متابعة- محمد فرج - حسام سعداوي - هبة فرغلي- سعد حسين -رمضان أحمد- نسرين صبحي- محمد هاشم وصل الرئيس السابق حسني مبارك قبل ظهر أمس علي سرير متحرك إلي مقر أكاديمية الشرطة في شرق القاهرة حيث بدأت الجلسة الثالثة لمحاكمته بتهمتي القتل والفساد المالي. وبث التليفزيون مباشرة صور وصول مبارك في سيارة إسعاف ونزوله منها علي سرير نقل أمام باب القاعة التي تنعقد فيها محكمة جنايات القاهرة منذ بدء القضية في الثالثة من أغسطس الماضي وكانت طائرة هليوكوبتر نقلت مبارك من المركز الطبي العالمي إلي الأكاديمية. وقبل بدء الجلسة دخل المتهمون قفص الاتهام وهم مبارك ونجلاه علاء وجمال إضافة إلي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من معاونيه. ووقعت صباح أمس اشتباكات بين أنصار وأسر ضحايا الانتفاضة التي اطاحته خارج مبني المحكمة التي ينتظر أن تستأنف فيها محاكمته. وتدخلت قوات مكافحة الشغب لوضع حد للاشتباكات التي وقعت أمام أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرةالجديدة بشرق القاهرة حيث تجري محاكمة مبارك كما تصددت الشرطة المسلحة بالهراوات لأسر الضحايا عندما حاولوا اقتحام الباب الرئيسي لأكاديمية الشرطة بهدف الدخول إلي قاعة المحكمة. وهتف المتظاهرون المؤيدون لمبارك لن نتخلي عنك بينما هتف أهالي الشهداء القصاص.. القصاص قتلوا أولادنا بالرصاص. وبدأت المحاكمة التاريخية في الثالث من أغسطس الماضي وعقدت جلستها الثانية في الخامس عشر من الشهر نفسه وخلافا للجلستين السابقتين لن يتم نقل وقائع جلسة الاثنين علي الهواء علي التليفزيون بعد أن قرر القاضي في الجلسة الأخيرة وقف البث المباشر. وكان قمع الثورة التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير الماضي أوقع أكثر من 850 شهيداً وما يزيد علي 6 آلاف جريح في أقل التقديرات. وقام العشرات من أسر الشهداء صباح أمس أمام أكاديمية الشرطة بالقاهرة بحرق صورة للرئيس السابق حسني مبارك مطالبين بإعدامه للقصاص لشهداء الثورة. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات التي تطالب بإعدام مبارك من بينهم الشعب يريد إعدام السفاح، القصاص القصاص ضربوا ولادنا بالرصاص، لنجيب حقهم لنموت زيهم كما حمل العشرات من أسر الشهداء صور أبنائهم الذين استشهدوا خلال أحداث الثورة. كما قام اثنان من أسر الشهداء بحمل ميزان علي هيئة ميزان العدالة وحبل ملفوف كالمشنقة في إشارة منهم إلي أن إعدام الرئيس السابق هو أساس العدل. ومنعت قوات الأمن وقوع اشتباكات بين العشرات من أهالي الشهداء وبين مؤيدي الرئيس السابق الذين تجمعوا أيضا أمام مبني الأكاديمية وقام رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة بمحاولة تهدئة أسر الشهداء والتأكيد لهم بأن سبب فرض الكردون الأمني حولهم هو حمايتهم ومنع أي اشتباكات بينهم وبين مؤيدي الرئيس السابق لكن ذلك لم يحل بين نشوب اشتباكات بين أهالي أسر الشهداء وقوات الأمن وهو ما أدي إلي إصابة العشرات. المصادمات وقعت بعد إلقاء عدد من معارضي مبارك الحجارة علي المؤيدين وأصابت الحجارة أكثر من ثمانية مجندين من الشرطة. وقامت سيارات الإسعاف بعلاج عدد من المصابين في موقع