خناقة مفتعلة تحدث كل عام خاصة في شهر رمضان بين مؤلفي الأعمال الدرامية ذات المستوي المتدني حيث يعتبر الشهر الكريم موسم الشكاوي والدعاوي القضائية التي يتبادل فيها المؤلفون المصريون الاتهامات بالسرقة. فبالرغم من أن مسلسل «خاتم سليمان» استطاع أن يحقق أعلي نسبة مشاهدة في سباق شهر رمضان، وبالرغم من أن سيناريو المسلسل يفتقد كثيراً من الحبكة والحرفية في الكتابة، خاصة أنها التجربة الأولي لمؤلفه محمد حناوي، إلا أن أداء الفنان خالد الصاوي الساحر استطاع أن يغطي عيوب السينايو ويجذب الجمهور له، ويجبره علي الإجماع علي أنه ممثل بجدارة، لكن المسلسل علي كل هذا الإقبال لم يسلم من الاتهام بالسرقة من المؤلف مصطفي محرم الذي أعلن عن استيائه الشديد من النقل وربما النسخ لبعض أحداث ومشاهد المسلسل لدرجة أنه أطلق عليها عملية نحت وليست تأليفًا متهمًا مؤلف «خاتم سليمان» بسرقة سيناريو مسلسله «قاتل بلا أجر» الذي تم عرضه في رمضان الماضي وقام ببطولته الفنان حسين فهمي، وحقق نسبة مشاهدة عالية وقتها، حيث جسد فهمي شخصية طبيب، ودارت الأحداث حول جريمة قتل، وصرح «محرم» بأنه عرف منذ البداية أن المسلسل يحمل ملامح مسلسله «قاتل بلا أجر» ولكنه انتظر يتابع أحداثه حتي يكون الاتهام علي أساس وبعد فترة تأكد من شكوكه، وأضاف محرم أنه لا ينوي القيام برفع دعوي قضائية علي مؤلف خاتم سليمان خاصة أن الجمهور اكتشف هذا التشابه ولن يكون إضافة بالنسبة له إذا قام برفع دعوي قضائية حتي إذا تمكن من كسبها. المطرب تامر حسني لم يحقق مسلسله «آدم» نجاحًا كما توقع البعض خاصة أنها أولي تجاربه في الدراما التليفزيونية، وتعود الجمهور أن تحقق أعماله في السينما إيرادات عالية. فبجانب عدم نجاح المسلسل، إلا أنه يواجه هو الآخر تهمة السرقة، بعد أن تقدم السيناريست الشاب عادل عبدالهادي بشكوي لنقابة السينمائيين ضد مؤلف «آدم» أحمد أبوزيد يتهمه بسرقة معظم الخطوط الدرامية وذلك بمعرفة تامر، خاصة أن هذا المؤلف قام بتسليم السيناريو الذي كتبه بعنوان «ذئاب وثعالب» منذ أربع سنوات لشركة «عرب سكرين»، وتدور أحداثه حول شاب مسلم تنشأ علاقة بينه وبين فتاة مسيحية، ويواجه مشاكل في بناء مستقبله حيث يتم توريطه في عدة جرائم من جانب مجموعة من الفاسدين الذين يسيطرون علي القرية التي يعيش فيها، ولم يكتف المؤلف الشاب بالشكوي التي قدمها للنقابة بحفظ حقه بل اتجه لقسم شرطة الدقي وقام بتحرير محضر، وبالرغم من هذا كله فإن المشاكل الأساسية في مسلسل «آدم» هي البناء الدرامي في السيناريو الذي يتنازع المؤلفان للفوز به. مسلسل «الريان» الذي يقوم ببطولته الفنان خالد صالح الذي يوازي نجاح مسلسل «خاتم سليمان» في الشارع المصري خاصة أن أحداثه تجسد مشوار «أحمد الريان» أشهر رجل أعمال تورط في قضايا توظيف أموال ونصب. ويعتبر البعض أن من أسرار نجاح