عقد أمس المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي اجتماعا طارئا بمجموعة الازمة الوزارية برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء حيث تمت مناقشة تداعيات أحداث مظاهرات يوم الجمعة 9 سبتمبر الجاري واقتحام المتظاهرين للسفارة الاسرائيلية بالقاهرة ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية ومبني مديرية أمن الجيزة وقد أسفرت الاحداث عن وفاة شخصين واصابة المئات.. في بداية الاجتماع رفض المجلس العسكري استقالة شرف من منصبه والذي تقدم بها نظرا للانتقادات الكثيرة التي تعرض لها مؤخرا واتهامه بالتخاذل في حفظ الأمن واستمرار المظاهرات التي تطالب باستقالته. وقد تم خلال الاجتماع مناقشة خطة أمنية لتأمين المنشآت الحيوية في مصر وتفعيل دور جهاز الأمن الوطني الذي جاء بديلا لجهاز أمن الدولة بعد الثورة وذلك لرصد تحركات مثيري الشغب ومنعهم من تنفيذ أغراضهم التي تضر بالأمن القومي، كما أكد المجتمعون علي ضرورة عدم الاحتكاك بأي مظاهرات طالما لم تخرج عن اطارها السلمي.. وقد طلب أعضاء المجلس العسكري من حكومة شرف ضرورة اتباع سياسة الحزم والشدة مع كل من يريد الفشل لثورة 25 يناير. وفي صياق متصل قالت مصادر مطلعة بمجلس الوزراء إن د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء قرر الاستقالة عندما شاهد أوراقاً من السفارة الإسرائيلية تتطاير، وهو يتابع الأحداث مع عدد من مستشاريه. وقال شرف أثناء مشاهدته اقتحام مبني السفارة الإسرائيلية بعد تحطيم الجدار العازل ودخول عدد من المتظاهرين لأرشيف السفارة أن الوضع تخطي كل الخطوط الحمراء، وكرامة مصر تتبعثر مع تطاير هذه الأوراق. وفسر رئيس الوزراء حالة الفوضي ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة بأن أصابع خفية تعبث وقال: أنا علي يقين بأن المطلوب استفزاز القوات المسلحة ووضعها في مواجهة مع الشعب كان رئيس الوزراء متوتراً وبدت عليه علامات الإرهاق والاكتئاب.