الحادث فيما قامت بنقل عدد آخر إلي المستشفيات لتلقي العلاج. ونجحت قوات الأمن في الفصل تماما بين المؤيدين والمعارضين الذين قاموا أيضا بإحراق صور للرئيس السابق مطالبين بإعدامه من خلال نشر آلاف المجندين منعا لوقوع الاشتباكات التي من المعتاد أن تحدث في كل جلسة. ووقعت مشادات أخري عند بوابة الأكاديمية لمحاولة عدد كبير من أهالي الشهداء والمواطنين دخول قاعة المحكمة وحضور جلسة المحكمة فيما لم يكن أي منهم يحمل التصاريح اللازمة لحضور المحاكمة. .. وساعد في إثارة غضب أهالي الشهداء الذين تم منعهم من دخول قاعة المحاكمة أن الأمن سمح للمحامين الكويتيين الذين جاءوا لمناصرة مبارك بالدخول ومنع أهالي الشهداء. وتدخل اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واستطاع تهدئة أهالي الشهداء وعدولهم عن قرار اقتحام القاعة، وأثناء تلك الأحداث سمع المتظاهرون علي الجانب الآخر صوت مشاجرة، وتبين أن ملتحياً دخل الكردون الأمني المحاط به أنصار مبارك وحاول إقناعهم بأن الرئيس السابق لا يستحق شرعاً التعاطف معه بعد أن ترك مصر في خراب علي مدار 30 عاماً إلا أن أحد أنصار مبارك تشاجر معه وقالوا له: «خلي نصيحتك لنفسك»، وفض رجال الأمن تلك المشاجرة بعد أن اصطحبوا الملتحي لكردون الشهداء. وأصيب أكثر من 20 معارضاً، ثم نظم المعارضون أنفسهم وقاموا بمهاجمة وحدات الأمن المركزي المتواجدة أمام الأكاديمية حتي اضطر العديد من القوات للفرار، وقامت مديرية أمن القاهرة بتزويد الحراسة بأفراد شرطة إضافية وقوات أمن ونزول أكثر من 25 سيارة أمن مركزي مصطفة ومدرعة وبعد أكثر من ساعة من الاشتباكات سيطرت علي الموقف بصعوبة بالغة وقامت بإلقاء القبض علي 6 من المعارضين للتحقيق معهم في تلك الأحداث، كما تم تزويد سيارات الإسعاف لمعالجة الحالات المصابة وتعالت أصوات السيدات والفتيات ما بين صراخ وبكاء من المؤيدين والمعارضين، وذلك بسبب الهلع من الدماء التي سالت من المصابين وأصبحت الصحراء الفارغة أمام الأكاديمية ساحة للكر والفر بين رجال الأمن المركزي والمعارضين وبعد هدوء الأجواء وفض الاشتباكات نظم أسر الشهداء أنفسهم في مظاهرة ورددوا هتافات مناهضة للمخلوع ونجليه والعادلي ومساعديه ومن تلك الشعارات «يا شهيد نام وارتاح إحنا هنحاكم السفاح»، «يا مبارك فينك فينك الإعدام بينا وبينك» وفي مشهد مأساوي التقت «روزاليوسف» آباء وأمهات الأطفال الذين استشهدوا في أحداث يناير فتقول مني جابر والدة الطفل الشهيد محمد مصطفي: إن طفلها استشهد بأربع رصاصات بالرأس أمام قسم شرطة المرج وأثناء عودته للمنزل وليس له علاقة بالمظاهرات فهو طفل لا يدرك شيئاً عن السياسة أو الحياة العامة، إلا أن القناصين من ضباط الداخلية قتلوه ظلماً وهو يمر بالشارع عائداً للمنزل. أما والد الطفل محمد فوزي والذي يحمل صورته ويطوف بها ويبكي بحرقة فقال: إن نجله طالب بالصف الثاني الإعدادي قتل غدراً يوم 29 يناير من قناص بشارع حلوة بطنطا بثلاث رصاصات بالرأس ويطالب والده بقتل نجلي مبارك بالرصاص الحي. وقالوا إنهم معترفون بالجميل لمبارك في حرب أكتوبر ورفعوا شعار «هو مبارك عمل إيه 6 أكتوبر شاهدة عليه» ورفعوا صوراً للرئيس المخلوع.