أتصرف بطبيعية وتلقائية..
ربما لأن طبيعتي في الحياة منذ الصغر كانت تسير علي هذا المنوال الطبيعي، فأنا عندما أعود من المدرسة، أقف علي المنضدة وأُلقي خطبة وأقوم بتقليد المدرسين والمدرسات.. وبعد مشاهدتي لأي فيلم كنت أقوم في اليوم التالي بتقليد معظم الممثلين والممثلات.. لذلك لما وقفت أمام الكاميرا لأول مرة، كنت طبيعية جداً.
ألا تذكرين بعض الصعوبات التي مررت بها آنذاك؟
- بالعكس، فقد كانت من ألطف الأيام، ودعني أروي لك هذه الحكاية التي مازال البعض ممن عاشوها يتندرون بها:
أذكر أن الاستاذ عبد الوهاب قد ضحك عندما كنت أنا أمثل، فما كان مني إلا أن أظهرت انزعاجي ووضعت يدي علي خصري وتوجهت نحو المخرج وقلت له: "من فضلك.. أطرد محمد عبد الوهاب بره لأنه يضحك".
.. فما كان من العاملين جميعاً في الاستوديو إلا أن ضجوا جميعاً بالضحك، ووجدت نفسي أضحك معهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.