هذا العمل بجانب أداء صالح واكتشاف باسم سمرة وريهام عبدالغفور من جديد أن السيناريو لعب دورًا مهمًا في جذب الجمهور، وهذا السيناريو شهد خناقة بين أربعة مؤلفين من بينهم الكاتب أشرف عبدالشافي الذي يقول إنه المؤلف الحقيقي لقصة الريان وخرج مؤخرًا ليطالب بحقوقه المادية من الشركة المنتجة، وطالب أيضًا بوضع اسمه علي تترات المسلسل خاصة أنه أوضح أن الشركة المنتجة تفاوضت معه بهذا الشأن خاصة أنه قدم معالجة في 15 فصلاً تحكي بداية الريان وقصة صعوده، والظروف والأحداث الجارية علي الساحة المصرية خاصة الاقتصادية في فترة السبعينيات والثمانينيات ومع هذا فهو لا يملك أي مستندات، ولم يوقع عقدًا مع الشركة المنتجة، ومن قبله أيضًا ادعي المؤلف وليد يوسف أنه صاحب قصة «الريان» خاصة أنه بالفعل قدم معالجة شاملة للشركة يطلب منها هذا بجانب قيامه بتسجيل عدد كبير من الساعات مع أحمد الريان بطل الأحداث ومع هذا لم يحصل علي حقه المادي من الشركة، وعلي الجانب الآخر يؤكد محمود البزاوي وحازم الحديدي أنهما قاما بكتابة القصة ومعالجة السيناريو ولم يطلعا علي أي سيناريوهات قدمها أي كاتب من قبلهما. مسلسل «سمارة» الذي واجه انتقادات عديدة منذ الحلقة الأولي أيضًا تم اتهام صناعه بسرقته حتي من قبل تصوير مشاهده، وذلك بعد أن تقدم الفنان مدحت السباعي بدعوي قضائية أمام المحكمة الاقتصادية ضد مسلسل سمارة مطالبًا بمنعه من العرض لأنه من تأليف والده عبدالمنعم السباعي الذي قدمه في عمل إذاعي مطالبًا بحق والده الأدبي في وضع اسمه علي التتر والقيام بنسب العمل له، خاصة أنه اتهم السيناريست مصطفي محرم بالمشاركة مع الشركة المنتجة في السطو علي سيناريو والده، وطالب بتعويض عشرين مليون جنيه. مسلسل «نونة المأذونة» لم ينج من الاتهام بالسرقة والنسخ أيضًا حيث واجه أكثر من خمس قضايا من بينها دعوي قضائية رفعها المؤلف محيي مرعي ضد صناع المسلسل بحجة أنه مسروق من مسلسله الذي قدمه علي القناة الثالثة عام 2000 ولعب بطولته ميمي جمال وأحمد راتب ولعبت دور المأذونة سهام جلال وكان ضمن سباعية بعنوان «يا ناس يا هوه» وأضاف إنه كان يعكف علي كتابة مسلسل كامل في ثلاثين حلقة، هذا بجانب اتهامات أمل سليمان عفيفي أول مأذونة في مصر للمسلسل بالسرقة لقصة حياتها وتشويهها لأنه يسخر من مهنتها، خاصة أن حنان ترك ترتدي ملابس الرجال وترقص ويتم القبض عليها في بعض الأحداث، وعلي الجانب الآخر رد المؤلف فتحي الجندي الذي كتب حلقات «نونة المأذونة» أنه قام بكتابة الحلقات منذ عام 1999 وبالفعل استدعته النقابة لسماع أقواله، موضحًا أن مسلسله ليس له علاقة بالسيناريو الذي كتبه مرعي والأحداث مختلفة مضيفًا أنه تعرض من قبل لسرقات عديدة ولكنه لم يلجأ للقضاء ولهذا فهو واثق من أنه سوف ينتصر في هذه المعركة لأنه يملك مستندات تؤكد أنه صاحب السيناريو.